دولة الامطار
في رباعية ساخرة قال الشاعر المصري المرحوم صلاح جاهين:
ولدي …. اليك بدل البالون ميت بالون
انفخ وطرقع فيه على كل لون
عساك تشوف بعينيك مصير الرجال
المنفوخين في السترة والبنطلون
وهكذا شاهدنا بأمَّ اعيننا السادة المنفوخين (بسترهم وبنطلوناتهم)من اول ساعات قليلة من المطر الذي هطل على البلد ،شمروا سواعدهم وخرجوا لنا بتصريحاتهم الرنانة (الصخرية)- نسبة إلى صخرة عبعوب ذات الـ150كليو – والعراقيون يسمعون وهم غارقون بمياه الإمطار في وسط بيوتهم ، أنها أيها السادة دولة جديدة اسمها دولة عبعوب المالكية ، ولنرجع إلى تاريخ قليلاً فنرى على مر العصور كل الذين يحتلون مواقع السلطة في بلادنا العربية المنكوبة يتظاهرون أمام شعوبهم بالعظمة والتماسك والقوة والصلابة ،لكن كل ذلك ينهار فوراً امام أبسط تعليق ساخر يذيع بين الناس ،فينفضح كم هم متهرئون وعصبيون وعديمو الثقة بأنفسهم ،الاّ (حجي نعيم)-كما وصفه المالكي – فقد كان يملك الثقة الكاملة بأنه كان يعمل مخلصاً للشعب العراقي وكان قاب قوسين أو ادنى لإبعاد الضرر والغرق الذي اصاب بغداد لولا هذه الصخرة الملعونة التي وضعها المخربون والإرهابيون وأعداء العراق والعملية السياسية وأعداء الأمانة ورجالها المخلصون ،تبّاً لهذه الصخرة اذ أنها أغلقت المجرى فسببت الفيضان والغرق لبغداد …. ومن اجل ذلك ولإخلاصه في العمل وإعلانه سبب غرق بغداد بكل صراحة كافأه السيد المالكي وأعطاه مفتاح أمانة بغداد كي يبعد كل صخرة عن مجاري بغداد ولا يدعها تغرق ،هنيئاً لأهل بغداد أمينهم الجديد (حجي نعيم ) وليعلم هذا (الحجي) ومن نصَّبَه أنّ العراقيين قد أفاقوا وتنبهوا إلى ما يدور حولهم وسيكون لهم الصوت المدوي والرأي الصحيح في الانتخابات القادمة ، حتى لا يتكرر لدينا (حِجّاج) مثل الحجي المذكور ، ورحم الله شيخنا الشرقي حين قال في رباعية له .
ما تغيرتِ يا وجوه بلادي فالى ما الأذقان والأسمالُ
يا ابن جيلي متى سَيُسْعَدُ شعبٌ
طرفاه عمامة وعقالُ
واذا الفأر والسنانير عاشا بوئامٍ لم يفلح البقّـــــــالُ
قد يفيد الدلاّل ان ضاع شيء
ما احتياجي والضائعُ الدلاّلُ
باقر الكرباسي – بغداد