رسالة بغداد
دور الاحزاب في تقويم السياسات العامة
في إطار الديمقراطية التمثيلية صدر في بغداد حديثاً كتاب (دور الاحزاب السياسية في تقويم السياسات العامة – دراسات تحليلية مقارنة للدكتور فلاح مطرود العبودي) يبدو أن السياسات العامة التي توضع بشكل دقيق تجنب المجتمع الكثير من الخسائر والاحباط الذي يصاحب تنفيذ السياسات العامة الفاشلة، ومن المرجح أن تلعب الاحزاب السياسية دورا فاعلا في عملية صنع السياسات العامة اذا امتلكت المؤهلات الفكرية والبشرية المطلوبة. والثابت ان قيادات الأحزاب السياسية لاتشارك في السياسات بشكل مباشر بل تقوم بل تقوم بصياغة سياسات وبرامج للسعي وراءها عندما تكون في السلطة او في وضع يمكنها التأثير في التحالف الذي يشكل الحكومة.وبشكل عام تواجه الأحزاب السياسية تحديات فقدانها الشرعية بسبب خضوعها للقواعد الدستورية والتباين بين المعايير القانونية من ناحية، والمعايير السياسية من ناحية أخرى. وقد انتقدت الأحزاب السياسية في الآونة الأخيرة بشدة؛ بسبب فشلها في أداء ادوارها المقصودة في العملية الديمقراطية، وترتبط هذه الانتقادات في كثير من الأحيان بمقترحات الإصلاحات المؤسسية لإعادة هيكلة الأحزاب السياسية، بيد أن الصراع السياسي قد يتخذ طابعا فرديا او جماعيا فهو أيضا كما يراه دوفيرجيه. وقد يتخذ اسلوبا علنيا او خفيا او يكون صراعا منظما او غير منظم؛ وما ينبثق عن ذلك من كون الأحزاب السياسية نشأت لتكون أجهزة صراع.كما يرى ليبست أن الأحزاب السياسية في جميع الديمقراطيات الحديثة تعبر عن وجه الصراع الفكري بين الجماعات المختلفة.وقد ارتبط وجوده في الدول النامية بالتحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بحيث أصبحت أداة في توطيد أركان السلطة الوطنية.