دوائر البكاء

دوائر البكاء

 

 

علي مولود الطالبي

 

أنحني لترابٍ خُلِقَ مِن شذا الكبرياء

 

فيهِ يتماوجُ الربيعُ بشيبِ الحياة

 

كنْ اسماعيل ؛ ومدّ قلبكَ للطين

 

هو الوطنُ … الشامخُ في مرسى الرجال

 

يسقينا خرافةَ العشقِ في باطنِ الكفّ

 

لا تجعل المقصلةَ منفانا …

 

والدّمع في بهوِ الرّوح يتلبسنا كقمصان السحاب

 

لا تسقيني الرّماد المذاب على جسدي

 

وأنا الذي أتيتكَ على غيمةِ الحنين … وبي شهقة

 

يكبرُ على ضفافكَ الحزن وعلى صدركَ جفاء طفل

 

تنتصبُ دوائرُ البكاء على وجنةٍ لا تعرف البياض

 

صلاتي ترتلُ في المدى آخر تمتمات مَن سكنوا

 

فينهمرُ الضوءُ بين جنابات غاباتكَ المظلّلة بالنّدى

 

وأتوهُ أنا … مطوّق باسمكَ ؛ أستحضرُ زوارق الشجن

 

وهذا ….. أبي ممسكٌ بتاج الحكمةِ

 

وأمي على جمرِ الرجوع تزوّق الصبر … تنتظرني

 

أشتاقُني عصفوراً لكفَّها … نبتة تلّثم قدميها …

 

يا وطن الغياب … رضاهما ورضاكَ الغيث

 

دعني أخطو فوق ترابكَ سجيناً

 

دعني ألهو بالقمرِ في سمائكَ الناصعة

 

أنا طفلكَ العاشق … أنا من صلصال النايات من صلبكَ  الدفاق

 

أنتَ وأبي توأمان في الرضا

 

أحتاجُ ترابَكَ سحراً يتنفسني

 

يطوقني مثل حلمي وتقاسيم الشغف في أنفاسيَ

 

أنا لا أحتاجُ أن أتذكّرَ وأمضي مثل العابرين

 

أنا أحتاجُ نبضاً لا يذبل يحاصرني ….

 

يخصّبني من شذا حدائقكِ يا مدينتي

 

يقاسمني القلب والآه والقدر …

 

أحتاجُ أغنيتين من وريدي

 

تطيران …..

 

واحدةٌ لوطني ؛ وأخرى لشهيد

 

مشاركة