دمشق

دمشق

احد اكثر الاسماء التي شغلت المفسرين ، ونجد اختلافاً كبيرا بين المؤرخين في تحديد معنى هذا اللفظ ،والحقيقة ان المؤرخين العرب اعتمدوا وبشكل كبير على الاساطير والتخمينات فقد ذكر ياقوت الحموي في معجمه :انها سميت دمشق لانهم دمشقوا في بنائها أي اسرعوا ،وقيل : سميت نسبة الى دمساق بن قاني بن مالك بن ارفخشد ، ، ولم يبحث احدهم عن معنى اللفظ في علم اللغات ، وكان الاثاريون اكثر واقعية في فك لغز هذا اللفظ ، ففي الكتابات المسمارية لتل العمارنة نجد ( دي ــ مَشْ ــ قا) وفي التوراة العبرية نجد ((دومسق) و (درماسق) ، نناقش اولاً ما ورد في الكتابات المسمارية لتل العمارنة وهي اقدم المصادر المذكورة التي وصلتنا، ويمكننا ان نلاحظ انتهاء لفظ ( دي ــمش ــقا) بحرف علة وهذا الامر دفع بالآثاريين الى القول بانه كان في الاصل (ياء) ، وقالوا ايضا ان الراء في (درماسق) ادغمت ونتج عن ذلك لفظ الاسم بتشديد الميم ، وذهبوا الى القول بان هذه (الراء) من اصل الاسم واستنادا لهاتين النقطتين اتضح لهم بان الاسم في الاصل مركب من (دار ــمشقي) واهملت منه الراء في الكتابات المسمارية وبقيت او ادغمت في الكتابات العبرية والسريانية وهذا التركيب يعني (الديار المسقية) والواقع انه ينطبق على دمشق وتوابعها ،وهذا بالضبط ما اشار اليه ياقوت فيما ذكره عن دمشق فقال : لم ار في بلد اخر مثلها في كثرة الأنهار بها وجريان الماء في قنواتها ،فقل ان تمر بحائط الا والماء يخرج منه في انبوب الى حوض يُشرب منه ويستقى الوارد والصادر.

عباس عدنان مالي – خانقين

مشاركة