دعي قلبي – نص شعري- ضمد كاظم وسمي
دعيْ قلْبيْ دعيْ عنْهُ الْعِتابا
كأنّ إلى الْحبيبِ بهِ جوابا
سأكْتبُ في الْجوانحِ مِنْ حروف
لها ريحٌ كمَنْ حملَ السّحابا
وصرْتُ متى ملأْتُ الْحرْف دمْع
تجلّى الشّوقُ عنْ قلْبيْ كتابا
فكمْ شفّ الْجمالُ لهُ فؤاد
وكمْ هتفَ الْوصالُ بهِ فثابا
تزيّنَ في الْمساءِ فعادَ بدرا
وجمّرَ في الصّباحِ فقلْتُ غابا
سليْ طيفَ الْحَنانِ سلي الْأماني
هما بالرّوحِ قدْ عزِفا الرّبابا
ترخّمَ في النّفوسِ وناغَ سَكْر
وذوالْألْبابِ قدْ فقدوا الصّوابا
فلوْ ضاءتْ شموعٌ مِنْ رحيقي
لما ذاقتْ لَمى ورْدي الْعذابا
فكمْ تُرْديكَ أحْداقُ الصّبايا
ترى شهْداً ويخْتمْنَ الوَصابا
فهلْ حَسُنتْ ظنوني باللّيالي
وقدْ سرقتْ صلاتي والشّبابا
ومِنْ يعْتزّ بالْآثامِ إ
غرقْتُ بها فأُنْسيتُ الْحِسابا
فغشّتْني الْحياةُ بها غرورا
أصبْتُ بغزْوِها بِكْراً ونابا
فيا ربّي أتوبُ إليكَ حقّا.
وماليْ غيْرُ رحْمتِكَ إحْتسابا
وياربّي فليسَ سواكَ ربّا
وليسَ سوى صراطِ الحقِّ طابا
دروبُ الخيرِ أوْلى في مسير
إذا صحّتْ سرائرُهُ وتابا
نبيُّ الْحقّ أرْساها أصولا
هدى قرآنِهِ والْآلَ بابا
وكانَ فَقارهُ في الْأمْرِ أوْلى
وكانتْ صحْبهُ في الْحرْبِ غابا
وسنّتهُ مِن الْبلْوى نجاة
ورسّخَ في الزّمانِ بها الصّوابا
وعرّفَنا أصولَ الْعزّ طراً
وملّكنا الْخلائقَ والشِّعابا
وليسَ الْمجْدُ أنْ تنْوي ولكنْ
بما تسلُ النّهى ، فعْلاً أجابا
وما أزْرى بقومٍ مِنْ صغار
إذا الْإيمانُ صارَ لهمْ خطابا
فكمْ بلغَ الْحضارةَ ذو علومٍ
اذا كان السّلامُ لهُ مثابا
صحبْتُ الْعارفينَ فزِدْتُ علْماً.
وفيْ دنْياكَ أنْطقْتُ التُّرابا
فما للْعالمينَ سواكَ هادٍ
إذا ما الْكفْرُ أبْلاهمْ ثِياباً
وما للْمعْتدينَ سواكَ ناه
إذا التّكْفيرُ قدْ فتِنَ الشّبابا
-عارضت بها قصيدة ( سلوا قلبي ) لأمير الشعراء احمد شوقي رحمه الله



















