مسيحيو الموصل يحتفلون بعيد آخر للميلاد بعيداً عن كنائسهم
دعوات وإبتهالات بعودة الإستقرار للمدينة وإشاعة التعايش بين مكوناتها
الموصل – سامر الياس سعيد
احيا الاف المسيحيين مساء امس الاثنين قداديس حلول عيد الميلاد المجيد وسط عوات وابتهالات بان يعم الامن والاستقرار ربوع الوطن، وابدى عدد كبير من مسيحيي الموصل عن امنياتهم بان تعم مظاهر الامان والاستقرار مدينتهم ليتسنى لهم العودة واستئناف عيشهم في المدينة التي تركوها صــــــــــــــــيف عام 2014 اثر سيطرة تنظيم داعش عليها. وقالت منى بولص ان (هذا العيد يمثل عيدا اخر نقضيه بعيدا عن مدينة الموصل لذلك تملانا الغصات والعبرات بسبب استذكارنا لما كنا نقوم به من طقوس وتقاليد حينما كنا نعيش في المدينة قبل طردنا منها من قبل تنظيم داعش). ولخصت بولص عددا من الطقوس التي كانت تحرص على احيائها في مدينة الموصل ولاسيما حينما كانت تعد حلوى العيد المعروفة بالكليجة وتوزعها بين جيرانها من العوائل المسلمة التي تجاور منزلها في منطقة حي الشفاء، معربة عن (ألمها باستحالة عودتها لتدمير منزلها الذي يجاور كنيسة الطاهرة الخارجية التي سواها داعش تماما مع الارض ابان سيطرته على المدينة للفترة من 2014 وحتى عام 2017 حيث تحررت المدينة بجانبيها الايمن والايسر نهاية العام المذكور) .وقال مفيد توزة (نامل ان نعيد في كنائسنا التي تركناها في مدينة الموصل لكن الواقع يقول بان الامر مستحيل). ويضيف توزة (اغلب كنائس الموصل مدمرة تماما ومخربة ولاسيما في الجانب الايمن معربا عن استغرابه من عدم توجه الحكومة العراقية للسعي لتعمير تلك الحواضر لتترجم رسالتها بترسيخ التعايش وطمأنة المسيحيين بعدم عودة العنف والتنظيمات الارهابية للمدينة). وقال فارس خليل ان (الكنائس في مدينة الموصل كانت تكتظ تماما قبيل اعوام بالمؤمنين ممن يحيون قداديس عيد الميلاد وحـــتى قبــل عام 2003 كانت هناك كنائس تحرص على اقامة قداس ليلة العيد في ساعة متاخرة من الليل لتشارك ابناءها فرحة الميلاد الذي عادة ما ترسخ بذاكرة المحتلفين بان حدوثه جرى في الليل بدليل تبشير الرعاة كشهود للميلاد وهم ساهرون على رعاية مواشيهم او ورود نجم المشرق الذي عادة ما يرتبط بظهوره في الليل لدلالة القوافل لطرقها التي تسلكها ابان الوقت من اليوم). وتابع خليل (لكن بعد عام 2003 تردت الاوضاع الامنية ولم نحلم بان نعيش مثلا مناسبة دينية يجري الاعداد لها او اقامتها في الليل للكثير من التحذيرات الامنية لكن في المقابل ترى الكثير من المدن العراقية تحرص على احياء طقوسها وتقاليدها الدينية ولاسيما بلدة عنكاوا الواقعة بمدينة اربيل التي ترتدي حلة قشيبة في مساءاتها بالجماهير التي تحتشد للاحتفال بعيد الميلاد)، فيما بين نوفل سامي ان (الاعلام العراقي داب على الالتفات للمسيحيين في هذه الايام)، مشيرا الى ان (باقي الايام وحينما تتابع وسائل الاعلام ستكتشف بان العراق يخلو من ابنائه المسيحيين لذلك لا توجد اي وسيلة اعلامية على الالتفات للمناسبات الدينية وهنالك الكثير من الفضائيات العراقية ممن تلتفت لمشاركة المسيحيين اعيادهم حينما تنقل سواء بصورة مباشرة او على الهواء او عبر تسجيلات مصورة جوانب من القداديس التي تقام في كنائس العراق بهذه المناسبة). مشدداعلى القول (يتوجب على الاعلام ان يبقى على التواصل مع المسيحيين ويخصص اوقاتا مناسبة للاطلالة على طقوسهم وتقاليدهم التي تغيب عن بال الكثير لا بل التعريف باللغات التي يتحدثون بها والتي اقرتها وزارة التربية وشملت بها عددا من المدارس التي تحرص على تعليم اللغة السريانية كمادة منهجية اسوة بتدريس اللغة العربية واللغة الانكليزية في المدارس العراقية بشكل عام). اما ابراهيم دانيال فقال ان (العيد يمثل مناسبة سعيدة لكن بالنسبة لمسيحيي العراق تمثل غصة وألم حيث يقضون مثل هذا العيد بعيدا عن التجمعات العائلية التي كانوا يحرصون على ابرازها في العيد بتجمع افراد اللعائلة سواء على الاطعمة والماكولات التي يعدونها فعلى سبيل المثال هنالك من يعد من المسيحيين اكلة الباجة المعروفة شعبيا ليتناولوها في غداء العيد وهنالك الكثير من الموصليين ممن يعد الكبة المسلوقة بمرقة اللحم لتعد وتقدم في هذه المناسبة).