دعني أقولك…. – وجيه عباس
وأخذتني مني، فارجعنيْ إليّ
اني وجدتُكَ انتَ والدنيا عليّْ
ذهبَ الزمانُ بكلِّ شيءٍ كنتَهُ
حتى كأنك لم تكن في الغيب شيْ
بسطتْ يداي إلى يديك اصابعاً
ورددتُها، وكأنَّها ليست يديّ
***
أنا لا أقولَكَ ميّتاً، لكنني
بصليب موتي فيك أحمل خشبتيّ
وتكاد تنشرني الحروفُ انا الذي
من دون وجهك في المدائن فيك طيْ
وحدي تبعثرني الرياح كأنني
ظمأٌ، وفي شفتيك ينبع الفُ ريْ
كن هدي بابك للعيون فطالما
اعشى خطاي تغربي في بردتيّ
دعني أرتّل ماتنزّل حزنُه
فلأنني وحيٌ، وقافيتي نبيّ
الناسُ عميٌ، والعيونُ مصارعٌ
وأنا أفتش عن أصابع شمعتيّ
ويكاد يمطرني العمى، لكنني
أبقيتُ وجهك في نواظر مقلتيّ
***
ياما تقوّلك الغياب برشده
اني احاوله، ولكن كان غيْ
انا لا امثل فيك دور بطولة
فهزائمي وطن بكاك بمقلتيّ
وبانني احرقت كل سفائني
وبانني انطقت ليلي فيك ضي
الورد صلى خلف ظلي ساجدا
ويكاد يسجد لو هويت بسجدتيّ
يامن يصلي الورد خلف غيابه
وكأنما صلى بنعشك كلُّ حي
***
قدري نقيضك في البقاء خلوده
أرأيت ميتا يستزيدك بالبقيّ…
ويكاد يستبقيك بعض ثمالةٍ
والكأس ظامئةٌ، وشاربها شقيّ
ذهبت بك الدنيا التي بك اوجدت
معنى سواك ولم تكن فيها غويّ
انا اتقيك تلاوة لكنني
لما اكن في سجدتيك بها تقيّ
لكنما طعم الشفاه هو الذي
جعل اشتهاءك في مقاتلها شهيّ
ويكاد يلوي من أعنَّتها يداً
مُدّت لخصرك في الطواف وفي السعيّ
حتى البنفسج وهو ظلك ساكناً
جعل القميص على قوافيها رويّ
حتى النهارات التي بك سافرت
عادت يضرجها الحنينُ مع العشيّ
هو بعض ماابقت خطاك على الثرى
ورأيت إنَّكَ بعضُ ما ترك المُضيّ!!
***
يافقر يومي لو عددت مغانمي
قد كنتُ فيك على قلائلها غنيّ
وطفولتي كانت رهانك مرّةً
من قال انك في مواجعها صبيّ؟
كنتَ العصيَّ على المشيب طلاقةً
وأراك لم تبرحْ بشيبتِها عصيّ
تلقاءَ ما وجّهت وجهَكَ نحوها
لم تلتفت إيان مرساها وأيّ
كان الترابُ جنى يديك بحرثها
وقنعت أن كان الترابُ بها الجَنيّ
وبأن صوتك مفردٌ، لكنَّهُ
أبقاك قارعةً وأنت بها حريّ
وتكاد تحسب ان بعض حروفها
مما أثرت على التراب لها دويّ
لكنما اظهرت زهدَكَ دونها
وكأنما كنت الظهيرَ بها الخفيّ
حسبي بهاؤك بين اطباق الدجى
وبأن وجهك في مغاربها بهي ّ
***
دعني أقولك في استعارة امسه
كُتبَ الصيامُ عليَّ في هذي وذي
لا أكذبنَّك إنَّ جرحَك نازفٌ
وكأن وجهك بين أضلاعي صفيّ
وبأنه مولاي إذ بايعتُه
وبأنني مولى، وكان بها الوليّ
ومدينةٌ للحزن كنتَ ببابها
كِفلين من قلقٍ، وبعض أسىً نديّ
للطين طعمُ يديك في أصلابها
وكأنما اورثت حزنك للوصيّ
إني ببابِك استغيثُك وحشةً
وعلى مشارفها تدورُ بها الرَحيّ
وعلى الثياب دمٌ، وانت مغاربٌ
لو انني اودعتُ كفَّك راحتيّ
ياما تقوّلك الرحيلُ بصمته
حتى أضعتك بين ازمنة الغَريّ