دعم أمريكي لاستعادة زنجبار والجيش اليمني يصعد الضغط على جعار

دعم أمريكي لاستعادة زنجبار والجيش اليمني يصعد الضغط على جعار
عدن ــ صنعاء ــ ا ف ب شهدت المناطق الواقعة غرب مدينة جعار بمحافظة ابين الجنوبية معارك عنيفة ليل السبت وصباح الاحد بين مقاتلي القاعدة والجيش اليمني الذي توقع مصدر فيه السيطرة على المدينة في غضون ايام.
فيما بحث قادة عسكريون يمنيون وأمريكيون بصنعاء تعاون الجانبين بمكافحة الإرهاب ضمن مساعي اليمن استعادة السيطرة على محافظة أبين جنوب بعدما استولى عليها تنظيم القاعدة في البلاد. من جانبه أعلن مسؤول في اللجنة العسكرية اليمنية امس ان الجيش اليمني منقسم منذ 1994، وسيتم إعادة تأهيله بطريقة علمية. وقال العميد رياض القرشي عضو لجنة الشؤون العسكرية قوله أن الأزمة التي شهدها اليمن العام الماضي وأحداث ثورة التغيير لم تكن وراء انقسام الجيش، وأن ما حدث من انقسام للقوات المسلحة كان منذ عام 1994 .
الى ذلك، افادت مصادر عسكرية ان مسلحين قبليين موالين للجيش يشاركون في المعركة في جعار، وذلك في استعادة لتجربة لجان المقاومة الشعبية التي كان دورها حاسما في انتصار الجيش على التنظيم في منطقة لودر الاسبوع الماضي.
واسفرت المعارك الليلية غرب جعار عن 13 قتيلا في صفوف القاعدة بحسب مصدر محلي، فيما يتابع الجيش امس الاحد حملته على القاعدة في محافظة ابين الجنوبية لليوم التاسع عن التوالي، وهو يستخدم راجمات الصواريخ والمدافع والطيران. واغار الطيران اليمني اربع مرات على مناطق غرب جعار صباح الاحد. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس في غضون ايام سنسيطر على جعار مشيرا الى ان القوات الحكومية تريد السيطرة على هذه المدينة قبل زنجبار، عاصمة ابين التي سقطت في ايدي المسلحين المتطرفين نهاية ايار 2011. ووصف المصدر جعار بانها معقل مهم لانصار الشريعة في ابين. كما افاد شهود ان مسلحين من القاعدة وصلوا على متن 18 مركبة الى منطقة جعار من مدينة عزان التي تعد القاعدة الخلفية للتنظيم في محافظة شبوة الجنوبية المجاورة.
وفي سياق متصل، افادت مصادر عسكرية ان خمسة مسلحين من ابناء القبائل يقاتلون القاعدة الى جانب الجيش لقوا حتفهم مساء السبت.
وبذلك ترتفع حصيلة الحملة على القاعدة في ابين الى 213 قتيلا معظمهم من مقاتلي التنظيم. وقد افادت مصادر محلية لوكالة فرانس برس في هذا السياق ان القيادات العسكرية باتت تحظى بدعم عناصر قبليين موالين، وبات يطلق عليهم لجان المقاومة الشعبية تيمنا باللجان التي دعمت الجيش في لودر. وكان الجيش اعلن الخميس تطهير منطقة لودر في ابين من القاعدة وتركيز المعركة على جعار وزنجبار وشقرة. ويشارك اكثر من 20 ألف جندي في الحملة التي يشنها الجيش اليمني موحدا ومصمما على الانتصار، بهدف طرد مقاتلي القاعدة من ابين، علما ان المحافظة تقع على مشارف عدن، كبرى مدن الجنوب. وتشير مصادر دبلوماسية غربية الى ان القوات اليمنية تحظى بدعم امريكي مباشر لاسيما من خلال مشاركة خبراء من الجيش الاميركي في ادارة العمليات، الامر الذي لا تؤكده صنعاء او واشنطن رسميا.
كما تشن طائرات من دون طيار يعتقد انها امريكية غارات على تنظيم القاعدة في اليمن.
وتسيطر القاعدة ايضا على قطاعات واسعة من محافظة شبوة المجاورة.
وكانت القاعدة التي تنشط في جنوب اليمن تحت اسم انصار الشريعة احكمت سيطرتها على مناطق واسعة في جنوب وشرق البلاد مستفيدة من ضعف السلطة المركزية ومن الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ أن المباحثات رأسها عن الجانب اليمني رئيس هيئة الأركان العامة اللواء احمد الأشول، فيما رأسها عن الجانب الأمريكي قائد العمليات الخاصة في القيادة المركزية الأمريكية اللواء توفو والوفد المرافق له الذي يزور اليمن.
وقالت إن تم بحث أوجه العلاقات ومجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين والجيشين الصديقين، سيما في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب ، لافتة الى أنه تم التطرق إلى التطورات على الساحة اليمنية، وما تحقق من نجاحات وانتصارات على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين ولحج.
وأشارت الوكالة الى أن الأشول ثمن مساندة الأصدقاء الأمريكان لليمن بما من شأنه أن يحفظ أمنه واستقراره ، مشيدا بالتعاون والشراكة القائمة بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وأضافت أن المسؤول اليمني كشف ان الجيش ويسانده اللجان الشعبية تمكنوا من دك أوكار العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وتطهير معظم المناطق التي تواجدوا فيها حيث يجري حاليا تمشيط بقية المناطق من تلك العناصر الإرهابية.
وقالت الوكالة إن قائد العمليات الخاصة في القيادة المركزية الأمريكية أكد استعداد حكومة بلاده لتقديم كافة المساعدات وأوجه الدعم اللازم لليمن في مجال مكافحة الإرهاب وبما يضمن القضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي، مشيدا بالنجاحات الميدانية للقوات المسلحة اليمنية ضد عناصر القاعدة.
وتأتي المباحثات اليمنية ــ الأمريكية بعد إعلان الولايات المتحدة عن اختراق تنظيم القاعدة في اليمن عبر عميل مزدوج يحمل الجنسية البريطانية ويعمل لحساب المخابرات السعودية، حسب ما تناقلت وسائل إعلام أمريكية.
وكثفت الولايات المتحدة من إطلاق طائرات من دون طيار فوق مدن يمنية لمواجهة عناصر يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة ينشطون في البلاد، التي يقول الغرب عنها إنها تحولت إلى ملاذ آمن للتنظيم الدولي.
/5/2012 Issue 4205 – Date 21 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4205 التاريخ 21»5»2012
AZP02