دستور مصر على الطريقة العراقية ــ سعد عباس
سأدخل في صلب الموضوع، فأحيلكم الى المناخ غير السويّ الذي جرت فيه عملية كتابة مشروع دستور العراق بعد 2003، وكذا ظروف الاستفتاء عليه لاحقاً وصولاً الى عملية تمريره في 2005.
وللقارئ الحصيف أن يعود الى ذلك كله ويقارنه بكل ما يحيط بعملية كتابة مشروع دستور مصر بعد ثورة يناير وكذا ظروف الاستفتاء الراهنة عليه من المقرر أن يتم الاستفتاء يوم السبت المقبل ، ليحكم بعد ذلك بنفسه على ما إذا كان الإسلام السياسي في مصر بزعامة جماعة الاخوان المسلمين يستنسخ أخطاء الإسلام السياسي في العراق وارتكاباته ويضيف عليها أم لا؟
من المهم، الإشارة الى عملية تأثيث مشهد الانقسام والاستقطاب العنفي الحادّ في التجربتين العراقية والمصرية لكتابة الدستور وتمريره، بغض النظر عن حجم المشاركة في الاستفتاء.
ومن المهم، الإشارة الى دوافع المشاركة في الاستفتاء ونتيجته، ففي الحالين لم يتسنّ لأسباب عديدة مختلفة أو متشابهة لغالبية المشاركين في الاستفتاء قراءة الدستور أصلاً، وإن كانت كفّة اتساع الوقت تميل لصالح التجربة العراقية.
مع ذلك، فقد صوّت العراقيون على دستورهم الذي لم يقرأوه ولم يستوعبوا جميع ألغامه وتناقضاته وارتباكاته والتباساته لأنهم في الواقع كانوا يصوتون في أجواء ترهيب وترغيب طائفية وفي مناخ من الاستقطاب والذعر والمناكفة والتضليل والتزييف، وهو بالضبط ما جرى ويجري استنساخه في مصر الآن، وكأن العراقيين والمصريين محكوم عليهم الحرمان من احتفالية الدستور بكل ما يتعين على الاحتفالية أن تنطوي عليه من مسارات سوية، ومعاقبتهم على التحرر من الاستبداد والتسلط بدستور ملغم وفي طقوس باذخة في المرارة والفجيعة.
مرر الإسلام السياسي في العراق دستوراً لا يحظى باحترام حتى مهندسي مشهد الفجيعة، وسيمرر الإسلام السياسي في مصر دستوراً مماثلاً في فجيعته، إنما سيكتشفون هم قبل غيرهم لاحقاً أنه طريق الى تفتيت البلاد لا الى استقرارها.
وللحديث صلة.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول الرياشي عاجز الرأي مضياعٌ لفرصته… حتى إذا فات أمرٌ عاتب القدرا ؟
جواب جريء
ــ قول الأفغاني أقرب موارد العدل القياس على النفس .
AZP07
SAAB