دروب الضجيج

مسرحية مستوحات من عمر الياقوت

دروب الضجيج

قاسم ماضي

وهي ”  مونودراما ”  تتحدث  عما يحدث الان في زمن الفتن ،  والقتل  ، والتدمير ” وهي محاولة لكشف أسرار الموت ، يلعبان اللعبة شخصيتان هما   ,

الرجل + المرأة ” وكأنهما في حالة جنون مع صوت انفجارات

الرجل : وهو   يبحث   بين أكوام من العربات ،  لبائعي الخضار ، والحلويات ، واللبن ،  في سوق شعبي ، وجثث هنا وهناك ، واشياء كثيرة فيها من الدم البشري ، ورائحة نتنة تملأ المكان مما يُحدث  لديهما حالات  إنبهار ، والمرأة كذلك

الحب عطاء لا حدود لمواهبه ”  فيها من الحزن الكثير “

المراة : الحب عطاء لا حدود  لمواهبه  ” فيها من الحزن الكثير

الأثنان   ” المرأة مع الرجل ” الحب عطاء لا حدود له

  الرجل   ، وهو يتمتم أي كأنه يتحدث مع نفسه ، يقولها على خشبة المسرح أكثر من مرة ،

رائحة الانفجار تزكم الأنوف ” يكررها

 وهو مستمر بهذا  الحوار  ،

المرأة : وهي تبحث عن شخص من بين الموجودين وتتمتم ” ترفع يدا ً أو رأسا ً وهي ترتجف ، بعصبية وخوف وتتحدث

” انهزامات ،

 وعذابات

 دنيا تجعل من الإنسان المعدم المعذب

  غابة

 وجودها الأول وأساس عمل المستحيل المتوجع

   لرقصات المعد المملوءة بالفجعية

  وخبز الشعير المتيبس الحواف

وهي تدور وكأنها مصابة بالشلل ، وتنظر إليه بنظرة فاحصة ، ويعلو جبينُها الغضبَ ، وتكّرر ” وخبز الشعير المتيبس الحواف ،

الرجل : تحت رماد الخوف كل شيء يحدث ” بصوت متكسر وخائف ” وهو مذهول ومتعب ،

  اصوات انفجارات وسيارات أسعاف “

المرأة : نكرهُ حدَ الترف رؤية مشاهد الموت  “

 وهي متعبة وخائفة ” وربما كأنها تقترف جريمة  الرجل : وهل ننسى عفونة الأجساد الملقاة على قارعة الطريق “

بهستريا فيها  نوع من البكاء

المرأة : ومطر الشظايا البارق يتحسس معدنه  ، ” بسخرية “

 وتتفجر نفسه بلغو جد  غريب ” ” بسخرية ”   وكأنه حالم وهو يرنو الى السماء ” حالمة ”  الرجل : فضاقت صدورنا ،

 وها هم  يحبسون  عنا ضوءَ المصابيح ،

 وضجيج الدروب ،

المهم سوف تدور الدنيا مثل دولاب “

هنا أشارات وتلميحات إلى ”  دول الجوار ”  التي ساهمت مساهمة فعالة في تخريب البلد

وهنا  يتراكضان  الاثنان في وسط المسرح وهما  يرددان  هذا الحوار ” الرجل مع المرأة “

  ” كي نهرب من صدر المأساة “

لا تصدم قلب الفتنة برخاء التسبيحات “

يكررها الرجلُ عدة مرات ،

المرأة : لا تحرق صمتَك والناسُ نيام

الرجل : وهو ينظر إلى الجمهور بطريقة مخيفة ويردد هذا الحوار “

”  لا تملأ أيامَ الغيمة بسيول الزيت “

 لا ، لا

لا ، لا  “

يكرُرها عدةَ مرات وهو خائف ” ظلام “

المشهد الثاني

 بقعة ضوء وموسيقى فيها من الرومانسية يجلسان وكأنهما تحت خيمة يحلمان “

المرأة : دونما حراك تحركت أيام ،

 ولك وسادة من ريش وسرير من خشب الصندل

  وفضاء مغسول ببصاق الفرح

الرجل : تنفق روحي على الطيران

 وتتململ بلهاث يخنق انفاسي

المرأة : أُحسُ بتصلبِ جسدي وفورانه “

” أصوات  إنفجارات في كل مكان “

تنهض المرأةُ وهو  يصرخ  بطريقة مرعبة وتقول

المرأة : الموت !!

لم هذا الموت ؟

 ما شك وجودي معك هذا !

الرجل : أو  تظنين  في أمر ما جئت ؟

المرأة : بريبة ” الشكوك حولك جد ثقيلة !

الاثنان مرعوبان   “

تتغير الموسيقى إلى أصوات من الانفجارات

المرأة : الموت “

يسود الصمت للحظات

الرجل : الموت ،

الموت ، الموت

تلتفت المرأة متفحصة أرجاء المسرح متحسسة جسدها وأطرافه ، وكأنها تناشد الوطن بلغة شعرية

المرأة : ما كان يظن  أن خطوه المتصاعد النبرات يمكن أن يؤدي إلى به إلى فوهة هذا القبر “

موسيقى حزينة وهي تشّيع هذا الوطن “

الرجل : العيون مشعلة وجوده ببضع توسلات ،”

 وهنا يكون الرجل على نفس طريقة أداء المرأة ” تعود كتلُ السوادِ نداءاتها

الرجل + المرأة ” بصوت قوي وكأنهما يرعبان الموت “

الموت ، الموت ، الموت

وهنا ينسلخ الرجل وكأنه محقق مع المرأة

الرجل : ما الذي يحدث يا أنت ؟ بطريقة بوليسية

المرأة ” وهي تهزُ رأسَها ” لا أدري

الرجل ” كيف لا تدرين وأنتِ هنا

المرأة : أو لا تكف عن إطلاق شرورك

الرجل : ما ظننتُ الكلم شرورا

المرأة : بل هو شر ما بعده شر ، والشكوك حولك جد ثقيلة

الرجل : وهو كأنه يتملص منها “

يجب أن تحملَ ذواتُنا جواهرَ الحاضر ،

 أزمان وإحساسنا بالانهزام مر

فما الذي حدث ،

 أو عجزت الكلمات عن بوح ِ آثامها ،

 أم عطّل الصولجانُ  حضورَ  مذابحه ،

” وهنا يقصدُ الوطنَ وبمرارة ” وكأنه  يخاطب   الجالسين “

الرجل : كان سيداً، هذا الوطن

علمه جده الأبهة َ

أن شرف الخالق بعرض اماله هو كلمة ،

 المرأة : أو ماتَ السيدُ هدرا ً

أم أشعلَت دمه مواقدُ الكلمات المالئة نوافير الأفئدة ،

 أو فهمت الفرق الان يا إنسان !

الرجل : قلتُ لك أسكتي !

 وأجيبي على قدر ما أريد !

المرأة : ما ظننتك تريد غيَر شيء واحد ، وياله من ثمن بخس !

الرجل : أن شهوة القتل تجاوزت حدود اي دين ، أو اي طائفة ،

المرأة : اسماءٌ نفسُها تبدو عاجزةَ عن فهم ما يجري

الرجل : وكذلك العقل فهو مجرد أضحوكة عندما يتدخل ببلادته لتغير الواقع

المرأة : أن الشرَ المطلق هو نحن جميعا

الرجل : أجــــناسُ الروح تقبلُ منطقَ الجواهر

المرأة : الجواهر يجب أن تحملَ ذواتنا جواهر وجودنا

الرجل ” تقصدين الحاضر ،

 هه ازمان

 وإحساسُنا بالانهزام مر يا سيدتي

المرأة : أزمان وضعوا فيها شرف الكم وسط طبق من ذهب

 وداعبوه بعصا رأسها

الرجل : فما الذي حدث

المرأة : يبدو  أن الكلمات عاجزةٌ عن بوح  آثامها

وعطّل الصولجان حضور مذابحه

كان سيدا ، هذا الوطن

الرجل : صولجانٌ منقوعٌ برذيلةِ الكذب

المرأة : قلت لك أسكت ،

 وأجبني على قدر ما أريد

” صراع بين الأثنين ” اطفاء أنارة

المشهد الثالث

كل منهما يأخذ تكوين ، وهما يتحدثان  بطريقة مختلفة  ،وكأنهم  يتهامسان   ويتناقشان  عن هذا الذي يحدث مع صوت موسيقى

الرجل : عريضة جدا مسافات خطوي وغامقة ” بقعة ضوء صفراء “

المرأة : لا تناسب حجم رغوة  آمالي الضالات في خزائن الأسئلة الصفر

الرجل : كنت أبللُ وجهي لحظة كل مواجهة

المرأة : تفحصت أثمان المواجهة ، اثقلت نفسي ومن يحيط بي بحروق الإتصال

الرجل : المسافات الجرداء الأدمة الباركة فوق ظهر شوارعنا

المرأة : الواجةُ بحرائق اللغو والمناداة

الرجل : كان الدرسُ صعباَ وخطواتي تتبللها أنوارُ الاختناق

المرأة : باتجاه الصبايا المجدولات الضفائر

 الغاطسات حد القسوة بالزعفران والمسك

” وكأنهما يدوران حول بعضهما ” الأثنان في حالة فزع ممكن استخدام ” سايك ” وتعرض من خلاله تفجــــــيرات وغيرها من مشاهد الدم “

الرجل : المسافات الجرداء الأدمة الباركة فوق ظهر شوارعنا الثقيلة مثل حديد المطارق

المرأة : المشتعلة بحرائق اللغو والمناداة

” يركضان في المسرح كل واحد على جهة  ” الرجل والمرأة : كان الدرسُ صعبا ً

تنفردُ المرأةُ بخطوٍ ثقيل وهي تردد

المرأة : خطواتي تتبلها أنوار الأختناق

الرجل : وكراسيهم المتعفنة مثل روائح ارواحهم الميتة

المرأة : احتراقات تشبُ وسطَ المدينة

الرجل ” وهو يدور حول المرأة ، وبطريقة مخيفة “

  ماالذي يريده هؤلاء ؟

المرأة : تضحك بهستيرها وكأنها ارادت أن تقول شيئا ً ولم تستطع “

أنها سكاكين البلاء ” تكررها عدةَ مرات “

الرجل : وكأنه يخاطب المتفرجين ويقول

أنها سكاكين البلاء !

أنتهت

{ هذه المسرحية مسـتوحاة من فكرة لرواية ” كهف البوم . ممر الياقوت ” لشــــــــوقي كريم حسن

مشاركة