فاتح عبدالسلام:
كان في العقود السابقة التي تلت تأسيس الدولة العراقية ، هناك طموح للموظفين لأن يكبروا في السلم الاداري ليصبحوا مديرين ورؤساء مؤسسات ووكيلي وزارات ووزراء استناداً الى الخبرات الوظيفية التي تتوافر عندهم وهم يصعدون درجة فدرجة على ذلك السلم الذي تم نسفه في السنوات الأخيرة ، وبات المنصب الوزاري يتم الهبوط اليه بمظلات آمنة وفي سهولة عجيبة مع حفنة من دولارات أو بدفعة من امتيازات طائفية وسياسية .
مهما كانت ترشيحات الاحزاب والقوى والمقاولين السياسيين لشغل المناصب الوزارية فإنّ ذلك لايعني الكثير إذا لم يجز رئيس الكابينة مرور هذا الشخص أو ذاك الى حقيبته الوزارية . لذلك لم يعد هناك لدى رئيس الحكومة في أي موقف أو أزمة أي مبرر للتبرم من وجود وزير لايملأ مكانه بشكل صحيح ، لأنه كان صاحب القرار في اختياره ، وقد ألزم نفسه الحجة بفتحه باب الترشيح عبر الانترنت ( لاتضحكوا رجاءً) .
الاعتراضات على الوزراء المرشحين تنطلق من اسباب لا علاقة لها بالكفاءة ، بل انّ هذا المعيار ليس في بال أحد ، ولا تزال النواحي السياسية مهيمنة .لا أحد يسأل نفسه كيف سيقود وزير لم يجرب ادارة مدرسة ، وزارة التربية أو التعليم أو الرياضة أو الثقافة أو سواها. لابد من وجود معايير وظيفية في الحدود الدنيا التي تؤهل الدولة لكي تحترم نفسها . وقد رأينا وزراء دفاع فقدوا المشيتين لاهم من العسكر ولا هم من خارجه، ينزع البيريه مرة ويرتديها مرة لايعرف كيف يتعامل مع طاقم من الضباط اقدم منه في السلك العسكري الذي تأكل وتشرب فيه الأقدمية .
اعلم انّ الخيسَان متراكم وقد أصبح نهجاً مؤسساًلسياقات وزارات ومؤسسات وجامعات ، لكن تبقى عين العراقي على أمل صعب المنال في اختيار الشخص المناسب ليشغل المكان المناسب ، وهذا بات مستحيلاً حتى الآن.
رئيس التحرير – الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com