درب الإستقلال والبناء – جاسم مراد

درب الإستقلال والبناء – جاسم مراد

لم يعد مشروع التنمية ، معزولاً عن الاستقلال الوطني ولا هو في سياق المشاريع الانية ، بل هو في حقيقته جوهر الاستقلال الوطني ، وواحد من دروب البناء الكبرى وبناء العلاقات الاستراتيجية مع الدول العربية والإقليمية والعالمية ، فدرب التنمية أو طريق التنمية ، وأن كان يحتاج لا ليات عمل، وإجراءات صارمة التنفيذ ، وقيادات ميدانية مجربة ، فأنه بالمقابل يحتاج الى سلطة قوية تعبر الممنوعات السياسية التي تستهدف الإعاقة والتأخير ، ثم الى الالتزام الجدي بتوقيتات التنفيذ والى الجهد الاستثنائي لاستكمال ميناء الفاو الكبير كونه مرتبط بطريق التنمية الاستراتيجي .

عمل اقتصادي

عندما نتناول هذه القضايا لا يعني ذلك هناك فتور أو تهاون لدى قيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وطاقمه الوزاري أو من المؤمنين معه بهذا العمل الاقتصادي الجبار ، وإنما ندرك هناك اطراف كعادتها عبر تجربة العشرين عاماً   لا تريد للعراق النهوض ، ولن تقبل بغيرها أن يتكفل بالنهوض الوطني والاقتصادي ، كما لا تملك استراتيجية للعمل الوطني الاقتصادي والتربوي والبنيوي ، فقط كل ماتملكه هو الإعاقة وإثارة الخلافات وقت الشروع بالعمل ، فمثل هذه الأطراف وغيرها تسعى لخلق الإشكاليات بغية تخويف الدول والمستثمرين من عدم الاستجابة والمشاركة بالمشروع التنموي الكبير ، كونه الأكبر في تاريخ العراق والأكثر أهمية في ربط مصالح وجغرافية العديد من الدول العربية والأجنبية ببعضها البعض ، وهو المشروع الأكثر جدارة الذي يقف حائلا دون النزاعات بين الدول ، والأكثر جدلية في التنافس الاقتصادي الخلاق ، والأكثر مصلحية في تحقيق فرص العمل لمئات الالاف من العاملين ، والأكثر اهتماما في بناء عشرات ومئات المدن ، والأكثر ديمومة في صياغة العلاقات المبنية على المصالح الاقتصادية والشراكات التنموية بين الشعوب العربية والشرق أوسطية والغربية ، وفي النهاية هو القابل فعلياً للالتقاء مع طريق الحرير الصيني العالمي .لذلك كله وغيره من الحقائق ، فأن طريق التنمية أو درب النهوض والاستقلال الاقتصادي ، يحتاج عزم القيادة التي يتولاها السوداني ورفاقه للعبور على كل منصات الاعاقة ومحاولات التشكيك ، والسياسات القصيرة التي ما نفكت طيلة هذه السنوات وهي تتعكز على المحاصصة والمذهبية والعرقية وتستمر حتى هذه اللحظة رغم نقيضها مع الإرادة الشعبية العامة في توظيف هذه الممنوعات الشعبية لمصالحها السياسية الانانية الذاتية .

إن هذا المشروع وما سبقه من إجراءات بنيوية تنموية يحتاج فعليا الى تظافر كل الجهد الوطني الإعلامي والشعبي بغية الوصول لتحقيق الأهداف التي طالما قدم الشعب الاف الشهداء والجرحى لكي يصل الى حالة النهوض الوطني وعبور دكاكين المحاصة بغية عودة العراق الى موقعه التاريخي بين عالم اليوم الذي يستغل كل فاصلة زمنية من اجل الرخاء والتقدم والبناء ، والعراق يستحق أن يكون ذلك البلد المتقدم بما يملك من إمكانيات كبيرة واعدة إذا ما وظفت في الاتجاه الصحيح بكون واحداً من ابرز امراء الدول .إن طريق التنمية هو بحق درب الخلاص من المورد احادي الجانب وهو النفط ، بل سيكون اكثرا ربحية واقوى ايراداً والأكثر اهتماما ومشاركة للعديد من الدول ، وعندما تطلب الصين والعديد من الدول الأوروبية المشاركة في هذا المشروع الكبير فإنها تدرك على وفق قراءاتها أهميته الاقتصادية وقدرته المستقبلية على تحقيق الربح والفائدة الاقتصادية والتنموية ، وبما إن مشروع التنمية يكون منصة كبيرة لمشروع ميناء الفاو الكبير ، فأن الطريق البري الجاف ومشروع السكك المتصل به يشكلان بالمجموع النهضة الاقتصادية والتنموية بذاتها ويخلصان البلد من التراكم السنوي للعاطلين عن العمل وبناء المدن وتطوير الأخرى ، إنهما فعلياً خطتا النهوض والخلاص معا ، النهوض بالبلاد الى مصاف الدول المتقدمة ، والخلاص من المورد الريعي الأحادي الجانب وهو النفط .

زيارات عربية

لقد جسدت الزيارات العربية والشرق أوسطية والاسيوية والأوروبية الرسمية والاستثمارية لبغداد توكيداً على قيمة واهمية هذا المشروع الاستراتيجي ، وكان بينها من حيث الأهمية زيارة امير قطر وعقد صفقة من الاتفاقيات مع قيادة العراق، ولعل الموقف الصيني في المشاركة والمساهمة في طريق التنمية يبين قراءة هذه الدولة العظمى لأهمية درب الطريق التنموي للعراق والعرب والعالم ، إذن لتتكاتف كل الجهود من اجل انجاحه والتضامن مع السوداني وبرنامج عمل حكومته والتصدي لكل الأطراف السياسية والإقليمية التي تريد التأخير أو الإعاقة .

ولنتحد معاً من اجل عراق عزيز قوي وشعب يستحق التقدم والرخاء ، ونعتقد على وفق القراءات لمجل خطط التنفيذ للبنى التحتية وفي المقدمة الشروع بدرب التنمية واهمية تحقيق الإنجاز لميناء الفاو الكبير نصل الى نتيجة بأن حكومة السوداني سبقت مما فات وتقدمت على ما هو قادم ..

مشاركة