داء خطير – سامر الياس سعيد
افصحت الجولة الاخيرة من مباريات التصفيات الاوربية والتي جرت قبل نحو اسبوع عن اشكال من الاستهدافات العنصرية التي اوقفت بعض المباريات او افرزت انماطا جديدة من الاستفزازات التي قام بعض من لاعبي تلك المنتخبات بتاديتها ليثار الجدل مجددا حول خلط السياسة وادخالها لميادين الرياضة فمن تلك المباريات ما قام به الجمهور البلغاري من تصرفات ادت لايقاف مباراة منتخبهم ضد المنتخب الانكليزي برغم تفوق الاخير بسداسية في المباراة المذكورة ويبقى السؤال واردا حول علاقة تلك التصفات بالنتيجة الكبيرة وارتباطها بما قدمه لاعبو المنتخب وابراز اي تاثيرات يمكن ان تنعكس على اداء لاعبي المنتخب الانكليزي واندفاعهم الذي افرز تلك النتيجة العريضة ويضاف الى ذلك اجراء مباراة المنتخبين الفرنسي والتركي في اجواء ساخنة تماما حيث انعكست اجواء السياسة على واقع تلك المباراة مما حدا بمسؤولي الاتحاد الفرنسي الى ابعاد اية متعلقات قد تدعوهم لطلب تاجيل تلك المباراة التي كان ميدانها ملعب سان دوني الشهير وارتباط تلك المباراة بالتشنج السياسي ازاء الموقف الفرنسي من العمليات العسكرية التي تقودها تركيا في شمال سوريا في تلك الفترة واللافتات التي تم رفعها في الملعب من جانب الجماهير الفرنسية لتطالب بوقف قتل الاكراد في ضوء تلك العمليات والتي زادتها تادية لاعبي المنتخب التركي للتحية العسكرية مثلما ادوها في مباراتهم السابقة والتي جمعتهم بالمنتخب الالباني.
ومع توالي الايام يبقى الراي الرياضي ملتفتا لعقوبات يمكن ايقاعها بتلك التصرفات من جانب الاتحاد الاوربي الذي يعرف عنه بانه لايتسامح مع تلك التصرفات التي اضحت كداء خطير تعاني منه ميادين الرياضة لاسيما ملاعب الكرة فحتى الحركات الاستفزازية التي يقوم بها اللاعبين ومنها على سبيل المثال ما قام به اللاعب السويسري شاكيري في مباريات مونديال روسيا الماضي فضلا عما يقوم به الجمهور من تصرفات شاذة تجاه اللاعبين ذات البشرة السمراء لاسيما ما تعرض له لاعب المنتخب البلجيكي لوكاكو تعيد للاذهان ما تعاني منه الرياضة في هذا الزمن في مقابل القضاء على اخطاء اخرى قد تحدث من جراء التحكيم والتي عالجها الاستعانة بنظام الفار فهل يمكن ان يستعان ببرامج اخرى للقضاء على تلك التصرفات التي ربما ستدفع لاقامة المباريات بعيدا عن الجماهير بسبب انتهاجها لتصرفات بعيدة عن الذوق العام والاحترام الذي ينبغي ان يكون حاضرا في هذه الملاعب. ماهي الافكار التي ينبغي الاستعانة بها للقضاء على هذا المرض الخطير الذي بات يهدد ملاعب الرياضة دون ان يؤثر على مقومات اللعبة بالاستعانة بالجماهير التي تعد ملح الملاعب والجمهور الذي يضاعف حماس اللاعبين بابتكارهم لنماذج التشجيع اللافتة التي تدعو اللاعبين في الملاعب لبذل المزيد من الجهود في سبيل تقديم افضل ما لديهم وهذه برايي تبقى مسؤولية روابط المشجعين خصوصا في الاندية الكبيرة حتى في انشاء تلك الروابط في حضرة المنتخب لابعاد النماذج المسيئة مثلما حصل في التصفيات الاسيوية خلال مباراة منتخب الكويت والاردن من تشنج سياسي استدعى مخاطبات على مستوى وزارة الخارجية لاثبات حسن النية والحاق الامر ببعض المندسين المحسوبين على الجمهور الاردني الذي لجا الى تلك الهتافات للتاثير على معنويات المنتخب الكويتي الضيف وهو يخوض مباراته في ملاعب الاردن.
وتبقى التساؤلات الواردة حول قدرة الجماهير لجذب السياسة وعكسها على واقع الملاعب الرياضية فمثلما هو معروف ان تلك الملاعب اهم ما فيها انها تنزه عن اي شي يمكن ان يخدش وجهها المتسامح والمحب فالمباريات الرياضية ليست ساحة للصراعات او تنفيس عن احقاد بقدر ماهي مباريات تعلي من شان الاحترام والمحبة المتبادلة وهذا ديدن الاعلام في تمرير هذه الرسائل وابرازها قبل اجراء اي مواجهات فالاهم هو متابعة المباريات لالرياضية على وقع المتعــــة والفواصل الكروية المثيرة لامتابعة صراعات ثنائية بين اكثر من لاعب ليتحول المستطيل الاخضر لساحة اخرى من تصفية الخلافات والاحقاد المتوارثة.