خيانة وطن
أستيقظ محمدا مبكرا صباحا كعادته فوجد أباه جالسا على كرسيه يستمع الى الأخبار وهو في حالة من الحزن العميق ويدندن بصوت مسموع أغفل من حوله (ويقول إلي مضيع وطن وين الوطن يلكاه….يلكاه) والدمع يتهمر على خديه لقد سمعته مرات ومرات يدندن مع نفسه على هذا الحال ولكن هذه المرة تدخلت بأدب وقلت له آلا يكفيك ياولدي حسرات ودموع ياولدي العزيز فأجاب ياوالدي ليت دمعي وحرقتي مع دموع المخلصين وحرقتهم تساوي رصاصات تصيب كل الحاقدين والمجرمين العابثين بأمن الوطن حتى نتخلص من جموع الأشرار فقاطعته وكيف نفرق بينهم والبلد يصبح بمختلف الألوان منهم كيف ياوالدي نعرف الصاع والمطاع فأجاب والدي الصحفي المخضرم الفرق بين المجرم والبريء شعرة ياولدي أن للخيانة ثمن باهض تدفعه الشعوب التي أبتدلت بالأستعمار وأذ نابه ثمناً باهضاً وحينما يكون عدوك من بينك ويرتدي ثوب الملائكة الجميل واللطيف والنظيف ظاهرا يحجب الناس وتحت هذا الثوب أو الرداء قلب أسود حقودا وعقلا كالصخرة المتسمرة يضمر للناس النوايا السيئة والخبيثة والخائن حوار متقلب يندفع بالأتجاهات كافة والمريضة المتلاقية مع نواياه وخيانته والخيانة في بلدنا أصبحت منهجا دمويا مستمرا حتى ينفجر الوضع على مصراعيه أتذكر جارنا محمد عندما هجرته وعائلته عصابة ميليشيات حارقة طائفية قذرة بقوة السلاح تحت رعاية شيطانية من هؤلاء الخونة أذناب المحتل وهل تتذكر جارنا الطبيب الودود أبو يوسف الرجل المسالم ومربي جيل ومعلم صالح يعرفه الجميع الذي قتلته ثلة ضائلة باعت نفسها للأجنبي ثلة خائنة في غياب القانون والوسطية في التعامل والخيانة وتحت غطاء الطائفية فخيانة الوطن ياولدي خيانة للعرض والشرف والكرامة عنوانها الطائفية وأذكاء الفتنة والمؤامرات والتستر خلف لباس الدين بفتاوى باطلة من المحسوبين على الأسلام وغيره يحرقون المساجد ويحرفون كلام الله ويقتلون الأبرياء ويهدمون المدارس ويوقفون عجلة الصناعة والزراعة وعجلة التقدم من أجل مستقبل دام ومظلم وتفرقه الناس على الجنس واللون والمذهب والحقد هي الخيانة بعينها واكبر خيانة عندما يرفع الكل السلاح والكل يستهدف وأذكاء الفتنة الهمجدية الرابح الأكبر هو المحتل واذنابه والخاسر هو الشعب الذي تم تقسيمه رغم أرادته.
علي عامر ـــ بغداد