روسيا تخسر عشرة جنود وتشن غارات على مقاتلين سوريين وعراقيين يحاربون داعش
واشنطن- مرسي ابو طوق -موسكو – بيروت -الزمان
قالت وزارة الدفاع الروسية لوسائل إعلام محلية اليوم الجمعة إن جنديا روسيا توفي بعد هجوم على قافلته في سوريا ليصبح عاشر جندي روسي يلقى حتفه في حملة الكرملين هناك.
ونسب إلى الوزارة قولها إن ميخائيل شيروكوبوياس الذي أرسل إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا لثلاثة أشهر منذ أبريل نيسان أصيب في محافظة حلب الشهر الماضي عندما تعرض رتل من المركبات كان يرافقه لإطلاق النار.
وفي اول خطوة من نوعها في واشنطن ،شكل نحو خمسين دبلوماسيا اميركيا مجموعة “منشقين” تطالب الولايات المتحدة بان توجه ضربات عسكرية الى النظام السوري، في انتقادات سياسية قاسية للسياسة التي يتبعها الرئيس باراك اوباما لمحاولة وقف هذا النزاع.
واعترفت وزارة الخارجية الاميركية مساء الخميس بوجود “برقية (دبلوماسية) منشقة اعدتها مجموعة من موظفي الوزارة تتعلق بالوضع في سوريا”. وقالت مصادر المعارضة السورية ان ضغوطا وجهودا مستمرة من شخصيات سورية أتت بثمارها اخيرا في تحريك المياه الراكدة مؤكدة ان هناك فعاليات مؤثرة اخرى ولا بد ان تسمع الادارة الامريكية الصوت المختلف عما هو سائد في اروقتها بشأن الملف السوري .
ورفض الناطق باسم الخارجية الاميركية جون كيربي كشف المضمون الدقيق لهذه المذكرة الدبلوماسية. لكن صحيفتي وول ستريت جرنال ونيويورك تايمز اكدتا ان المذكرة تطلب صراحة شن ضربات عسكرية اميركية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
واكتفى كيربي بالقول “نحن ما زلنا ندرس هذه المذكرة التي صدرت قبل وقت قصير جدا”.
فيما نددت روسيا الجمعة بالدعوة التي وجهها نحو خمسين دبلوماسيا اميركيا “منشقين” من اجل شن ضربات عسكرية ضد النظام السوري، مشددة على ان مثل هذه الدعوة تتعارض مع قرارات مجلس الامن الدولي حول سوريا.
واعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف “هناك قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي لا بد من احترامها”، بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس.
وشدد بوغدانوف على ان هذه المبادرة “لا تتلاءم مع القرارات، علينا خوض مفاوضات والسعي نحو حل سياسي”.
من جهتها، اعربت وزارة الدفاع الروسية عن “قلقها” ازاء دعوة الدبلوماسيين الاميركيين.
وصرح المتحدث باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف في بيان “لو كان هناك ذرة حقيقة واحدة في هذه المعلومات على الاقل، فان هذا الامر لا يمكن سوى ان يثير قلق اي شخص عاقل”.
وقالت الصحيفتان اللتان اكدتا انهما اطلعتا على مسودة للنص، ان البرقية هي مذكرة قصيرة وقعها نحو خمسين دبلوماسيا وموظفا في وزارة الخارجية.
واوضحت “نيويورك تايمز” ان البرقية تدعو الى “الاستخدام المدروس لاسلحة بعيدة المدى واسلحة جوية”، اي صواريخ كروز وطائرات بلا طيار وربما غارات اميركية مباشرة.
من جهة اخرى استهدفت ضربات جوية اتهمت واشنطن موسكو بتنفيذها الخميس، اجتماعا مشتركا بين مقاتلين سوريين وعراقيين كان مخصصا لتنسيق المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية على جانبي الحدود، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
واعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الخميس ان طائرات روسية شنت “سلسلة غارات” قرب معبر التنف الحدودي مع العراق مستهدفة مقاتلين من المعارضة تلقى بعضهم دعما من الولايات المتحدة، معتبرا ان ذلك يثير “مخاوف جدية بشأن النوايا الروسية” في سوريا.
ولم يذكر المسؤول عدد المقاتلين الذين اصيبوا متحدثا عن “ضحايا”، او هوية الفصيل الذي ينتمون اليه.
وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن طائرات حربية لم يحدد هويتها “نفذت عصر الخميس ضربتين على معسكر لمقاتلي جيش سوريا الجديد بالقرب من معبر التنف الحدودي مع العراق”، لافتا الى ان القصف استهدف “اجتماعا ضم مقاتلين من جيش سوريا الجديد واخرين من العشائر العراقية المدعومين من التحالف الدولي” بقيادة اميركية.
وبحسب عبد الرحمن، كان الاجتماع مخصصا “لتنسيق القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الجانبين السوري والعراقي”، مشيرا الى مقتل عنصرين احدهما سوري والاخر عراقي بالإضافة الى اصابة اربعة اخرين جراء الغارات.
وجيش سوريا الجديد فصيل معارض تأسس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، ويضم 125 مقاتلا وفق المرصد، يتحدرون بشكل رئيسي من محافظة دير الزور (شرق)، بالاضافة الى حمص (وسط)، وتلقوا تدريبات في معسكر تابع لقوات التحالف الدولي في الاردن.
ويسعى هذا الفصيل وفق عبد الرحمن، الى “التقدم نحو ريف دير الزور بشكل متواز مع تقدم مقاتلي العشائر العراقية نحو مدينة القائم المقابلة لمدينة البوكمال بهدف قطع امدادات التنظيم بين سوريا والعراق”.