في المرمى
خليجي الأفراح – سامر الياس سعيد
نثرت بطولة الخليج بنسختها المقامة حاليا بمدينة البصرة الافراح في كل بيت عراقي حيث مثل اقامة البطولة باحدى المدن العراقية فرحا استثنائيا اسهم بمحو المحطات الحزينة وفترات الحروب التي شهدتها تلك المدن حينما ابرزت بطولة خليجي 25 محطة للفرح العراقي الغامر لتعود الكرة مجددا للعب دور محوري في حياة العراقيين اعاد للاذهان ما مثله الفوز العراقي ببطولة كاس اسيا قبل نحو 15 سنة من ابعاد لشبح الطائفية المقيتة التي كانت تكبل المدن العراقية باسوار الحزن وتسقط الابرياء بالفرقة اللعينة حيث زرع كاس اسيا الفرح مثلما هو اليوم كاس الخليج الذي اصبح لدى العراقيين تميمة الافراح التي طرقت ابواب العراقيين وابرزت حبهم للحياة رغم كل الظروف التي مروا بها..
ونعود للاجواء المرافقة للبطولة التي رغم انها تعد من البطولات التي تشكل ثقلا مهما في اجندة الاتحادات الدولية لاسيما الفيفا لكنها في ذات الظرف تمثل اقامتها في البصرة فرصة لابراز وجه اخر للوطن لطالما ابرزته وسائل الاعلام بكونها محطة للحروب والصراعات السياسية وموقعا للفساد المستشري بسبب ما يتوارد منه من اخبار او اهتمامات اعلامية لكن بطولة الخليج التي تقام على ارض احدى مدنه التاريخية شكلت حدثا استثنائيا توجب ان تترك وسائل الاعلام الجانب الاسود من العراق لتنشغل بالمحطة الاكثر نموذجية من بلد انهكت شعبه الحروب المتوالية والصراعات التي اودت بموارده وخيراته وحرمت ابنائه من التمتع بها لابل ارغمت كثيرين منهم على تركه والاستقرار في المنافي بعيدا عن تلك المدن التي لطالما اقترن اسمها بالخير مثلما هو الحال كلما تكرر ذكر اسم البصرة لتصاحبها بصرة الخير بسبب ما عرف عن ابنائها من حبهم للضيافة والكرم حيث انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام التي سبقت انطلاقة البطولة ومن خلال الناشطين الذين ركزوا على تلك الموضوعة حينما بثوا فيديوهات ومقاطع مصورة تظهر الكرم البصري بلهاث الشباب والرجال نحو ضيوف البطولة من الخليجيين والزوار لدعوتهم لمضايفهم وبيوتهم او دعوتهم على الغذاء وتضييفهم للمشروبات دون اخذ المقابل منهم..
كما مثلت جوانب اخرى ركز عليها الاعلام وتوقف عندها وجه اخر للوطن الخارج من سنوات الصراعات العجاف وغياب الاستقرار الامني لتشهد المحطة الحالية توجها رياضيا تمثل ببناء ملاعب نموذجية داخل مدينة البصرة والاهتمام بتاهيلها واستقطاب الفرق والمنتخبات لغرض مواجهتها على اديم تلك الملاعب فمع السنوات السابقة التي كانت فيها مدننا تعيش وطاة الاحداث الامنية اللامستقرة كان حلم استضافة نادي او منتخب اقرب الى الخيال فضلا عن الدعوات التي كانت تمررها صحفنا الرياضية بضرورة الاهتمام بالبنية التحتية الخاصة بالملاعب بعد خروج ملعب الكشافة لقدمه من اطار الخدمة الفعلية ودخول ملعب الشعب الى اطوار السن التقاعدي بسبب اقتران تاريخ انشائه من اليوبيل الذهبي او تجاوزه لسين ذلك اليوبيل بكثير حيث تعاقبت الاخبار عن ان تشهد افتتاح ملاعب جديدة بمواصفات نموذجية لتبرز حقيقة عشق العراقيين للحياة وتجاوزهم من خلال بناء وتاهيل الملاعب حقبة سوداء تمثلت بغياب الاستقرار الامني وزمن المفخخات والحوادث الامنية المؤلمة..
وبقي ان نقول ان افرح الخليج ان لها ان تستمر بتقديم صورة مثالية لمنتخب بدا في ظهوره الخليجي مرتديا ثوب التغيير بالرغم من وجود اسماء اخرى كانت لها الريادة لكن اغلب الاسماء كانت لها سمة الشبابية والدماء الجديدة التي راهن عليها المدرب الاسباني كاساس ليقدم من خلال المنتخب العراقي تموذجا تكتيكيا للكرة الاسبانية كما صرح خلال المؤتمر الصحفي السابق لمواجهة المنتخب بنظيره العماني واذ كان المنتخب العراقي يوصف سابقا ببرازيل اسيا كونه استقطب خلال تلك الفترات مدربين برازيلييين ابرزوا رؤاهم في تكتيك الكرة البرازيلية وتسقيطه على واقع اللعب العراقي فان خليجي 25 سيشهد لربما منتخب عراقيا استبدل لقب برازيل اسيا بلقب جديد يمكن ان يكون ماتادور اسيا وقد يمضي فيه هذا اللقب لاعادة الامجاد الخليجية التي انتهت عند محطة العام 1988 حيث كان العام المذكور اخر فصول الكرة العراقية باحتضانها لكاس الخليج..