خـسـارة يا عـرب (2)

خـسـارة يا عـرب (2)
كانت جوامعكم .. وكنائسكم…ترفع اسم الله… وتدعو الى الايمان والرحمة والمغفرة والصلاح …تعلم الناس القيم واصول الدين…ويفوح منها عطـر الفضيلة ومرضاة الله… فتطيب العقول وتطهر النفوس…
وكنتم تعلمون ابناءكم الكرم والمحبة والتالف ونكران الذات وحب الارض والدفاع عنها واحترام كرامة الانسان… وكنتم تعلمونهم قصة العصي المربوطة التي لا يمكن كسرها … بما فيها من حكمة … ودعوة الى التوحد…
اما الان…فقد تفرقت عصيكم…وضعفتم… وكسرتم الواحد تلو الاخر… واصبحت بعض جوامعكم .و كنائسكم مخابىء للاسلحة والمتفجرات….ومنابر للسياسة … والدعاية الانتخابية للفاشلين .
خـسـارة يا عـرب
كان المجتمع العربي قويا …رصينا… متكاتفا تسوده القيم والعادات الاصيلة . فقد قال النبي (ص) ((مثل المسلمين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم … كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو… تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..)). فكان السارق فيكم منبوذا …لا احد يصاحبه ولا احد يناسبه… يتبرأ منه الاهل والعشير … وكان العدل سيفا مسلطا…لا يفرق بين غني وفقير …ولا بين ابيض او اسود …ولا بين مسلم وغير مسلم…وتلك كانت عدالة السماء…حتى ان النبي محمد (ص) قال(( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت… لقطعت يدها .))
وكان الخائن والجاسوس الذي يبيع ارضه وشعبه يواجه اقسى العقوبات….
اما اليوم ….فالسارقون اصبحوا من كبار القوم …تطوع لهم القوانين واللوائح …لينفذوا بجلدهم … مستحوذين على اموال الفقراء. اما الخيانة.. فاصبحت سمة العصر .. والوطنية اصبحت عيبـا. خسـارة يا عـرب
كان شباب الامة املها المنشود …وساعدها القوي ….وثروتها الحقيقيه…باعتبارهم القيمة العليا في التنمية والنهوض الحضاري…وكانت عملية اعدادهم وتفجير طاقاتهم… واحتواء كفاءاتهم العلميه… والافادة من خبراتهم ومهاراتهم اساسا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي وكانت تربيتهم ومراعاة مراحل نموهم وتحقيق متطلباتهم التربويه والنفسيه ركنا اساسيا في بناء المجتمع الجديد .
اما اليوم …فالشباب العربي يشكوا من التهميش … والقهر والبطالة… فالخريجون تعج بهم ارصفة التسكع…. يعانون البؤس…والحرمان والاحباط .
تتصيدهم الجماعات الضالة … ويبحثون عن منفى لهم في ارض الله الواسهة … تجوب بهم سفن الهجرة …بحار الضياع … بحثا عن امل مفقود…بعيدا عن ارض الوطن . بعد ان كان شاعركم يقول :
اذا بلغ الفطام لنا صبي
تخر له الجبابر ساجدينا
ومن حديث لعبد الله بن مبارك قال…قال رسول الله (ص)(( اذا ساد القبيل فاسدهم…وكان زعيم القوم ارذلهم… واكرم الرجل اتقاءً لشره… فلينتظروا البــلاء ))… خسـارة يا عـرب
طارق محسن حمادي – بغداد
AZPPPL

مشاركة