خطّاط يثبّت بصماته على أبواب وجدران الأضرحة

خطّاط يثبّت بصماته على أبواب وجدران الأضرحة

النجف – حسن الجراح

الخطاط أحمد ناجي متخصص في خط الثلث ، اشتهر بأعماله الفنية التي زينت عدداً من المراقد المقدسة في العراق . ولد أحمد ناجي عبد الحسن الفتلاوي في الديوانية عام 1978 وهو عضو جمعية الخطاطين العراقيين و نقابة الفنانين العراقيين .

تخصص بمشق خط الثلث بجميع صنوفه حتى اشتهر وعرف به ، أنهى دراسته الأكاديمية بتخصص الخط العربي والزخرفة الإسلامية في معهد وكلية الفنون الجميلة ببغداد ،  درس الخط العربي والزخرفة الإسلامية التقليدية في مدينته الديوانية عند الخطاط زهير باقر الجبوري ، وفي النجف عند كبير الخطاطين الخطاط جاسم النجفي ، و تأثر ناجي بأسلوب المدرسة البغدادية القديمة في الخط ، وبعدها صرف إنتباهه كلياً الى أسلوب الخطاطين العثمانيين ، وأخذ يحاكي أعمالهم الخطية وينفذها بخطوطه في المراقد المقدسة في كربلاء والنجف وبابل .

 شجَّعه والده على تعلم الخط العربي منذ نعومة أظفاره في مرحلة الدراسة الابتدائية من حياته حينما جلب له كراس قواعد الخط العربي الذي أعده الخطاط هاشم محمد البغدادي سنة 1961 وأخذ يقارن رسم الحروف الموجودة في الكراس مع ما هو مخطوط في الأضرحة المقدسة في النجف وكربلاء ، وخصوصاً الآثار الخطية بخط الثلث الجلي للخطاط البغدادي صبري الهلالي ، الموجودة في إحدى الأعمال المنفذة في ضريح الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) بكربلاء. بعد هذه المشاهدات شرع في تعلِّم الخط العربي على يد الخطاط زهير باقر الجبوري وهو من خطاطي الديوانية ، وفي شتاء 1992 غير بوصلته نحو مدينة النجف ليتمرَّس على المزيد من تقنيات خط الثلث على يد الخطاط المخضرم جاسم النجفي ، متأثراً بأسلوب مشقه للحروف المنفردة وتراكيبها في الكلمات والجمل ، وبموازاة الدرس التقليدي، اختار ناجي أن يتم دراسته الأكاديمية في معهد الفنون الجميلة بقسم الخط العربي والزخرفة ، وأكمل مسيرته الدراسية في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد في نفس القسم المذكور.

موروث جمالي

يعتبر ناجي أن المحاكاة هي روح الخط العربي وهي الأساس الأصيل في الحفاظ على الموروث الجمالي الذي أنتجه أساطين هذا الفن الإلهي العريق ، كما وأن تعدد أساليب أساتذة الخط العربي أضاف للموضوع نكهة التنوع الغني بالجمال ، والمحاكاة هي السبيل لتطور الخطاط وعلى نهج الأقدمين ،  ولهذا تراه أخذ يقلِّد الأعمال الخطية البغدادية القديمة لياقوت المستعصمي والسائرين على نهج هذه المدرسة ، ومن ثم صبَّ جل أهتمامه على جمهرة الخطاطين العثمانيين ، وأخذ يحاكي أعمالهم الخطية وينفذها بخطوطه في المراقد المقدسة في كربلاء والنجف وبابل ، ولكنه كان شديد التأثر بأعمال الخطاط العثماني مصطفى راقم أفندي . قدمه أستاذه جاسم النجفي ليشارك في معرض بغداد للخط العربي والزخرفة الإسلامية عام 1993 كما وشارك في أغلب المهرجانات التي أقامتها جمعية الخطاطين العراقيين داخل وخارج العراق ، وهو أحد مؤسسي مشروع مصحف العراق الذي تبنَّاه ديوان الوقف الشيعي الذي كان يرأسه صالح الحيدري وقتذاك .كما وشارك في لجان التحكيم لمسابقة السفير الدولية للخط العربي والتي تقيمها سنوياً الأمانة العامة لمسجد الكوفة.

إمتازت أعماله الخطية بالتنوع الأسلوبي في التكوينات الخطية ، وتم تنفيذ أعماله والتي هي عبارة عن آيات قرآنية كتبت بخط الثلث العادي والثلث الجلي والثلث الجلي المشبع المتراكب ، على الذهب والفضة والعقيق والقاشاني المعرَّق والقاشاني الكربلائي والخشب المعشق والمنسوج بخيوط الذهب والحرير ، في أبواب وجدران الأضرحة المقدسة في العتبة الحسينية و العتبة العباسية في كربلاء ، وفي مسجد السهلة ومسجد الصحابي زيد بن صعصعة بن صوحان العبدي ومرقد أُثيب اليماني الملقب بصافي صفا في النجف ، وفي مرقد القاسم بن الإمام الكاظم (عليهما السلام) في بابل ، ومرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي (عليهما السلام) في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين ، وضريح الكاظمين عليهما السلام في بغداد ، وتنـــــفيذ أعمال خطية في ضريح السيدة زينب عليها الســــــلام في ريف دمشق بسوريا .

مشاركة