خطوبة كريستيانو وجورجينا تثير تعليقات متناقضة في السعودية

الرياض (السعودية) (أ ف ب) – أثارت خطوبة كريستيانو رونالدو وجورجينا رودريغيس، وهي أم ابنتين من أطفال لاعب كرة القدم المشهور، تعليقات مختلفة بين محافظين منددين بعلاقة موسومة بـ”الحرام” ومحبذين لتحوّلات اجتماعية متسارعة في السعودية حيث الثنائي الشهير موضع ترحيب كبير.

ويُثير نجم كرة القدم الذي يتابع حسابه على إنستغرام 663 مليون شخص، وجورجينا، عارضة الأزياء ونجمة برنامج الواقع على “نتفليكس”، “أنا جورجينا”، الكثير من الضجة حول علاقتهما التي تحظى بكثير من الأضواء.

وباتت صور حياتهما الفاخرة التي غالبا ما يظهران فيها في أوضاع مثيرة وبملابس مكشوفة، علامة مميزة لحساباتهما على منصات التواصل الاجتماعي.

ويعيش الثنائي في منزل واحد من دون عقد زواج، وهو أمر يتناقض مع مجتمع معروف بميوله المحافظة وبقانون يحظّر العلاقات خارج الزواج. إلا أن وسائل الإعلام السعودية تتغاضى إجمالا عن هذا الجانب في علاقتهما.

– “ليسا متزوجين؟” –

في أواخر العام 2022، عندما انتشرت أخبار انضمام رونالدو إلى الدوري السعودي، وقدومه برفقة صديقته جورجينا وأطفاله الخمسة إلى المملكة، برزت أيضا تعليقات وتساؤلات حول علاقتهما.

لكن النقاشات خفتت في السنوات التي تلت، لتعود مجددا مع تقارير خطوبتهما الشهر الجاري المصحوبة بصور خاتم ألماس ضخم قُدّرت قيمته بملايين الدولارات وضعته عارضة الأزياء الأرجنتينية الإسبانية.

وفي منشور على منصة إكس، كتبت مدوّنة باسم أسماء مستغربة “رونالدو وجورجينا ليسا متزوجين؟؟؟ أطفالهما أبناء حرام”.

إلا أن التعليقات الساخرة والمبارِكة لهما على منصات التواصل الاجتماعي طغت هذه المرة على الانتقادات.

علق صانع المحتوى علي البياتي على صورة جورجينا والخاتم الماسي “مبروك حبي شايفة كل الخير”، فيما كتبت الأريج فاضل “أخيرا اقتنعت أم المحروس.. تهانينا”. وعلق الحساب الساخر زيدان “انتبهي على أبو جونيور والأولاد. لا نريد حركات زوجة الأب”، فيما أهدى ابراهيم الفريان رونالدو ناقة كهدية رمزية على خطوبته.

ويرى سيباستيان سونس من مركز الأبحاث الألماني كاربو أن هذه التطورات “جزء من تحوّل اجتماعي أوسع في السعودية”.

ويضيف لوكالة فرانس برس “رغم أن القوانين والأنظمة المحافظة لا تزال سارية، إلا أنها لم تعد مهيمنة كما في السابق. ونتيجة لهذا، تُطبَّق هذه القوانين بمرونة أكبر وواقعية أكثر”.

– قدوة وسفير –

وكانت السعودية مختلفة تماما حتى سنوات قليلة مضت، إذ كانت الشرطة توقف النساء في الشوارع بتهم ارتداء ملابس غير لائقة في الأماكن العامة، وكانت السينما والحفلات الموسيقية محظورة.

وشهدت المملكة تغيرات بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، في مساعيه لتوجيه البلد نحو الانفتاح الاجتماعي وإنهاء الاعتماد الكبير على النفط في الأنشطة الاقتصادية.

وتخلّت العديد من النساء عن الحجاب في المدن الكبرى. وفي 2018، منح القانون النساء حق قيادة السيارات. ونشطت الاحتفالات الفنية والمهرجانات التي تستقدم فنانين أجانب من كل أنحاء العالم.

ولعب رونالدو دورا مهمّا في هذا التغيير. فمنذ وصوله الذي أحدث ضجة في مطلع 2023 ملتحقا بنادي النصر، انضم إليه في الدوري السعودي عدد من اللاعبين البارزين، ثم حظيت المملكة بتنظيم كأس العالم 2034.

واكتسب البرتغالي “مكانة بارزة في مجتمع كرة القدم السعودي، وصار يُنظر إليه كقدوة يحتذى بها وسفير مثالي لهدف الحكومة الطامحة الى وضع السعودية بقوة على خريطة كرة القدم العالمية”، وفق ما يقول سونس.

ووجد رونالدو، ابن الأربعين عاما، وجورجينا، البالغة من العمر 31 عاما، نفسيهما في واجهة التغيرات التي تشهدها المملكة حيث يشكّل الشباب دون سن 35 عاما، 69 بالمئة من السعوديين.

لذا، لم يعُد مستغربا في مثل هذا المجتمع أن يتم تقبّل مُساكنة أفضل لاعب كرة قدم في العالم خمس مرات وشريكته اللذين سيتزوجان قريبا بشكل رسمي.

 

مشاركة