خطاب ونداء وطني – عباس النوري العراقي

خطاب ونداء وطني – عباس النوري العراقي

خطابي هذا أوجهه إلى القوى الوطنية والخيرة من أبناء العراق، من مختلف الاتجاهات والتيارات، لتتحمل مسؤوليتها التاريخية في تهدئة الشارع، وتحويل مسار الغضب الشعبي نحو بناء الدولة وخدمة الوطن والشعب.

أولاً: استبعاد سيناريو الاغتيال

إن الحديث عن احتمال اغتيال السيد مقتدى الصدر أمر غير واقعي، فجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية تدرك أن أي مساس به سيُفجر الشارع العراقي ويدخل البلاد في فوضى عارمة، ولهذا فإن بقاءه كفاعل سياسي وضامن للتوازن في الساحة الوطنية هو مصلحة عراقية وإقليمية ودولية في آن واحد.

ثانياً: فرص التقارب بين التيار الصدري والإطار التنسيقي

رغم الخلافات، هناك إمكانات للتقارب تقوم على عدة مرتكزات فكرية وفلسفية: المصلحة الوطنية المشتركة، الواقعية السياسية التي تفرض الشراكة بدل المغالبة، خطاب المرجعية الداعي للوحدة، وتجارب الماضي التي أثبتت أن الإقصاء لا يولد إلا العنف. إن التحالف أو التفاهم بين هذين القطبين يشكل صمام أمان للعملية السياسية برمتها.

ثالثاً: أسوأ الاحتمالات

في حال حصول الأسوأ (لا قدر الله) واغتيال السيد الصدر، فإن العراق سيكون أمام: انفجار شعبي غير مسبوق، احتمال اقتتال داخلي، انهيار العملية السياسية، وتدخلات خارجية مباشرة. عندها ستكون الدولة العراقية أول من يتحمل المسؤولية لفشلها في حماية شخصية بهذا الحجم، إضافة إلى الأطراف المتورطة محلياً أو إقليمياً.

رابعاً: الحلول السريعة قبل أي كارثة

1- تحصين وحماية الشخصيات الوطنية المؤثرة.

2- فتح حوار استراتيجي مباشر بين التيار والإطار برعاية المرجعية أو الأمم المتحدة.

3- الشروع بإصلاحات سياسية وانتخابية تقلل من حدة الصدام.

4- تقليل التدخلات الخارجية وتعزيز القرار الوطني المستقل.

5- وضع آليات انتقال وتفاهمات بديلة تمنع الفراغ والفوضى في حال أي طارئ.

ختاماً، إن العراق أكبر من الجميع، ومصير شعبه أغلى من كل المناصب والمكاسب. أدعو القوى الوطنية المخلصة إلى التدخل العاجل لتهدئة الشارع، وتحويل طاقات الغضب إلى مشاريع بناء وإصلاح، خدمةً للعراق وأهله الكرام.

مشاركة