خروج آمن على الطريقة الإخوانية
سعد عباس
ما فعله الرئيس المصري محمد مرسي، أول أمس، لم يكن انقلاباً كما ذهبت بعض القراءات، لأنّ المتابعة الجدية الرصينة للمشهد المصري بعد ثورة 25 يناير تقدّم قراءة مغايرة مفادها أنّ فريقاً معتبراً من الثوار بكّر في السعي الى تنحّي العسكر من إدارة الملف السياسي، ومحاكمة قادة المجلس العسكري الذي تولى تلك الإدارة وارتكب كثيراً من الأخطاء، بعضها يرتقي بنظر الثوار الى إجهاض الثورة والتآمر عليها، متهمينه بقيادة الثورة المضادة.
لم تكن جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة تميل الى هذه المطالب الثورية، وطالتها بسبب ذلك اتهامات بعقد صفقة مع المجلس العسكري.
في حينه، انقسم المطالبون بتنحي العسكر عن السياسة الى فريقين الأول ظلّ على إصراره بمحاكمة قادة المجلس العسكري، فيما انحاز الثاني الى فكرة الخروج الآمن.
من الطبيعيّ أن تنتصر الفكرة الثانية في ظلّ وجود فريق لا يستهان بقوته وتأثيره من الحانقين على الثورة أو الحانقين على الإخوان والمؤيدين بقوة لبقاء هيمنة المجلس العسكري، والرافضين بشدة لأي مساس به.
لكنْ، كيف يمكن تحقيق الخروج الآمن من دون استثارة غضب المطالبين بمحاكمة قادته، من جهة، وتحييد المطالبين باستمرار دوره السياسي، من جهة أخرى؟
ما فعله مرسي أنه قدّم للفريق الأول تعويضاً مغرياً عن المحاكمة يتمثل بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وهو مطلب ظنّ كثير من الثوار أنه لن يتحقق إلا بثورة جديدة، وقدّم للفريق الثاني حزمة من الصدمات، منها ما يتصلّ بتوقيت قراراته، ومنها ما يرتبط باختيار بدلاء من داخل المؤسسة العسكرية، ومنها وهو الأهم محاصرتهم بتظاهرات للألتراس اقتحمت معقلهم في المنصة ، وأخرى استعرضت قوتها في ميدان التحرير وميادين المحافظات الأخرى، في رسالة شديدة الوضوح لن أتهاون.
إخراج رصين لمشهد بالغ التعقيد. إنما سيكون على مرسي وحلفائه أن يسابقوا الزمن لترصين الدولة المدنية بعد أن كتب بنفسه شهادة وفاة الحكم العسكري. وأي إخفاق أو تباطؤ سيؤثث لمشهد مغاير أقلّ احتمالاته هزيمة الاخوان انتخابياً وأقصاه ينفتح على سيناريوهات تمس بأضرارها البلاد كلها.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول بلزاك مرض الإنسان الطبيعي إيمانه أنه يمتلك الحقيقة ؟
جواب جريء
ــ قول تولستوي لا يوجد إنسان ضعيف، بل يوجد إنسان يجهل موطن قوته .
/8/2012 Issue 4277 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4277 التاريخ 14»8»2012
AZP02
SAAB