خدّج

خدّج

 وعد حسين

أهداء ألى أرواح أطفال حريق مستشفى اليرموك

هل ذقت طعم النار سابقاً ، هل مر بجلدك الترف لهيبها ، هل تعرف معنى وقع الخوف من الموت ، هل تعرف الفقدان ، هل تعرف أنك سوف لن تعود مرة ثانية ، هل تعرف ماذا فعلت بقلب امك الكسير ، أكيد انك لاتعرف ، انا متأكد من ذلك ، حسناً اذن قل لي ماهو ذنبك حتى تحترق ، ماهي الذنوب التي ارتكبتها ، ما هي الاخطاء التي تدفع ضريبتها ألان ، عمرك لا يتجاوز الايام حتى تلاقي أبشع موت أبشع ماهدد بهِ الرب البشر يوماً ما ، أنت ذقته نعم أنت ، هل ظننت في تلك اللحظة بأن هذا اللهيب هو من ضمن قواعد هذا العالم ، هل ظننت بأن مايجري من عذاب على جسدك هو من ضروريات هذه الحياة ، ولكن كيف وانت حتى لاتعرف ما هي الحياة ، أنت لاتعرف حتى كيف تستمر ، أنت بحاجة لأيدي أمك لكي تقيك كل عذابات هذا ألعالم لتستمر ، ولكن اسفي على تلك النار كانت اسرع من أيديها ، لربما أعتقدت بأنك ذاهب لأحضان أمك ولكن قل لي كيف تعتقد أنت ، ماذا ينبغي الان أن نقول او حتى نبرر ماحل بك ، أليوم وقد ترك الخجل وجوهنا دعنا نتحدث عن موتك بملامح أتخذت من العهر مايكفي لتتكون ، اليوم دعنا نصف موتك بكلمات نحرت كل عرق حياة ينبض بها ، نحن ياصغيري لانجيد سوى التنظير والانكار والحزن ، لقد رحلت وتركتنا بموقف يتحاشاه حتى انبياء الكلمات ، وهذا الحليب الذي سوف يبقى مدراراً من صدر أمك ما فائدتهُ الان ، مافائدة أمك عندما تستيقظ لتشعر بأنك جائع وقد در حليبها من جديد ، بعد الاذن دعني اتكلم، أنا الان متجرد من كل مبادئي ومن سوف يتبعني ليصف ماحل بك فهو متجرد من كل مبادئه بلا أستثناء ، قل لي ماهو العناق ، أكيد انك لاتعرف ، ماهو البكاء ايضاً لاتعرف ، ببساطة انته لاتعرف اي شيء عن مايحدث ، وذهبت مبكراً دون أن تعرف مجرد انك شعرت بألالم وضننت ان هذا هو عالمك ، صغيري أخبر الرب بما شعرت وحمله منا سلاماً وقل له ان خلفي قوماً مازالوا يحترقون ، قل لهُ أن هذه الحياة قصيرة جداً ، قل له أن والديك لم تسنح لهم الفرصة ليروا أولى خطواتك ، قل لهُ كل ما مر بك من الرحم الى الخدج ، وتوسل اليه بالعجالة لأنقاذنا مما نحن فيه ، هذه المره ياصغيري ستكون أنت رسول هذه الارض الى السماء ، بك وضعنا كل جراحاتنا بك سيعرف الرب كيف عاثوا فساداً ابناء جلدتنا ، قل له ان يرشدنا للنهاية، أي نهاية يتمثل بها الخلاص ونحن بدورنا قادرين على التشبث بها مهما كانت العواقب .

مشاركة