خدمة العلم
التجنيد الإلزامي او خدمة العلم كثير ما يتداول هذا المصطلح اليوم على الساحة العراقية وخصوصا من جيل الشباب الذين ابدوا امتعاضهم واعتبروه باباً من ابواب الفساد وعودة لسلطة الاستبداد اما جيل الشياب او ما يسميهم العراقيون جيل الطيبين فهم يعرفون ذلك حق المعرفة ولهم ذكريات لا تنسى بحلوها ومرها التجنيد الإلزامي هو فرض على كل الرجال تقره الدولة بموجب قانون عندما تشعر بان خطر يحدق بها من الخارج او إن كانت في حالة حرب مع دولة ويبدأ بمجرد انتهاء الدراسة الالتحاق بمعسكرات التدريب وتتراوح مدة المكلفية من سنة الى ثلاث سنوات .
أدخلت الدول العربية التجنيد الإلزامي في القرن التاسع عشر وأول دولة طبقت فيها خدمة العلم هي مصر في زمن سعيد باشا وكانت مدة الخدمة الإلزامية أربعة سنوات في الجيش وأربع سنوات في الشرطة وأربعة اعوام في الاحتياط مجموع الخدمة اثنتا عشرة سنة.
أما في العراق فان أول من سن قانون التجنيد الإلزامي او خدمة العلم هو رئيس الوزراء جعفر العسكري في عهد الملك فيصل سنة 1923 حيــــــــث قدم مقترحا إلى المجــلس التأسيسي يقضي بجعل الدفــــــاع عن الوطن واجباً وطنياً ولكن منعت بريطانيا ذلك بحجة ان الجيش البريطاني هو من يحمي حدود العراق لكن الإرادة الملكية قررت تنفيذ هذا القانون اعتبارا من 12 حزيران 1935 وســــــــــارت تظاهرات كبيرة عمت مدن العراق تأييدا كبيرا من الشباب الذين توجهوا نحو وزارة الدفاع تعبيرا عن استعدادهم للدفاع عن الوطن والمقدسات .
مع بداية الحرب العراقية الإيرانية فرضت السلطة الدكتاتورية عقوبات صارمة على المتخلفين من الالتحاق بخدمة العلم واستخدمت ادوات التعذيب الجلد والزحف والسجن وحلاقة الرأس نمرة صفر ووصلت العقوبات الى مستويات متقدمة من خلال قطع اذن المتخلف الامر الذي ادى الى انهيار روح الوطنية وعمق حالة الظلم والاستبداد والوحشية في التعامل مع البشر الامر الذي ادى الى هروب الكثير وعدم التحاقهم في الخدمة .
ما يقلق الشباب اليوم ليست خدمة العلم بل ما وراء هذه الخدمة وتوقيتها حيث مرر مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق فكيف سيتم استقبال اعداد الكبيرة من المكلفين وفي أي مكان سيتم تدريبهم وهل يشمل جميع اطياف الشعب العراقي ام سيطبق فقط على اولاد الخايبة مما يعني ان الفقراء هم كبش الفداء .
ما نحتاجه اليوم ليس جيش من المكلفين بل جيش من المتطوعين المتدربين على القتال على الحكومة ان تترك قانون التجنيد وان تعيد النظر في مؤسساتها العسكرية وان تفتح باب التطوع للراغبين في الدفاع عن الوطن في أكاديمياتها العسكرية والاستفادة من الدراسات والبحوث السابقــــــة في ادارة المعارك والمجيء بعناصر ذات خبرة في القـــــــــــتال بدل سوق الشباب الى التجنيد.
برزان حامد السرحان