خبير أمريكي التسريبات أهم من إرسال واشنطن السلاح إلى سوريا

خبير أمريكي التسريبات أهم من إرسال واشنطن السلاح إلى سوريا

واشنطن ــ ا ف ب ــ قال خبراء الخميس ان الولايات المتحدة بتسليمها اسلحة خفيفة لقوات المعارضة السورية تسعى الى تشديد الضغط على نظام دمشق اكثر منه قلب موازين القوى في ميدان المعارك.
وبعد ثلاثة اشهر على وعد الرئيس الامريكي باراك اوباما بتقديم دعم عسكري لقوات المعارضة، كتبت واشنطن بوست ان اولى الدفعات من شحنات الاسلحة والذخائر بدأت بالوصول قبل اسبوعين، في اعقاب الهجوم الكيميائي المفترض الذي يحمل الغرب مسؤوليته لنظام الرئيس بشار الاسد. وجاءت التسريبات الصحافية قبيل ساعات من محادثات رفيعة في جنيف بين رئيسي الدبلوماسيتين الامريكية والروسية حول مبادرة تهدف الى تجنيب قوات الرئيس الاسد عملا عسكريا امريكيا.
وقال تشارلز ليستر المحلل في مركز الاستشارات الدفاعية آي.اتش.اس تجينز، اعتقد ان توقيت التسريبات اكثر اهمية ربما من مسألة ارسال الاسلحة في الوقت الحاضر .
وشحنات الاسلحة التي تقول التقارير انها لا تحتوي على اسلحة مضادة للدبابات او الطائرات والتي تريدها قوات المعارضة، سيكون لها بالنتيجة اثرا صغيرا نسبيا فيما يتعلق بالنزاع نفسه ، بحسب ليستر.
واضاف لوكالة فرانس برس لكن في الدينامية السياسية، قد تكون وجهت اكثر من رسالة مهمة للمجتمع الدولي والرئيس الاسد وداعميه مثل الحكومة الروسية .
ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي.آي.ايه التي تشرف على العملية السرية المتعلقة بتسليح المعارضة، تأكيد او نفي تلك التقارير.
وقال اللواء السابق في الجيش السوري سليم ادريس الذي هو الان رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر معارضة ان مقاتليه لم يتسلموا اي اسلحة من الولايات المتحدة.
وقال ادريس في حديث على الاذاعة العامة الامريكية لم نتسلم اي نوع من المواد القاتلة من اصدقائنا الامريكيين .
واضاف ان قوات المعارضة تسلمت مساعدات غذائية ومواد طبية وسترات مقاومة للرصاص وآليات خفيفة وسيارات اسعاف ومناظير للرؤية الليلية ومعدات اتصال .
وتؤكد تصريحات ادريس تزايد التوترات بين قوات المعارضة والادارة الامريكية التي ينتقدها مسلحو المعارضة وحلفاؤهم العرب لعدم القيام بجهود اكبر لدعم العناصر الاكثر اعتدالا في المعارضة.
ويرى المحللون ان قرار الرئيس باراك اوباما ارجاء ضربات صاروخية عقابية على سوريا بسبب استخدامها المفترض لغاز السارين بانتظار نتيجة مبادرة روسية لوضع اسلحة الاسد الكيميائية المحظورة تحت مراقبة دولية، اجج بدوره مشاعر الاحباط لدى المعارضة.
وتطالب قوات المعارضة ومناصروهم واشنطن بتسليمهم اسلحة مضادة للدبابات وللطائرات تحمل على الكتف يقولون انها ستقلب الموازين في الحرب الاهلية المستعرة منذ اكثر من عامين.
ويقول كريستوفر هامر المحلل الكبير في معهد دراسة الحرب للابحاث في واشنطن اذا تم تسليم اسلحة خفيفة فقط فان ذلك سيساعد قوات المعارضة بشكل خفيف . ويضيف ان عدم تسليم اسلحة اكثر قوة وفعالية فان ميزان القوى لن يتغير بشكل اساسي .
وتقول تقارير ان السعودية وقطر بداتا بالفعل بتزويد قوات المعارضة ببعض الاسلحة الاكثر فتكا، والمسؤولون الامريكيون لم يستبعدوا في جلسات خاصة تسليم اسلحة اكثر فعالية في المستقبل.
وبحسب ليستر فان الشحنات الاولية للاسلحة الامريكية ربما تكون بمثابة اختبار لمعرفة ما اذا كانت تلك الاسلحة ستنتهي بيد قوات المعارضة المقبولة لدى واشنطن وللتاكد من ان طرق التزويد آمنة بما يكفي.
وفي مسعى آخر على ما يبدو من واشنطن لتشديد الضغط على النظام السوري وداعميه الايرانيين والروس، اكد مسؤولون امريكيون امكانية زيادة الدعم لقوات المعارضة بنقل مسسؤولية ذلك من السي.آي.ايه الى البنتاغون.
وقال مسؤولون لوكالة فرانس برس الاسبوع الماضي ان الفكرة تدرس جديا وسينتج عنها برنامجا اكبر لمد قوات المعارضة باسلحة وآليات.
وفي جلسة استماع امام لجنة في مجلس الشيوخ الاسبوع الماضي قال رئيس اركان الجيوش الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي انه مستعد لمناقشة كيفية مساعدة المعارضة المعتدلة بشكل علني اكثر ملمحا الى ان البنتاغون ربما يتولى مسؤولية الخطوة.
وحسابات الادارة الامريكية بشأن مساعدة قوات المعارضة السورية تغيرت بشكل واضح منذ العام الماضي عندما رفض البيت الابيض مقترحا لتسليح المعارضة رغم دعم من قادة البنتاغون ووزارة الخارجية والسي.آي.ايه آنذاك.
AZP02