حوار مع الشاعر المغترب يحيى السماوي :

 حوار مع الشاعر المغترب يحيى السماوي :

 أبواب السماء الثامنة أنفتحت وعيناي أصبحتا فائضتين بعد رحيل أمي

نجم الجابري

عندما نلتقي بشخص بمواصفات يحيى السماوي شاعر الجنوب الثائر ينبغي على محاوره ان يستحضر أجمل المفردات واعذبها فالسماوي شاعر ومدرسة لغة ولد في السماوة ثم هاجر إلى محطاته الاسمنتية يبحث عن مرسى لغيمة أحلامه وطائره الجميل المحلق بسماء العراق عاش الوطن في ضميره ايام غربته الدائمة في استراليا واصدر اكثر من1 واحد وثلاثون ديوان شعر كتب عنه عشرات النقاد من كل دول العالم وتم اختياره كأفضل شاعر للعام الماضي مع شاعرين اخرين، التقنية في البيت التراثي السماوي وحاورته عن السماء الثامنة والانزياح الشعري والقصيدة العمودية كان بارعا مقنعا وهو يشد الرحال إلى أستراليا منفاه الدائم هذا اللقاء خصصناه للزمان جريدة العراق الأولى وراعية الثقافة والادب

{ من اين نبدأ؟ من سمائك الثامنة ام من تحقيقك النجاح الفني في التعبير عن الهم الانساني لأن القصيدة هكذا فالجواهري يقول كأننا لأدائها قلم وإلا فالقصيدة صنعة والشعر مؤسسة؟

– البداية من الاثنتين معا ، فهما  صوتُ قصيدتي وصداها معا … السماء الثامنة مبعث البرقِ والرعد ، وأمّا القصيدة فهي المطر كلما كان البرق والرعد أقوى وأشدّ ، كان المطر أغزر ..  وبشكل أدقّ : التجربة هي الرحم الذي ينجب القصيدة ، وأمّا أنا فصداها ..

صدق شيخي شاعر العرب الأكبر الجواهري ، فالقصيدة هي التي تكتب نفسها لأنها هي التي تفرض حضورها وشروطها على الشاعر

{انت شاعر لقدرتك على رؤيا الوجود أم الموجود حدثني عن اسقاطات الشاعر وهل تعد من مفاتيح وعيه وثقافته؟

ج2 :  حجر الموجود هو الذي يُحرّك بحيرة الرؤيا الساكنة ويفجّر  السؤال الكبير : لماذا  أصبح العراق ـ مثلا ـ صحن شحاذة بعدما كان  مائدة عافية ؟  وجود  مستنقع المحاصصة باعتباره الحاضن لجراثيم الفساد السياسي والمالي ـ مثلا ـ هو الذي جعل الشعب ممثلا بطليعته التشرينية ، يرى أن الحلّ هو ردم المستنقع وليس توفير الأمصال واللقاحات ..

{ يقال ان الشاعر محكوم بالبقاء في وطنه ام ان اختيارك للمهجر مكانا للدهشة والقلق لتحقيق الحلم؟

– لكي يكون المرء مواطنا يتمتع بحقوقه المفضية الى تحقيق الكرامة المتأصّلة  في الإنسان ، فإنه تجب أولاً إعادة الاعتبار لهوية المواطنة بمعزل عن الدين والمذهب والعِرق واللغة والقومية والمناطقية الجغرافية ..  المواطنة مشروطة بوجود الوطن أولاً ـ وهذا ما عبّرت عنه الثورة التشرينية السلمية المطالبة بـ ” استعادة وطنٍ ” سرقه ساسة الصدفة والمجاهدون الزور والمتاجرون بالدين والمذهب وذوو الولاء الخارجي .    اغترابي كان هروبا من بطش النظام الديكتاتوري الذي حوّل العراق الى سجنٍ كبير على هيأة وطن فأضحى غابة مشانق وصحارى مقابر جماعية بعدما كان واحات نخيل وحدائق مسرة ، أمّا وقد قُبِر الديكتاتور ، فإنّ الديكتاتورية لم تُقبَر … انتهى الظالم ، لكن الظلمَ  لم ينتهِ ـ وإلا ما تفسيرنا لنشوء  فئة غير قليلة من المليارديرات والمليونيرين على حساب عشرات الملايين من الفقراء والمعدمين في وطن يغفو على بحر نفط ، قضتْ عدالة الفاسدين فيه أن يكون النفط لهم ، وأمّا الشعب فنصيبه الدخان والسخام !

سماء ثامنة

 { بعض الشعراء تأخذهم المنزلقات والشاعر فكرة لقيادة العالم اين نجدك في هذا فالألم الخصب طريق للسجن او القبر او النصر!؟

 ج4 –  شخصيا ، أنا رجل قنوع … السماء الثامنة مبعث البرقِ والرعد ، وأمّا القصيدة فهي المطر … وطنٍ يخلو من  حَمَلة المسدسات كاتمة الصوت ، لا فرقَ فيه بين ” سين ” و ” شين ” أو بين مرتدي الدشداشة ومرتدي القفطان ، ولا بين سكّان ” المنطقة الخضراء ” وسكّان ” المناطق الصفراء ” .. وطنٍ  الجميع فيه متساوون كأسنان المشط وليس كحالنا الراهن : مختلفون كأسنان التماسيح ..  لا ولن أفكر بقيادة العالم .. كل الذي أفكر فيه  هو : أن أقود نفسي الى القصيدة والحديقة والبيت في وطنٍ يكون رغيف فقرائه أكبر من الصحن ، والصحن أكبر من المائدة ، والمائدة على سعة العراق .

{ هل القصيدة ومضة الذاكرة او على الذاكرة ام هي موقف نفسي يسجل لمشهد لا تخرقه اللحظات المؤلمة اعطني مثلا من نص؟

– القصيدة بالنسبة لي ، هي ومضة أو مجموعة ومضات تبرق من فضاء  الأحلام والأماني المشعّة بياضا لأضيء بها  ظلمة كهوف الواقع .. وهي أيضا  صدى صراخ احتجاج الصعاليك الطيبين ضد سياسة الأباطرة الأبالسة ـ كما هي المنديل الذي أمسح به دموع قلبي ، والأغنية التي أهدهد بها قلبي الطفل حين يفرّ من عينيه عصفور النعاس ، والبتلة التي ستنجب البستان ، فوظيفة الشعر عندي هي : المساهمة في إضافة وردة جديدة الى حديقة المحبة الكونية ، أو اقتلاع شوكة من طريق الحفاة

 { ارى القصيدة بحجم عذابها معظم قصائد دواوينك عذابات وحب وتصوف من اي نقطة يمكننا ان نستدل على عذاباتك الاولى؟

  – العذابات ابتدأت من أول صفعة شرطي أمن على وجهي في ” معاونيه شرطة السماوة ” وأنا في مقتبل عشقي للوطن الحر والشعب السعيد ، لتتوالى بعدها صفعات بحثي عن  أجوبة معقولة لأسئلة غير معقولة منها مثلا : لماذا  يسمع ” ولاة الأمر ” الهمسَ الخفيض على بُعدِ آلاف الأميال في البيت الأبيض في واشنطن أو في لندن وطهران وباريس بينما لا يسمعون هدير وصراخ الجماهير في ساحة  التحرير  مع أنها لا تبعد عن مكاتبهم وقصورهم أكثر من ركضة طفل حافي القدمين في أزقة الحيدر خانة أو البتاويين ؟

{ انتم جيل الحداثة والتجديد واحد مقاييس شعريتكم التقليد النمطي فالقصيدة كانت قرار الشاعر اليوم اصبحت ومضة تحمل لون وشكل الجرح في اشتغالا تك التي اطلعت وجدت قصائد سردية ، نصوصا قصصية .. الى اي مدرسة تنتمي هذه النصوص بناء على ما قدمت في سؤالي؟

– قرأت بعض شعري يوما على شيخي الجواهري ـ حين أضاء بيتي بمعية نجله د . كفاح وكريمته د . خيال وزوجها  أ . صباح المندلاوي ـ وقد استحسنه وحازت وسام إعجابه مرددا كلمة ” عفيه ” وكلمة ” لطيف ” ، فسألني : مَنْ تتمنى أن تكونه من شعراء الماضي  ؟  أجبته : أتمنى أن أكون يحيى السماوي ـ فإنْ أكون مجرد عشبة صغيرة تنبت في الأرض ، تحمل ملامحي ، أحبُّ الى نفسي من أن أكون بستانا مرسوما على جدار أو ظِلا من ظلال شاعر عظيم كالمتنبي والجواهري ..  أقول صادقا يا صديقي الأديب : لا أعرف حتى الان الى أية مدرسة أدبية أنتمي .. كل الذي أعرفه ، هو أنني أنتمي للشعر الذائد عن المحبة الجمال في حربهما ضد الحقد والقبح .

{ مازال جرح الجسر ناغزا باحثا عن مواساة كيف ترجمت هذا الانتماء الى الالم الجمعي في شعرك؟

 ج8 : كتبت أكثر من قصيدة عن مجزرة الجسر  الخشبي في السماوة والتي ارتكبتها طائرة أمريكية وراح ضحيتها  أكثر من أربعمئة طفل وامرأة وفتى وشيخ ومئات الجرحى ..  أذكر منها :   ذكيّةٌ قنابلُ التحريرِ لا تُصيبُ إلآ الهدفَ المرسومَ

من قبلِ ابتداءِ نزهةِ القتالْ  ذكيّةٌ ..  تُميّزُ الجسرَ من الثُّكْنةِ

والوحلَ من الزلالْ

 ونغمةَ القيثارِ من حشرجة السعالْ

 ذكيةٌ .. ذكيةٌ ..  لا تُخطئُ الشيوخَ والنساءَ والأطفالْ  ولا بيوتَ الطينِ .. لا أماكنَ الصلاةِ أو مشاغلَ العمّالْ   وأتذكر بعض نصٍ آخر بعنوان (من وحي تمثال الحرية في نيويورك ) :  أيها الربّ الرخاميّ المنتصب كالمشنقة : ليس مشعلاً للحريةِ ما ترفعه  ..

إخفضْ يدك فالبنتاغون يراهُ فتيلا لإحراقِ حقولِ العالم والـ  “ c.i.a “تراه سيفاً

لاستئصال رقابِ مًنْ يرفض الإنحناء

لآلهة المعبد الأبيض

* يلزمني حبلٌ أمدّهُ من ” هيروشيما ” حتى بغداد لأنشر عليه ثياب الأطفالِ الذين حصدتهم مناجل البنتاغون .. وحبل من ناكا زاكي حتى  الفلوجة لأنشر عليه قائمة بأسماء الأمهات

اللواتي أثكلهنّ الديناميت الأمريكي ..

ويلزمني حبل يمتد من سانتياغو حتى جسر السماوة الخشبي لأنشر عليه صفحات الكتب السوداء لراعي البقر الأمريكي وهو يقود قطعانه عبر البحار لإشاعة ” الدم / قراطية “

{ اي الفضاءات اوسع لتحليق الشاعر للوصول لمبغاه في عمله الابداعي هل قصيدة النثر ام العمودية ولما؟

– من وجهة نظري ، أرى أن فضاء قصيدة النثر أكثر رحابة لتحليق حمامة القصيدة ـ ولسبب جوهري هو أنها تخلو من قضبان قفص القصيدة العمودية … لكن المعضلة : إنّ كتابة قصيدة النثر أكثر صعوبة من  كتابة القصيدة العمودية ، لذا لا يتكمن من كتابة قصيدة النثر إلآ الشعراء الذين يتسمون بامتلاكهم مستلزمات قصيدة النثر ـ ويعرفون الفرق الشاسع بين الخاطرة والقصيدة ..

عشق كبير

{ اين المثنى من خارطة الوطن شعبيا وحضورا للمهرجانات كالمربد؟

– دائما أردد قولا لي نصه : إذا كان العراق أبي ،  فإن السماوة أمي ..  إنّ من بين أسباب عشقي الكبير للعراق ، هو أن السماوة تقع فيه ياصديقي ..  قد لا أكون مبالغا في قولي : لو أن السماوة تقع في الصومال ، لأحببت الصومال أكثر من حبي العراق .

 {  كيف تقيم تجربتك في دواوينك الاولى وفي تقييم النقاد لك؟

– يقينا أن أوّل وثاني ديوانين لي وهما : ( عيناك دنيا ) الذي نشرته وأنا طالب في مرحلة الدراسة الثانوية و ( قصائد في زمن السبي والبكاء ) الذي نشرته في بداية دراستي الجامعية ، كانا متواضعين ولم ينالا اهتمام النقاد باستثناء اهتمام أخي وصديقي وأستاذي الشاعر الكبير محمد علي الخفاجي ، ومدرّسي في ثانوية الجمهورية د . حاكم مالك الزيادي ، وأستاذيّ في الجامعة د . علي عباس علوان ود . كمال نشأت ـ رحمهم الله جميعا .

أمّا وقد توالت الإصدارات بعد فترة توقف عن الكتابة والنشر منذ انفراط عقد مصيدة ما كانت تسمى بـ ” الجبهة الوطنية ”  في أواخر السبعينيات الميلادية حتى هروبي من العراق عام 1991 وازددت نضجاً شعريا ، ونمتْ فسيلتي الشعرية وثروتي اللغوية ومعيني المعرفي والثقافي  :  حظيَتْ دواويني كلها و منجزي الشعري بالعديد من الدراسات النقدية التي نُشِرت في الكثير من الصحف والمجلات الأدبية العربية والمجلات المحكمة العربية والدولية ، وصدرتْ كتب نقدية عديدة كتبها نقاد عراقيون وعرب وأجانب ، وحظي منجزي الشعري بعشرات رسائل وأطاريح الماجستير والدكتوراه في العديد من كبريات الجامعات العراقية والعربية والإيرانية والتركية والهندية ولله الحمد .

{  في ثنايا المساحات الراعفة ساحات الملامح والالوان المستعارة صف لي الفوضى المرتبة الفوضى التفسيرية التي تنتابك وانت تكتب نصا: عن خالد العامري ، والدتك ، وامرأه لم تدرِ انك تحبها؟

– لخالد العامري منزلة كبيرة في قلبي ليس لأنه شاعر كبير فحسب ، إنما ولأنه كان أول صديق لي في غربتي ، الأحرى : أول مَنْ وجدت فيه الأخ الذي لم تنجبه أمي … وأما الطيبة أمي فيكفي أنني شعرتُ بعد موتها أنّ عينيّ أصبحتا فائضتين عن الحاجة ما دمتُ لن أرى بهما وجهها الجميل الجليل ، فكتبت من نص طويل :

 قبل فِراقها :  كنتُ حيّا محكوما بالموت ..  بعد فراقها: صرتُ ميتا محكوما بالحياة

{ هناك مفهوم يمكن ان نحدد من خلاله النمو التاريخي الخارجي في صياغة فن القصيدة الى اي مدى تاثر السماوي بالشعر المترجم ؟

– لي بقراءة الشعر المترجم شغف كبير وصحبة قديمة ـ وقد تأثرت ببعضه ـ وبخاصة الثوري منه ـ كتأثري بشعر ماياكوفسكي وفابتزاروف وبابلو نيرودا وفيد ريكو غارسيا لوركا وأراغون وكثيرين كانت دار الآداب البيروتية  ودور أخرى تنشر ترجماتهم ، لكن شغفي بشعر جلال الدين الرومي قد وصل حتى العشق ..

 { كثيرا ما اسال عن الانحراف الشعري باعتباره مرحلة ما بعد مراحل عديدة ما هو الانزياح الشعري وهل مرت بك تجربة هذا الانزياح في مرحلة ما؟

–  الانزياح اللغوي الشعري بأبسط تعريفاته هو  توليد معانٍ جديدة للمفردة غير معناها القاموسي من خلال علاقة المفردة ببقية مفردات الجملة الشعرية .  على قدر تعلق الأمر بي ، فإنني أوليه اهتماما كبيرا ، وأكثر دواويني التي أصدرتها في السنين العشر الأخيرة تحفل بالإنزياحات  وهي سمتٌ من سماتي الأسلوبية ، أنتبه اليه دارسو منجزي الشعري وتناوله  بعض طلبة الدراسات العليا في رسائلهم وأطاريحهم لنيل شهادتَيْ الماجستير والدكتوراه وبحوث الأستاذية .

{ كيف تقيم شعرية الاحتجاج عند شعراء الوطن وانت منهم كيف جسدت قصيدة الاحتجاج ضد الغزو الامريكي؟

– مما أتشرف وأتباهى به ، هو أنني أول شاعر عراقي أصدر ديوانا كاملا ضد  الغزو الأمريكي الغاشم دعوت فيه الى الكفاح المسلح ، هو ديواني ( نقوش على جذع نخلة ) والذي أصدرته عام 2005 وقد حاز جائزة البابطين لأفضل ديوان شعر ..

{ أتهمُ البعض بعدم التمييزيين الحقيقة الشعرية والحقيقة الموضوعية فماذا تقول وهل مرت بك هذه التجربة؟

– الحقيقة الشعرية ـ  وأنا أسمّيها الحقيقة الفنية ـ هي من مهمات الشعر الحقيقي ، وأما الحقيقة التاريخية أو الموضوعية فهي تصلح لكتب التاريخ .  الحقيقة الشعرية أو الفنية تكون عابرة للزمان والمكان لأنها تصلح لكل زمن ومكان كقول النابغة الذبياني :  لا مرحبا بغدٍ ولا أهلاً به إنْ كان تفريقُ الأحبة في غدِ   ففراق الأحبة غير مرحّبٍ به في كل زمان ومكان … على العكس من الحقيقة الموضوعية أو التاريخية المقيّدة في زمنٍ ومكان معينين كقول المتنبي :  نثرتهمُ فوق الأحيدبِ نثرةً  كما نثرتْ فوق العروس الدراهمُ

{ متى يعتبر الشعر ابداعا؟

– يعتبر الشعر إبداعا إذا تمنّى قارؤه الشاعر أن يكون هو قائله .. ويعتبر إبداعا إذا جاء بالجديد من الصور وأسهم في اتساع فضاءات المخيال الشعري ، فالشعر هو ابتكار صورة واكتشاف المزيد من فضاءات الخيال ..

{ اي اعمالك احب اليك اعطني نصا؟

– أفضل أعمالي لم أكتبها ، ولا أظنني سأكتبها ـ ولكن المؤكد أن غيري سيكتبها .. أمّا أحبّها إلى نفسي فهو ( شاهدة قبر من رخام الكلمات ) الذي كتبته عن الطيبة أمي  ، وهو نص طويل منه :   مذ ماتت الطيبة أمي لم أعد أخاف عليها من الموت  .. لكنها بالتأكيد تخاف عليّ الان من الحياة  * جلدها المطرّز بالشذر لا تجري تحته قطرة دمٍ زرقاء ..

 قد يكون لون دمها أحمرَ

لكثرةِ ما شاهدت من دماء على الأرصفة ..

 أو أخضرَ لكثرةِ ما حملتْ من عشب ..

 أو أصفرَ

لكثرةِ ما طحنت من سنابل وخبزتْ من خبز ..

 أو أسودَ لكثرةِ ما حدّقت في ظلام العراق !

{ انت عاصرت شعراء كبار صف لي تجربتهم مظفر النواب بلند الحيدري الجواهري ايهم اكثر دقة في شرف القصيدة

– بدءا : أنا مَنْ أطلق على شيخي الجواهري لقب ” نهر العراق الثالث ” ..

وأنا من أطلق على مظفر النواب لقب ” جيفارا الشعر العربي ”  وأنا من أطلق على بلند الحيدري ”  شاعر القلق الوجودي ” ..  أما أيهم أكثر دقة في  شرف الشعر ، فكلهم قد اتسموا بشرف الشعر ـ لكن النواب أكثرهم اتّحادا مع قصيدته .

{ كيف ترى حواريتي معك؟ مع التقدير

– أنتَ لست  إعلاميا قديرا فحسب ، إنما وأديب قدير وناقد له حضوره في المشهد النقدي ، لذا جاء حوارك ثرّا برعتَ فيه في استنطاق صمتي وأضأت غير المرئيّ من تضاريس أبجدية نبضي ، فشكرا وكل المحبة .

مشاركة