القاهرة – مصطفى عمارة
استأثرت زيارة وزير الخارجية الامريكي بلينكن لمصر باهتمام الأوساط السياسية خاصة أن تلك الزيارة جاءت بصورة مفاجئة مما أضفى بعض الغموض على الأهداف الحقيقية لها، بحسب سياسيين. ورغم أن الزيارة تناولت موضوعات تمس أمن المنطقة كملف التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعوة مصر للعب دور فعال في هذا المجال وكذلك ملف سد النهضة اذ وعدت واشنطن مصر بدور فعال وسريع للوصول إلى حل يرضي الأطراف كافة ، فضلا عن مطالبة مصر الإدارة الأمريكية بمعونات عاجلة لإنقاذها من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها خاصة بعد تراجع المعونات الخليجية ، ووسط تلك الملفات الهامة كان ملف حقوق الإنسان أحد العلامات الهامة التي تناولتها الزيارة ،اذ اجتمع بلينكن بممثلي حقوق الإنسان في مصر ، وكشف عدد من أعضاء منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني في اتصالات اجريناها معهم عقب هذا الاجتماع أن هناك تحولا في الموقف الأمريكي تجاه ملف حقوق الإنسان في مصر ،فقد ايقنت الإدارة الأمريكية بحسب زعمهم، أن استخدام هذا الملف كورقة سياسية للضغط على النظام المصري عديم الجدوى بل يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية تضر المصالح الأمريكية في المنطقة . وفي هذا الإطار كشف عصام شيحة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أن بلينكن ناقش خلال اجتماعه مع ممثلي منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني ملفات المرأة والديانة وحقوق الإنسان وأن هذا الملف كان محور اهتمام الولايات المتحدة منذ أمد بعيد، وأن تصريحات بلينكن عن هذا الملف يمثل تحولا نوعيا في موقف الولايات المتحدة حيث أصبح هذا الموقف متوازنا ويناقش قضية حقوق الإنسان بموضوعية ولا يستخدمها كورقة ضغط سياسي، وأوضح أن مصر أصبح لها استراتيجية لمعالجة بعض الإشكاليات من خلال إصلاح 3 مسارات تشريعية ومؤسسية وبناء قدرات نوعية ووضعت لها إطارا زمنيا مشيدا بدمج المفرج عنهم في المجتمع مرة أخرى وعدم تركهم فريسة للتطرف ، فيما أكدت مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن حقوق الإنسان في عهد السيسي وصلت لمستوى غير مسبوق في عهد السيسي وهو ما عكسته تصريحات بلينكن أثناء الزيارة والذي أشاد بدور لجنة العفو الرئاسي التي بذلت مجهودا كبيرا وحققت نتائج طيبة وكشفت مشيرة خطاب أن بلينكن لم يتطرق لملف علاء عبد الفتاح الناشط السياسي لإدراكه ان هذا الأمر في يد القضاء. وأوضحت أن هناك برامج لتأهيل المفرج عنهم ودمجهم في المجتمع. فيما توقع الناشط السياسي هشام قاسم حدوث انفراجة في ملف حقوق الإنسان مؤكدا أن هذا الملف مرتبط بالمساعدات الاقتصادية المقدمة لمصر وأن الضغوط الاقتصادية التي مارستها الإدارة الأمريكية على مصر خلال الفترات الماضية كان لها أثر في تحسن تعامل النظام المصري مع ملف حقوق الإنسان .
وفي السياق ذاته أكد زياد العليمي أحد قادة ثورة يناير والذي أفرج عنه مؤخرا بعفو رئاسي أن الخطأ لم يكن في العفو عنه ولكن الخطأ الأساسي كان في القبض عليه بدون تهمة ولكن كان لمجرد إبداء الرأي في قضية أهالي النوبة ومطالبته بدفع تعويض لهم عبر مقال نشر له، وأضاف أن هناك آلاف المساجين لا يزالون في السجون دون وجود تهمة محددة وأنه يجب إنهاء هذا الملف نهائيا حتى يبدأ عصر جديد من احترام حقوق الإنسان .