جمهورية القدم تعاني من تشظي الخطاب الاعلامي

جمهورية القدم تعاني من تشظي الخطاب الاعلامي
تصريحات متناقضة ومواقف مشتتة تخلط أوراق الأزمة مع بيليه الأبيض
بغداد – محسن التميمي
تتمنى الاوساط الرياضية ووسائل الاعلام والصحافة الرياضية والجماهير ان يكون حديث رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ناجح حمود صحيحا وصداقا ومخلصا وحقيقيا ونابعا من القلب وليس العكس لاسيما ان هناك ازمة حقيقية بين المدرب زيكو واتحاد كرة القدم بسبب تأخر دفع الاخير المستحقات المالية للمدير الفني للمنتخب الوطني العراقي لمدة اربع اشهر ثم قلصها الاتحاد عندما قال، ان زيكو لم يتسلم مستحقات راتب شهر واحد فقد، لان المصرف البرتغالي، وفق مايقوله الاتحاد رفض تسليم المبلغ الى زيكو بعملة الدولار ويفترض ان يسدد بعملة اليورو، الى هنا والامور تبدو طبيعية وليست هناك اية مشكلة ولكن ان يستجمع اغلب اعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم (قواهم) ويعيشون في حالة استنفار قصوى وكل واحد منهم يدلي بحديث مختلف عن الاخر فان في الامر مشكلة..
مايحدث لا يستحق ان يكون ازمة
يقول رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ناجح حمود، وهو محور الحديث اعلاه، أن ما يحدث مع زيكو لايستحق أن يسمى أزمة، مبينا أن ما يشاع هدفه عرقلة مسيرة المنتخب الوطني الذي يمثل العراق، فيما أشار إلى ان ما يستحق التداول والنقاش هو اعداد المنتخب للمرحلة المقبلة. وقال ناجح حمود، إن ما يحدث مع المدرب زيكو لا يستحق أن يسمى أزمة وإنما هو أمر اعتيادي وأن المدرب يعتز بعمله معنا مثلما نحن نعتز بوجوده معنا مدربا للمنتخب، وما يؤكد ذلك أنه رفض أكثر من عقد خارجي وفضل الاستمرار مع المنتخب، مبينا أن موضوع المستحقات لايمكن له أن يعطل عمل زيكو مع المنتخب فالاتحاد سدد المستحقات والوثائق تؤكد ذلك وزيكو يدعي عدم تسلمه الأشهر الأخيرة. وأضاف حمود أن مدير أعمال زيكو سيحضر إلى بغداد وسيتابع إجراءات الصرف مع الوحدة الحسابية في الاتحاد للتأكد من سلامة موقفنا، مشيرا إلى ان في حال ثبت ان زيكو لديه مستحقات بذمة الاتحاد فسنسدها له على الفور وإن اكتشفنا هناك خطأ في التسديد فمن الممكن أن نصححه ونعالج الموقف دون أن يتسع وياخذ حيزا اكبر. واعتبر حمود أن الشائعات التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام هدفها عرقلة مشوار المنتخب دون الإكتراث إلى أن المنتخب يمثل العراق وهؤلاء هم مغرضون ولا يهمهم مصلحة العراق لذا يلجأون لإطلاق مثل هذه الشائعات، مشيرا إلى أن،ما يتسحق الوقوف عنده ومناقشته هو اعداد المنتخب للمرحلة المقبلة ودعم المنتخب من كل الأطراف بما فيهم الاعلام لأنه في مهمة وطنية تتطلب من الجميع الوقوف معه في هذه المهمة والبحث في سبل انجاحها للوصول لأفضل النتائج…
مغرضون
من خلال هذا الحديث الذي ادلى به رئيس اتحاد كرة القدم لاحدى الوكالات الاخبارة المعروفة، حاول ان يخلط الاوراق ويغطي على العيوب والسلبيات والاخطاء التي ترافق عمل الاتحاد طيلة المدة الماضية، والا من هي وسائل الاعلام التي تروج لهذه الامور وتطلق الشائعات ضد المنتخب الوطني العراقي، هل هي وكالات اخبار امريكية او اوربية او اسيوية او عربية او بنغالية او صينينة او من جزر القمر، وهل يمكن ان تكون وسيلة اعلامية وصحفية رياضية عراقية ان تقوم بهذا الدور السخيف لتكون مغرضة ضد منتخب بلدها، ولو كان الرئيس يتمتع بشيء من الصراحة لكان شخص هؤلاء من يطلق هذه الشائعات ولكن الذي نعرفه ان عددا من اعضاء الاتحاد ومنهم الرئيس (يتطيرون وينزعجزن) من الصحافة الرياضة ويعدونها عدوا لهم ولعملهم ومفردة (مغرضون) دائما تكون موجودة في احاديث الرئيس، واذا ماكان مثلما يقول بان مايستحق الوقوف عنده ومناقشته هو عملية اعداد المنتخب الوطني للمرحلة المقبلة ودعم المنتخب من كل الاطراف بما فيهم الاعلام، فنحن نقول وبشجاعة فائقة وكبيرة بان كل الصحفيين الشرفاء والمخلصين والذين يحرصون على نظافة اقلاهم يدعمون مسيرة المنتخب الوطني العراقي دائما ولايترددون في هذا الامر، امام موضوع الحرص على اعداد المنتخب الوطني العراقي فهي مهمة الاتحاد وسيكون لقاء المنتخب الياباني في الحادي عشر من شهر ايلول المقبل (اختبارا حقيقيا وجادا) ولنرى ماذا سيقوم به الاتحاد قبل هذه المواجهة الصعبة لكون نتيجتها الايجابية سترفع من اسهم المنتخب الوطني في التنافس مع فرق مجموعته..
متى ينتهي عقد زيكو؟
عدم وجود الانسجام والتفاهم والتنيسق بين اعضاء الاتحاد نتج عنه تصريحات كثيرة متناقضة ومشوشة، ففي الوقت الذي يتحدث فيه كامل زغير عن امكانية اجراء جولة من المفاوضات مع المدرب البرازيلي من اجل تجديد العقد معه من عدمه يظهر الامين العام وكالة طارق احمد ليؤكد عبر وسائل الاعلام والصحافة الرياضية بأن العقد مع زيكو يمتد الى العام 2014 فيما اشار مصدر من داخل الاتحاد لاحدى الوكالات الاخبارية المعروفة بأن زيكو لايرغب في الاستمرار بتدريب المنتخب الوطني العراقي وسيتعاقد مع الاتحاد الاماراتي لتولي قيادة منتخبهم مقابل دفع الاماراتيين مبلغ الشرط الجزائي، نعيم صدام من جهته سارع الى نفي الخبر جملة وتفصيلا ليؤكد من جديد، ان الجلسة الودية الاجتماعية الجميلة التي حصلت بين الرئيس ناجح حمود والمحامي الخاص ومترجم زيكو انهت جميع الاشكالات واعادت الامور الى طبيعتها بين الطرفين وان المدرب البرازيلي سيكون حاضرا في العاصمة العراقية بغداد، وهو الحديث الذي نتمنى ان يكون صحيحا وصادقا لان التلاعب بمصير المنتخب الوطني العراقي يعني تلاعبا بمشاعر ملايين العراقيين الذي يعقدون الامال على لاعبينا من اجل تحقيق نتيجة ايجابية امام اليابان وبالتالي التاهل الى نهائيات كاس العالم في البرازيل وهو الحلم الذي سيبقى كذلك الى ان يتحقق…
يسوغون في الازمات
اغلب اعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم ادلوا بتصريحات لها اول وليس لها اخر وكل واحد منهم يتحدث عن الموضوع الذي يعرفه والذي لايعرفه وفي اغلب الاحيان نجد التسويغات موجودة خاصة عندما تحصل الازمات مثلما حدث مع قضية المدرب زيكو فيما هم يتهربون من اية مسؤولية بدليل ان رئيس الاتحاد يقول، (في حال ثبت ان زيكو لديه مستحقات بذمة الاتحاد فسنسددها له على الفور وإن اكتشفنا هناك خطأ في التسديد فمن الممكن أن نصححه ونعالج الموقف دون أن يتسع وياخذ حيزا اكبر) بمعنى ان الرئيس لايعرف ان كان زيكو مستلم مستحقاته المالية او العكس وهذه مشكلة كبير، واذا كان رئيس الاتحاد لايعرف، فمن الذي يعرف ؟؟ لذلك نعتقد ان الاتحاد سيكون بامس الحاجة الى مراجعة طريقة عمله والازمة التي حصلت مع المستحقات المالية لزيكو يفترض ان ياخذ منها الاتحاد درسا كبيرا يستفيد منه في الايام المقبلة ولانسمع من جديد بحدوث مشكلة اكبر يستعصي حلها.
/8/2012 Issue 4279 – Date 16 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4279 التاريخ 16»8»2012
AZLAS
AZLAF