جمهورية العشائر
ليس ثمة شك في ان العراق الان يعيش حالة من العودة الى الوراء في مختلف المجالات، فالتراجع والتدني لم يقتصر على قطاع دون اخر، فمن تدن سياسي الى اخر امني ومعه اقتصادي والان تدن مؤسساتي.
ويبدو ان جميع احلامنا ببناء دولة مؤسسات حديثة تبددها مساعي البعض لفرض النظام القبلي القائم على دور القبيلة وحجم نفوذها.
ولعل ما شهدته تطورات الاحداث وازمة كشف ملفات الفساد التي فجرها وزير الدفاع خالد العبيدي تحت قبة البرلمان، وما تبعها من مواقف قبلية اعلنتها عشرتي خالد العبيدي وسليم الجبوري ، خير دليل على ان البلاد تتجه نحو العودة لسطوة الاعراف العشائرية والنظم القبلية.
فليس ثمة مبرر لتعلن كلتا العشيرتين عن مواقفهما ازاء الاحداث، فهناك قضاء وبرلمان منتخب ولكل منهما واجباته ويعرف مسؤولياته.
ولابد من الاشـارة هنا الى ان هذه ليست هي الحادثة الاولى التي تشهد محاولة تغييب الدور المؤسساتي، فما شهدته مدن الجنوب العراقي من احداث امنية واشتباكات مسلحة بمختلف الاسلحة بين العشائر هناك دليل على محاولة تنحية القانون جانبا.
محاولة إلغاء دور الدولة وفرض القبيلة بديلا، مؤشر خطر يهدد الكيان المؤسساتي وينذر بصراعات لا يحكمها قضاء او قانون، خطر يقود لتشكيل جمهورية العشائر وينهي حلم الدولة الحديثة، مع الاعتزاز بكل عشائرنا العربية والكردية.
محمد الشمري