جمر وندى.. مذكرات منى سعيد

جمر وندى.. مذكرات منى سعيد

بيروت- محسن حسين

اصدرت زميلتنا منى سعيد كتابها المنتظر بعنوان (جمر وندى – فصول من سيرة ذاتية)

ونحن زملاء منى لسنوات طويلة في مجلة الف باء غمرتنا السعادة بصدور كتابها المنتظر.

وفكرنا من منا يكتب شيئا عن منى وكتابها فلم نجد افضل من ابنتها الرائعة يمام سامي  وهذا ما كتبته:

بعد عقود من الانتظار كتاب (جمر وندى فصول من سيرة ذاتية) للكاتبة ماما يرى النور..

أمي معروفة بانها صحفية شاطرة وساردة قصص ممتعة، لا يمل جلستها كل من يعرفها ومن لا يعرفها. حياتها صاخبة ومليئة بالأحداث والمغامرات التي تركت في ذاتها الكثير من الندب العميقة، لكنها داوتها بانجازات صعبة وثقيلة على امرأة تسير وحيدة وفي رقبتها عائلة.

وعلى مدى سنوات طوال كتبت أمي عن تلك الاحداث الصعبة وتحدثت عنها باسلوبها الشائق ولطالما طلبنا منها ان تضعها في كتاب، لكن تلك المهمة كانت عسيرة ومؤلمة، لما فيها من استعادة لتلك الجروح، وفتحها بسكين ثلمة لا تحتمل ألمها. حتى جاء الوقت لتحبس بين جدران جائحة كورونا وتكلل استراحتها بعد التقاعد، والعودة لبيتها بعد سنوات السفر، وتشافيها من مرض السرطان، فولد هذا الكتاب بفيض من البوح الصادق المبلل بندى شفيف من احداث سعيدة، بهيئة سيرة حياة عائلة عراقية عاشرت حروبا مستمرة منذ 60 عاما واكثر.. الكتاب صادم في سطوره الاولى، يستفز الدموع والمشاعر حتى آخر صفحة.. ذاكرة عائلية تحكي تاريخ العراق المدني الذي غاب عن الاجيال الجديدة، صور لأهل بغداد حين كانت جوهرة الحضارة والرقي قبل ان تخيم عليها غربان الظلام التي ذبحت روحها والقت بها على حافة الخراب.

نحتفل اليوم بهذا المنجز الكبير وثيقة العائلة التي قدمتها أمي بلغتها العالية وسردها الممتع لمحطات العمر المشرفة.

مبارك لماما انزياح همها الكبير مع صدور هذا الكتاب الذي وصفته (كالدنبلة التي لابد لها بان تفجر) لكنه انفجار ابداعي جميل. وشكرا جزيلا للعم المبدع فلاح حسن العتابي على التصميم الانيق الذي يليق بعائلتنا التي لا تقبل الا بالتميز.

قراءة ممتعة للكتاب الصادر من دار نشر سطور والذي يتوفر في مكتبة الدار في شارع المتنبي.

مشاركة