جماهير النوارس.. صبراً
أجد أنه من الصعوبة أن تكتب بحيادية وموضوعية (أبتغيها وأسعى إليها دائماً) عن نادي تنتمي إليه وتعد نفسك جزءاً لا يتجزأ منه مهما إبتعدت أو إقتربت منه، بالتأكيد هذه السطور ليست الأولى ولن تكون الأخيرة نوجهها من خلال منبرنا هذا لجماهير الزوراء وكل من ينتمي إليه وما نكتبه يمثل وجهة نظرنا الشخصية ونحن المسؤولون عنها، فالزوراء يا جماهير أكثر الفرق العراقية قدرة على العودة لو أردتم ذلك، ومعنى أن تريد الجماهير أي حين تقف ضد كل محاولات إبقائه في هذه المنطقة الرمادية التي يبتغيها خصومه وحتى بعض منتسبيه ويمنون النفس ألا يبرحها، إن الجماهير من خلال التصالح مع اللاعبين ومع النتائج، ومع تخفيف شحنة اللهفة الزائدة والحرص المبالغ فيه على تحقيق الإنتصار أو البطولة، الجماهير عندما يكون تركيزها على الاهتمام بالعمل المخلص والإختيارات المناسبة للعناصر والجهاز التدريبي والإداري ثم بعد ذلك ترك الفرصة لتأخذ هذه الأطراف وقتها وفرصتها،بهذا الفهم والتفهم من الجماهير لمسارات الإنتقال إلى الحال الأفضل سيلمس الجميع وبسرعة حجم التغيير الذي سيشهده الفريق وليكن على شكل مركز لائق في سلم ترتيب الدوري وإحراز بطولة كأس أو حتى المنافسة على نهائي لعل ذلك يطفئ نار الغيرة على الفريق وتاريخه ويمهد لمواسم أخرى تعيده لجادة المنافسة أو المشاركة في التنافس على كل البطولات.
الزوراء يستطيع أن يغير حاله إلى الأفضل فهو يقف على أرضية صلبة من العراقة والتاريخ والجماهيرية، فهو نادي بطولات ونادي أمجاد وتحتاج إلى الخروج من عنق زجاجة الضغط وعدم الدفع به دفعاً إلى ساحات الصراع خارج الملعب وتكسير مجاديف ربانه والتقليل من شأن عناصره الذين أيضاً يحتاجون إلى معرفة قيمة النادي الذي ينتمون إليه ويرتدون هيبة الزوراء ويكونون على الدوام في حالة تأهب وطوارئ للعودة من خلال جهد أكثر إنضباطية وأداء عالي التركيز وتحويل ضغط الجماهير إلى إيجابي من خلال التأكيد على أن الرسالة وصلت وأنهم عازمون على تحقيق كل ما يريدونه، لا نقول بالفوز بكل البطولات فذلك ليس وارداً لأي فريق إلا في حالة إستثنائية ولكن بالمنافسة الجادة عليها جميعاً وأخذ النصيب الأوفر منها، الزوراءيستطيع، الزوراء يستحق ذلك
نعترف بأن طموح المحب للكيان رؤيته دائماً في القمة يكسب ودها ولا يتنازل عن أعتابها، وطبيعي إلى الطبيعي جداً أن يحرص كمحب وكعاشق على أن يرى ما يتوازى مع علاقته بالتاريخ ثم علاقته بسلسلة تلك الإنجازات والأرقام التي عانقت بها النوارس عنان السماء، فكل هذا مشروع لا نختلف حوله أو عليه لكننا قد نختلف فقط عندما يصبح عاملاً سلبياً تجاه ما نراه اليوم من عمل داخل أسواره، نعم من حق الجمهور أن يعتب على المدرب وعلى اللاعب ورئيس النادي وبقية أعضاء الإدارة ليسوا بمستثنين من هذا العتب فما دام أن الهدف هو الزوراء لا بأس من أن يكون العتب عتب المحب حاضراً في ملامح النظرة لكن لا يجب إستمرار ذلك على طول الخط لا سيما في هذا التوقيت، لأن العتب ميزان إن وزن بمقياس صحيح أصبح عامل بناء وإلا تحول إلى معول هدم ونار حارقة قد تحرق الفريق وتعيق مستقبله.
تغريدة:
الوطن ليس بحاجة لمن يخطئ في حقه متعمداً، وفي غنى عمن يخطئ في حقه جاهلاً.
موفق عبد الوهاب
AZLAS
AZLAF