
غموض القصائد يشغل المتلقين
جلسات نقدية مثيرة خلال مهرجان عالم الشعر في النجف
النجف – حمدي العطار
في الجلسة النقدية قدم الناقد سمير خليل ورقة نقدية بعنوان (قصيدة النثر الشبابية بين الغموض الفني والعدمي)
الغموض ضروري على الاخص في الشعر ، لأن المسافة المناسبة بين الشاعر والمتلقي تجعل من المتلقي ان يتذوق الشعر وهو يبذل جهدا في التفاعل والاستجابة لمضامين القصيدة، لكن الاشكالية هي ان الشاعر الشاب – احيانا- لا يملك رؤية فنية وغير متمكن من اللغة وعناصر الابداع الشعري فيلجأ الى الغموض كسلاح يغطي عجزه!كما ان الواقع نفسه غامض وللتعبير عنه لا بد من جعل الغموض جزءا من القصيدة، لذلك هناك فرق بين الغموض الفني وباقي الأنواع المستخدمة من الشباب بأعتبارها نوعا من الغموض وهذا ما ذهب اليه في الورقة النقدية د. سمير خليل.
تلخيص البحث
اكد الباحث بإنه (ليس ضد الغموض والشعر جوهرة الغموض وبلا غموض يتحول الشعر الى كلام اجوف لا رصيد له من الدلالة العميقة.. والنص شديد الوضوح يجهض رغبة المتلقي في البحث والاكتشاف ولعل قضية الغموض من القضايا التي شغلت بال المتلقين والنقاد..والمبالغة في الغموض ليس غموض الضرورة الفنية.. وذكر ان مصطلح الغموض نفسه هو اشكالي ويرتبط الغموض بالنظرية النسبية في المنجزات الكبيرة ومن ظواهرها ، وتنص النظرية على ان لا شيء مطلق والغموض موجود في الكون والابداع فيه غموض، والا سيصبح النص في ظل الوضوح المطلق نصا مغلقا بدلالة محدودة او بدون دلالات ويحمل معنى واحدا، ويتصف بالكسل والبلادة ، واضاف في ادب الشباب ارتباط بالسيمائية اي وجود اشارات او علامات وتوجد دلالة وراء كل علامة ، وقال اخاطب الشباب اقول لهم عليكم اعادة النظر في قصيدة النثر وانقاذها من هذياناتها ومن الانزلاق بالغموض المبالغ فيه وعدم الاستسهال في كتابة القصيدة لأنها اصبحت مثل السلعة في اسواق الجملة من هواة لم تكتمل تجربته الابداعية .ان قصيدة النثر جاءت في سياق هي ملمح من ملامح الحداثة، التي بدأت في التجاوز وخروجها من الشكل الى اللاشكل مع بقائها في حالة الشعرية واصبح تموجها ومن الصعوبة القبض على محتواها، واعتذر الباحث من الشباب قائلا لقد رصدت ظاهرة غريبة ليست في العراق فقط هي هذا الكم الهائل من قصيدة النثر لم أجد مثلها في قصيدة التفعيلة والشعر الحر بدأت أضيق منها فهي في مجملها فجة ولا تنتج عن أية رؤية فنية.
وانا كباحث قسمت الغموض الى ثلاثة انواع :-
1- الغموض الفني
2- الغموض القسري
3- الغموض العدمي
واعطى الباحث امثلة على هذه الانواع الثلاثة نذكر منها:-
الغموض الفني ، الشاعر سلمان دواي
قبل ان تتسلقي كلبلاب طائش – كنت تمرين كسحابة فأشتعل كبرق\ كنت السخونة وانا على جسدك اتعضد – وفوق قميصك اجف وانفد” اما الشاعر حسن جوان فيقول “لأن الفضاء بلا جهات اكتفي بالتحليق.
الله لا يتواجد في ارض يضج بالكراهية – قال لي من الذي ولدنا من أجله – ولدنا من اجل ان الاله يريد أن يبقى “الشاعر علي عيدان”
الغموض القسري: مثال ذلك احمد ساجد ” الطفل الذي شيد اللغة من أقمشة الدمى- تلقن حرفه الاول في مصادفة العائلة مع الخراب- النشأة تعريف آخر للمحاولات أو فاصلة في الكتاب” وعلق اذا كان الشاعر في مقتبل عمره يكتب بها الغموض فماذا سوف يفعل عندما ينضجمثال على النوع العدمي المبهم “انتظر صيدقي حتى سخر برمته القصاب مني- والبنت الصغرى تغلق باب البيت – لم تحفل بإصوات الباعة “كنا نعتقد بطي صفحتي- نحتفل بصداقة الاصفار”.
حصة الشاعر
– في مداخلتي مع الباحث اوضحت بإن الغموض ازداد في قصائد ما بعد الحداثة وله علاقة بالتأويل فهل التأويل من حصة الشاعر او المتلقي؟
– كانت اجابة الدكتور سمير خليل ( لقد توسعت الفجوة بين الشاعر والمتلقي بسبب الغموض غير المبرر فنيا اما التأويل فهو من حصة المتلقي)اذن الغموض لعبة فنية ليست سهلة وعلى الشباب اللجوء الى القصيدة النثرية بعيدا عن الغموض التعسفي او غموض العدمي بإعتبره (طاقة ابداعية) ، وعندما تكتمل تجربة الشاعر ويملك رؤية فنية ولغة متمكنة من حقه فنيا ان يستخدم الغموض.



















