جلاد الشعب
تتبلور الشكوك عن سبب وجود ممثلي الشعب في الدولة..؟! ذلك أنّ ممثل الشعب وجِد في أصل الحال لسبب وحيد، وهو أن تكون له السلطة الفعلية في ردع أو إجبار أصحاب كراسي السلطة التنفيذية بالنيابة عن الشعب فيما يخصّ قرارِ ما. لكنّ حينما ينادي الشعب فيتظاهر ويعتصم ضد ممثل الشعب نفسه فسيتحوّل المسمّى السياسي الخاص بالعضو البرلماني حينئذ من ممثل الشعب إلى جلاّد الشعب.
وها نحن ذا مثلاً نشهد إنفجارات مدوّية في الفرات الأوسط متجسّدة بأصوات الشعب؛ متظاهرون ومعتصمون ضد تنفيذ القرار, قرار خصخصة الكهرباء الذي داهم راحة بال الفرد العراقي على حين غرّة؛ ذلك الأخير الذي أصبح فجأة محلّ عقدٍ جديد، وتُرك بدون تثقيف أو توضيح حول بنود عقد خصخصة الطاقة الكهربائية. بيد أنّ سبب عدم إيقاف هذه اللعبة أو تلك (لعبة الأحزاب – ما وراء الكواليس) هو أنّ صوت الشعب ليس إلا صدىً يرتطم بكيان اسمه ممثل الشعب. فكيف يكون ممثل الشعب يدعى ايضا بـ (صوت الشعب) ولا يسمع ما ينادى به؟!! وكيف بالفرد العراقي أن يذهب بنفسه لينتخب عدوّه في كل مرة؟!! فهل يُنتخَب ممثل الشعب (البرلماني) ليكون صوتاً أم سوطاً؟؟؟
مصطفى الغانمي