جذور ثابتة

نص

 

جذور ثابتة

 

كاظم السعيدي

 

 

حزمت حقائبي وانطلقت بسارة  الاجرة الى المطار اروم اللحاق بالعائلة، تاركه مدينتي يحتويها الخراب و الحمام ..عشت صراعا نفسيا مريرا، بين عقلي و قلبي. فعقلي مزروع بتربة بلدي. وقلبي مرتميا باحضان من أحبُ ،.والعيش بامان وصولا للارتباط بفارس احلامي الذي يتجول بمخيلتي من زمن حيث يتضور طعم الانتظار، صعدتُ الى الطائرة ،اتخذت لي مقعدا قرب النافذة ،بينما راح المسافرون يتوافدون بالجلوس على مقاعدهم .لاحت مني التفاتة الى النافذة و قد استقرت ارض المدرج وبناية المطار في زجاجج النافذة .داهمني احساس غامض بأنها ستكون المرة الاخيرة التي اودع بها بلدي . بحثت عن شيء اقوله لكن الكلمات خانتني فقد هاجمني البكاء في تلك اللحظات ..تساءلت لماذا اترك بلدي و اهاجر …؟ نشطت الذاكرة عدت لذلك اليوم المشوؤم الذي سقطت فيه مدينتي قتيلة بيد قوات التحالف ..كيف رنّ جرس الهاتف …؟ الو:ـ بيت الانسة سهاد

 

ـ نعم تفضل ..انت مدعوة للحضور الى (مقر قوات التحالف)

 

في يوم كذا وفي ساعة كذا ، اغلق الهاتف .كان الصوت رجاليا فلم يعطن فرصة لاساله …من هو ….؟ واي جهة تطلب حضوري في ذلك الوقت الحرج و المخيف ،حيث لا سلطة في البلد . اعتراني خوف شديد ، من ذل النداء تمنيت لو لم امتلك هاتفا في بيتي . صرت ارتعش ثانية . كان احدالاصدقاء انقذني من دوامة التفكير التي وقعت تحت وطأتها . اخبرني بانه هو الاخر مدعو ايضا الى (مقر قوات التحالف )و داربيننا حديث حول احتلال بلدنا وكيف دمرت ترسانته العسكرية و مؤسساته .اذن ما تريد منا قوات التحالف.؟واولئك الذين جاءوا بصحبة التحالف . اخبرت صديقي بخوفي الشديد من هذه الدعوة انا مترددة في تلبيتها و خائفة من رفضها .فطمأنني انه لاخوف من ذلك حيث ان الدكتاتور قد سقط الى الابد

 

. و لم تكن هناك ردود افعال  انتقامية بين افراد الشعب . اذن فلمَ نحن  خائفون ..؟وما علينا الا ان نتوكل على الله و نحضر في الموعد المحدد .عدتُ للتفكير ثانية بوطأة اخف من  الوهلة الاولى بقيت لابسة ثوب القلق و التوتر وخائفة من عملي السابق موظفة تشريفات في احد القصور الرئاسية. ظل ذلك التفكير يدوم في رأسي .ولكني قررت ان لا اذهب . انتبهت على صوت المضيفة و هي تسألني ان كنت بحاجة الى شاي او قهوة اعتذرت منها بلطف بعدم حاجتي لاي شيء بقيت اقلب مجلة في يدي و اقرأ بعض العناوين التي فيها. وبعد دقائق اعلن كابتن الطائرة الوصول الى البلد الذي اقصده و قد حان وقت هبوط الطائرة .

 

و رحت احدّث نفسي و انا فرحة مستبشرة بلقاء فارس احلامي الذي ينتظرني في المطار ..استقبلني هو ووالدتي و انطلقنا بسيارته لشقة والدتي وبعد اسبوع طلب مني خطيبي اجراء معاملة من اجل الاقامة ..ومن ثم تبديل هويتي بهوية كندية رفضت بشدة قائلة لن ابدل هويتي وسابقى على هويتي الاصلية .