جبله الاستاذ – علي سلمون

جبله الاستاذ – علي سلمون

هاهي ورقة النعية……

الايام التي ارتصت فوق بعضها املاََ بغد أفضل…..

نام ولم يهتم ولم يهتم ان يوقظة احد…..

لم يتزوج ولم ينجب تراه انقطع اثره من الحياة

وهل لوجود الاولاد فعلاََ فائدة…..

أسئلة اقلبها وانا وراء ذلك الشيخ الفظ الغليظ الشفتين والقلب والصوت وهو يصلي عليه….

هذا الشيخ الذي لم يدخل منزل الاستاذ قط..

لم يعرفه يوماََ… ولا اظنه انه اهتم بهذة المعرفة

عندما كان يمر بتلك اللاند روفر امام عيني هذا الجامعي العامل في البناء كل حياته وهي ينتظر وسيطة نقل عامه بعد مشيه حوالي ال4 كيلو متر ليوفر قروش قليلة

كنت اذكر الاستاذ وانا طالب جامعي اهرب من بيتي ومن قسوة القرية واهلها وأهلي ذاهباََ الي جامعتي مبكراً باحثاََ عن نفسي وشخصي فأراه  يسبقني للموقف مرتباََ أوراقه الماليه التي لم تتجاوز العشر علي ابعد تقدير وبعد تحية الصباح المعتداة بين اهالي تلك البقعة من سوريا تلك التحية التي ينتظرها ليسال من انا وابن من وبعرف ان والدي من من طلابه حين درس لسنوات قليلة يتجاهل امر وجودي احياناََ   علي مبدأ (احتقر مالا تستطيع امتلاكه) فهو لم يمتلك ولداََ….

ولا والدي امتلك ولداََ فنحن ابناء الحياة كما قال النبي لتلك المرأة السائلة عن ارائه حول الاولاد عند مغادرته اورفليس

…..

وكي لا اشط عن الاستاذ اذكره حين كان يمتعض علي أجره الطريق يومياََ بطريقة  فجة تشبه ارضه قليلة العطاء التي ورثها عن والده

اظن نفسي حتى ارتب ما احوزه من مال بنفس الطريقة التي يرتب بها الاستاذ ماله

…….

اعود الي منزلي وعلى سفرة الغداء استفهم من والدي ماخفي من أمره الاستاذ اسماعيل

ذاك الكوكتيل الغريب…..

كيف لخريج فلسفة  وكان اول خريج جامعي في تلك القرية التي تعاني من تلبك معوي ثقافي فلا تهضم العلم ولا تفهمه

ان يصبح عامل بناء

ثلاثون عاماََ قضاها فوق جبلة البيتون.

اتراه تلا عليها ملاحم هوميروس وتراجيديات سوفكليس

ام انه تحدث عن اعتنقته مذهب اللانجابية لدى سيوران

– اسماعيل مجنون ( قال ابو علي)

– لا اعرف ولكني لم اره يصرخ علي الناس او يؤذيهم (قلت)

– وهل هنالك جنون اكثر من امتناعه عن الزواج الإنجاب ماهذا الغباء.

– الا نستطيع ان نحسبه ذكاء.

– وصل السبعين خادماََ طائعاََ لوالدته التي تجاوزت القرن من العمر وهو قائم عليها… والان بعد سنتين من موتها لايوجد من يدخل عليه ليحمله للحمام

– ولكن انا رأيته اليوم صباحاََ عند الموقف.

– يبدو انك بدأت تهذي الاستاذ اسماعيل منذ 3 سنوات لم يخرج من المنزل..

كانت كلمات ابي تقشع غشاوة عن عيني..

لا ادري لماذا تخيلت نفسي ذاك الشاب العشريني الذاهب للجامعة واليوم انا ابن الثلاثون ربيعاََ…

لقد كانت صدمة…..

هل اردت لنفسي ان اعيش مع ذلك الاستاذ في تلك الدقائق البسيطة التي لم يتسنى لي ان اقترب منه الا فيها….

هل الفضول هو من دفعني لاتخيل نفسي معه…

ام خوفي علي نفسي ان اعيش ذات المصير….

في هذا المجتمع القميئ…

هل ساكلم يوماََ ما جبلة بيتون عن انسان نيتشه الأعلى

او عن هوسي بالاساطير القديمة

وهل ساكون ذات يوم  ابااََ

ام انني ساقضي وحيداََ في سريري بهدوء دون اغان

دون ضجة او تلفاز

ودون صراخ امرأة تسالني لماذا لم تجلب الخبز من الفران  وتنعتني بعدم صلاحيتي للزواج وان الحياة معي مأساة..

هل ساستلم جائزتي الأدبية عن عمل يعتبر  تحفة وضعت فيه تجاربي وخبراتي ام انني ساجلس مع ارملة الدكنجي لنتبادل نفحات من النميمة…..

مشاركة