ثورة العشرين .. غزوة العشرين – عدنان عودة الطائي
يصادف هذه الأيام الذكرى المئوية الأولى لثورة العراقيين الشعبية التي اندلعت في 30 من حزيران واستمرت حتى تشرين من العام 1920 حيث وسمت بثورة العشرين ومكان انطلاق شرارتها الأولى الفرات الأوسط وتحديدا مدينة الرميثة لتشعل العراق من أقصاه إلى أقصاه ضد التواجد البريطاني في العراق وتعم الوطن وتستحق بجدارة وصف الثورة العراقية الكبرى لأنها وحدت العراقيين قوميا ودينيا ومذهبيا ووصل لهيبها مدن شمال العراق…
ومن المعروف أن هذه الثورة لم تحقق أهدافها السامية وأولها التحرر والانعتاق من نير الاستعمار الاجنبي صحيح هي أسست لمرحلة جدا مهمة وهي التمهيد لقيام الدولة العراقية الحديثة….
إذ لم تكن بحجم الأهداف التي قامت من أجلها لذا كان نصيبها التوقف والتلاشي ومن ثم مطاردة قادتها والزج بهم في السجون.. لكن لماذا لم تحقق الثورة ماكانت تريد؟؟؟
هناك جملة أسباب أدت إلى كباح جماح الثورة وتلاشيها في مقدمتها
عدم تكافى الجبهتين من حيث العدة والعتاد وتعدد قياداتها وتقطع طرق المواصلات بين أطرافها وخيانة البعض من الاقطاع لتضرر مصالحهم وعدم معرفة الكثيرمن المقاتلين اسلوب القتال واستخدام بريطانيا الطائرات لضرب الثوار وافتقار المقاتلين للدعم الإعلامي وغيرها..
ورغم ذلك أنها اشعرت الإنكليز بضرورة الاعتراف بالعراق دولة ويجب منحها الاستقلال وهذا ماحصل ولكن على مراحل وان أسست بعد هذه الثورة أسس قيام الدولة العراقية فهذا لم يلغي من الاعتبار بقاء العراق تحت طائلة الانتداب البريطاني حتى منحه الاستقلال الرسمي عام 1932 ودخوله عضوا في عصبة الامم لكن حقيقة الأمر بقى العراق تحت النفوذ البريطاني حتى ثورة تموز وقيام النظام الجمهوري وإنهاء حلف بغداد…
لكن هل حقا كانت ثورة العشرين ثورة آمنت العراق دولة مستقلة ذات سيادة، أو بعبارة أخرى هل كانت الثورة لصالح العراق كدولة؟؟؟
أن الجواب على هكذا تساؤل ولما انتجه الواقع الذي نعيش قطعا لا إذا كنا نعيش الواقع بكل تجلياته
نعم لقد صنعت تضحيات ثورة العشرين دولة فتية في منطقة ملتهبة من أساسها فالاتراك العثمانيون المنكسرون في الحرب العالمية الأولى والذين اجهدتهم الخلافة الإسلامية آخر أيامها وصارت عالة على الدولة التي نضجت فيها الأحزاب القومية على هيئة جمعيات والتي قادها الشباب التركي بعد توهج الشعور القومي الملتهب الذي يبحث عن حقوق الدولة التي ضيعها العثمانيون آخر أيامهم خصوصا مايتعلق بالجغرافيه وتحديدا خريطة الدولة مترامية الأطراف والتي تقلصت كثيرا وهي حقوق مقدسة لابد من ارجاعها وأولها العراق بولاياته الثلاثة هذا في الشمال انا في الشرق فقد نظر الفرس إلى العراق الضيعة التي ذهبت خارج حدود دولتهم التي اكتسبت الإسلام اي ارض العراق وصار فتحها ومن ثم سلخها من الدولة الفارسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رض واغاضهم اي شباب فارس وهم يرون العائلة القاجربة المالكة غير مبالية بقيام العراق دولة وارضه حقوق تاريخية فارسية حتى تأخرت هذه الدول بالاعتراف بالعراق دولة كثيرا…
تحديات دولية
يرافق ذلك التحديات الدولية التي كانت قائمة وهي مرحلة التنافس الدولي بين أربع قوى ناشئة مابعد الحرب العالمية الأولى وهي بريطانيا وفرنسا وأمريكا التي كانت منتشية بارتفاع وتيرة اقتصادها وروسيا التي خرجت دولة تريد إثبات وجودها بعد انتصار ثورة أكتوبر وإسقاط القيصر….
لقد خرج العراق من هذه المعمعة اي سيطرة الإنكليز دولة ضعيفة اقتصاديا وعسكريا تعصف به الأزمات كالامراض المتفشية والفقر المدقع والامية الضاربة الجذور البنى التحتية المنهارة وسطوة الاقطاع وغيرها…
ومع بزوغ العراق دولة فتية حتى بدأت المشاكل تعصف بها خصوصا الداخلية منها
فمن مشكلة الأكراد الذين يرومون تشكيل دولة خاصة بهم إلى مشكلة الفيضانات والانقلابات العسكرية والانتفاضات المستمرة التي يتخللها عدم الاستقرار حتى أن العراق في تلك المرحلة لايملك عملة وطنية يسير بها حركة الاقتصاد والمبادلات التجارية وعملية البيع والشراء داخليا وخارجيا إذا كانت كل هذه العمليات تقوم بوجود الروبية الهندية حتى قام حسقيل ساسون رحمه الله بإصدار الدينار العراقي سنة 1932 إلى جانب مشاكل أخرى طوقت العراق حتمت عليه أن يبقى يدور في حلقة التخلف والضياع وإلى بومنا هذا وكأنها رسمت له
وكلما أقدمت حكومة عراقية علي القيام بواجباتها الوطنية فإنها تواجه الكثير من المشاكل والأزمات التي تعيق تطوره وتقدمه كسائر البلدان وان كانت غالبيتها مفتعلة والهدف من ورائها بقاء العراق بلدا ضعيفا عقابا له لخروجه من وصاية بريطانيا…
فلو قدر أن العراق بقى تحت الهيمنة البريطانية ولم تحصل ثورة ال…