ثمن النضال

ثمن النضال

ثبت بشكل قاطع لايقبل الشك أن كل ما يثار عنهم ليس افتراء ولا حسداً او اتهاماً بما تطرحه وسائل الاعلام وما يطرحه الشارع ، من صلافة وتحدي وقح صارخ للمثل والاعراف تجاوز كل الاعتبارات عمدا” مقصود يدعو للعجب والاستغراب ، هل أن هؤلاء هم من افرزتهم صناديق الانتخابات ممثلي الشعب ؟ هذا مايدعو للحيرة والريبة والشك أيضا” حتى لو أفترضنا انهم معينون وجاءت بهم احزاب وتيارات فلابد أن يكن هناك أختيار وفق شروط تؤهله لهذا الموقع المهم الذي يستوجب أن يكون الشخص على قدر مقبول في الاختيار وله شعور واحساس بوطنه وأبناء جلدته ، شاهدناهم على شاشات التلفزة وهم يؤدون القسم بما انتهى والله على ما اقوله شهيد ، قبل اسابيع قليله هب الشعب هائجا” في الشوارع والساحات وقال كلمته الفصل لا لتقاعد البرلمان وحظي بدعم واسناد المرجعيات الدينية، أو ليس الشعب هو مصدر السلطات ، واعلن البعض منهم تنازله عن الراتب التقاعدي أمام الملأ مستجيبا” لارادة الشعب ، كما ان المحكمة الاتحادية أفادت بعدم شرعية هذه الرواتب التقاعدية التي لم تستند الى قانون ، انتهى الآمر وحسم بانتصار أردة الجماهير الغفيرة التي واجهتها السلطة بالهراوات والاعتقال ، والعجيب في بلد الغرائب والعجائب في هذا الزمن الرديء يصدر قانون التقاعد الموحد الذي انتظرته طويلا” شريحة مهمة مظلومة عانت من ضنك العيش وقدمت سنين العمر في أداء خدمة جليلة للوطن وعاشت ألحروب والحصار والاحتلال والارهاب والتهجير والقتل في أحلك الظروف ، ويشهد العالم على قدرة العراقي على الصبر والتضحية ، واخيرا” ياتي القانون مجيرا” لمصلحة أعضاء البرلمان باضافة الفقرة 38 مشفوعة بالخدمة الجهادية، مهزلة تاريخية لم تألفها شعوب الارض في النضال والكفاح ، وهنا يطرح سؤال مهم هل المناضل يطالب بثمن نضاله ، او هل للنضل ثمن ؟ هذا السؤال نوجهه لكل المناضلين في العالم ؟ هل من غادر العراق وعاش في الغرب وتنعم بمباهج الحياة هناك وهو لايدري بما يدور في بلده من ويلات وعذاب وظلم ، هل تذوق طعم خبز الطحين الاسود المّر وعرف وحش الطاوة ألأسود كيف ساد وتسيد على المائدة العراقية البائسه ، ومزدوجي الجنسية يطالبون بالخدمة الجهاديه التي تضاعف الخدمة ألأخرى في فردوس المنطقة الخضراء وتحقق لهم راتباً يفوق أضعاف راتب أستاذ الجامعة والطبيب والمهندس ، انتظرنا ، طالبنا ، صبرنا تظاهرنا وجاء الرد غريبا”مجحفا”، ختمتم به صفحة أخرى لمجلسكم النيابي مضافة للتاريخ الحافل بالفساد والتناحروخلق واقع مأزوم ، وأنا من بين الذين يكرهون اللعان الطعان وأبتعد عن الشتيمه ألا انني أسمع الشتائم والطعن ونكات ساخرة تدور بين الناس بعد أضافة الفقرة 38 سيئة الصيت ، فتحت قريحة المواطن في الشارع والمقهى ، رحم الله الشاعر الراحل أحمد فواد نجم يقول: ( صبرك عل بلاوي بزيد المساوي ، تبقه أنت المصيبه وتبقى أنت المصاب)

عبد الحسن علي الغرابي

مشاركة