توقيع خط طهران أربيل بغداد

توقيع خط طهران أربيل بغداد
فاتح عبدالسلام
الأحزاب المتناحرة في العراق يعرف بعضها بعضاً منذ سنوات وربما عقود. إنهم يعرفون نقاط الضعف والقوة التي يتبادلون المناورة فيها وحولها. ولكثرة ما أصبحت لعبهم السياسية مكشوفة راحوا يستوردون لعباً جديدة ما تلبث أن تنكشف سريعاً لتصبح قديمة ويعود الجميع إلى نقطة التساوي في المطامح والمطامع والميزات والعيوب.
لذلك تبدو الاجتماعات الثنائية او الثلاثية أو الرباعية التي تشهدها الأزمة الكبيرة التي وضعوا العراق فيها مجدداً من أعمال التكرار والدوران في الحلقة نفسها والخوض في الساقية نفسها التي تجري منذ سنوات. لكن شيئا واحداً يبدو مضافاً هو ما يستجد لدى إيران على نحو خاص وبعض الدول الإقليمية مثل تركيا من مواقف تنعكس على شروط متبادلة بين الفرقاء العراقيين وهم يسعون إلى حل مشاكلهم التي هي من صنع أيديهم أولاً ومن ثم من صنع حلفائهم وأصدقائهم.
الجميع يمرون من خلال طهران ومن ثم يعودون إلى بغداد أو أربيل وبات من الصعوبة أن يقتنع العراقيون ان السياسيين قادرون على حل مشاكلهم، التي أغلبها ذات طابع شخصي وطائفي، بأيديهم ، ومن السخرية أن ينتظروا حلولا من أولئك المتخبطين على الشاشات وفي الكواليس والدهاليز.أربيل اليوم ليس كأربيل قبل سنتين حين كانت نقطة التقاء الفائز في الانتخابات وغير الفائز لتسوية إخراج حكومة في بغداد، الجميع يعرف حالها ومصدرها في هذه اللحظة التاريخية من عمر العراق الجريح المحطم.اليوم أربيل نقطة اختلاف حيث الصراع على النفط في الظاهر وحيث الصراع على مكاسب سياسية وجهوية تتعلق بمصير البلد في نواح كثيرة.
زعيم التيار الصدري هو الجديد المحلي الوحيد في لعبة التسويات والاتفاقات التي يريدون أن يخرج العراق من خلالها من دوامة المجهول والتخلف. لكن كم يمتلك من أوراق جديدة
للتأثير في موازين الأزمة. هناك رأيان الاول يقول إن الصدر يستطيع أن ينفصل عن التحالف الشيعي وبتأييد من أطراف محددة في إيران لصنع مركز نفوذ داخل العراق يختلف عن النفوذ الذي تمثله الحكومة. أما الرأي الثاني فيقول إن تحالف البارزاني وعلاوي والصدر يشكل مركز النفوذ الجديد الذي يهدد تمادي المالكي بمواقفه، وهذا رأي ضعيف لصعوبة صنع تحالف استراتيجي بينهم الآن أو في المستقبل القريب.
غير إن لقاء المالكي مع الصدر في طهران كان حاسماً بلا شك، لذلك وصل الصدر إلى أربيل لاستجلاء آخر الهواجس قبل المضي هو أو سواه في الخطوة التالية التي تبدو مقلقة للغاية لغموضها وانفصالها عن واقع العراقيين المرير.
/4/2012 Issue 4185 – Date 28 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4185 التاريخ 28»4»2012
FASL

مشاركة