منذ قديم الأزل والمجتمعات منقسمة على نفسها انقسامات شديدة وينتشر فيها عامل رئيسي وغالب وهو عامل وقوف المجتمع ككل مع أي فكرة أو موضوع يتلون بلون الفضيلة حتى الذين يتعاملون مع الرذيلة ويكسبون منها ارباحهم و يتظاهرون ضدها ويعلنون شيء ويضمرون آخر ولكن الأمر الثابت أن كتلة الرذيلة هي كتلة ذات قوة كامنة رهيبة ومن الذاكرة التي لاتنسى من أيام الحصار الجائر أن تلك الكتلة القوية أطاحت بوزير داخلية قوي وجعلته خارج إطار السلطة وبنفس الوقت قامت مجموعة ( الكاولية ) بالاطاحة بمحافظ كان قياديا بارزا في ذلك النظام ،ومع محاولة إظهار أن الدولة تدافع عن الأخلاق والأعراف كانوا يلاحقون الشابات والشباب في الشوارع عن طريق الشرطة المحلية ويمزقون بناطيل الشباب ويصبغون ارجل البنات لانهم خالفوا الذوق العام ولأن الشباب لاحول لهم ولا قوة وقع عليهم ظلم هذا الأمر وأصبحت السراويل والقمصان الممزقة موديلا عصريا فيما بعد يرتديه غالبية المجتمع ويباع بأسعار غالية وبنفس الوقت الذي كان الشباب يهربون من أمام مفارز شرطة الفضائل كان وزير الداخلية في حينه يقبع في بيته مخذولا مذموما مدحورا بسبب مداهمة قوة بأمره لدار دعارة محمي من متنفذين كبار واليوم وبسبب انتشار البطالة والمخدرات وندرة فرص العمل ظهرت في برامج التواصل الإجتماعي نوافذ لأفراد تقدم وتروج لمواضيع قسم كبير منها تافه جدا وهنا استلت الدولة سيف الحق وهوت على رؤوسهم بسرعة وقوة هائلة في حين أن بيوت كثيرة وكثيرة جدا تمارس العهر والرذيلة والمقامرة وتضرب الحكومة عنها الصفح بل وتحميهم وبأوامر عليا وأي زائر أو متابع لتلك الأماكن سوف يلاحظ قوة وسطوة مافيات تلك الدور وسيف العدالة ينزل على رؤوس المحتوى التافه بسرعة البرق.
المجتمعات الحية هي التي تحدد مدى نشوء وانتشار التفاهة عن طريق ترك التافهين وعدم الركض ورائهم وبمجرد أن يكتب المتابعون أن هذا المحتوى غير مرغوب فيه ولعدد من المتابعين يتم حذفه أو إيقافه وتقزيمه وتركه بدون تدخل الحكومات وأنا واحد من الملايين لم أسمع ولا أعرف ولا أتابع غالبية الأسماء ألتي طرحت ونحن لانتعاطف مع أصحاب هذه المهنة ولكن كان الأجدر بمتابعة الرؤوس الكبيرة من مافيات المتاجرة بالبشر والأعضاء ودور المقامرة والمدلالات من صاحبات المواقع الهابطه ولايصح بأي حال أن يكون في المجتمع طبقة هابطة داعرة محمية وأخرى هابطة تقاتل من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لندع المجتمع الحي هو الذي يحدد التافه ويلفظه إلى سلات المهملات وبالنهاية لايصح إلا الصحيح وكلنا يعلم أن ظهور السحرة والمنجمين وابراج الحظ وألعاب الخفة ظاهرة تنشأ وتنتشر عند هبوط المجتمعات بعد الحروب الطويلة.