تنصيب تواضروس الثاني البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس في القاهرة

تنصيب تواضروس الثاني البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس في القاهرة
إسرائيل تهدد مصر بعمليات في سيناء إذا تعرضت حدودها للخطر
القاهرة ــ الزمان
كشف مصدر مصري رفيع المستوى ان اسرائيل ابلغت مصر غبر الطرق الدبلوماسية ان اسرائيل ستتعامل مباشرة مع أي تهديد لحدودها في سيناء في حالة عجز مصر مع العناصر الجهادية الا ان مصر ابلغت الجانب الاسرائيلي ان أي تهديد للحدود الاسرائيلية يجب التعامل معه من خلال التنسيق الامني بين البلدين وفور تلقي تلك التهديدات كثفت مصر اتصالاتها مع العناصر الجهادية لعدم تورطها في الاحداث التي تجري في غزة وفي السياق ذاته كشف مصدر دبلوماسي مصري ان مصر لم تطلب من السفير الاسرائيلي مغادرة القاهرة ورغم ذلك فان احجتمالات اعتبار السفير الاسرائيلي شخص غير مرغوب فيه تظل قائمة في حاله استمرار اسرائيل في عدوانها ورغم وجود هذا الاحتمال الا ان الخبراء السياسيين اختلفوا حول الأدوات المصرية للضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات على قطاع غزة، ففيما اعتبر بعضهم أن مصر لا تمتلك أي أدوات حقيقية للضغط، وأن سحب السفير جاء للتشاور وليس لقطع العلاقات، رأى آخرون أن الحكومة المصرية استخدمت جميع أدواتها دفعة واحدة، من سحب السفير، ومطالبة مجلس الأمن بالانعقاد، ودعوة الجامعة العربية لاجتماع طارئ، ولم يتبق أمامها سوى تجميد معاهدة السلام، وقطع العلاقات الدبلوماسية، محذرين من العواقب الوخيمة على مصر في تلك الحالة، خصوصاً أنها ستضع العلاقات المصرية ــ الأمريكية على أرضية مهزوزة وتهدد مساعدات واشنطن للقاهرة.
وقال الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن مصر استخدمت أدواتها في الضغط على إسرائيل دفعة واحدة، بقرارها سحب السفير المصري هناك، ودعوة مجلس الأمن والجامعة العربية للانعقاد، وكان الأفضل التدرج في استخدام تلك الأدوات.
وأضاف خطوات الضغط المصري على إسرائيل لم يبق منها سوى تجميد معاهدة السلام وقطع العلاقات الدبلوماسية ، محذراً في الوقت نفسه من استخدامها نظراً لعواقبها الوخيمة على مصر، حسب قوله؛ لأن المصالح تتعارض مع إلغاء كامب ديفيد ، فالعلاقات المصرية ــ الإسرائيلية لم يتبق منها سوى السفارات بين البلدين والاتفاقية الموقعة بينهما.
وشدد اللواء عادل سليمان، الخبير الاستراتيجي، على أن مصر لا تستطيع الضغط على إسرائيل حالياً، دون مساندة أمريكية، خصوصاً في الوقت الذى تتجه فيه نحو إصدار دستور جديد للبلاد، وتسعى للحصول على قرض صندوق النقد الدولي لحل مشاكل الاقتصاد المدمر للغاية.
وقال الخبير العسكري اللواء سامح سيف اليزل انه يعتقد ان الحسابات السياسية المصرية تضع في اعتبارها الطرف الامريكي خصوصا بعدما ظهرت الادارة الامريكية خطوات ايجابية مع الادارة الاسلامية في مصر وبالتالي فان الخطوات التصعيدية تجاه اسرائيل لن تكون على هوى امريكا متوقعا حدوث بعض العمليات الحدودية بين الجانب المصري والاسرائيلي عن طريق بعض العناصر الفلسطينية التي تعبر الانفاق لتقوم بعمليات ضد اسرائيل من الاراضي المصرية وشبه جزيرة سيناء حتى تحتدم الامور بين الطرفين المصري والاسرائيلي.
اما الخبير اللواء نبيل فؤاد فيرى ان مصر ليس لديها سوى المخرج السياسي مؤكدا ان اداء الادارة المصرية كان ممتازا في خطوة سحب السفير من اسرائيل مضيفا ان مصر لا تستطيع ان تقوم باكثر من ذلك سياسيا مشيرا الى انه لو هناك ارادة 22 دولة عربية سيكون بامكان العرب ان يفعلوا الكثير.
وتوقع الخبير العسكري ان تقوم بعض العناصر الناشطة من المقاوم الفلسطينية بعملية اطلاق صواريخ من داخل الاراضي المصرية وسيكون تاثيرها غير مباشر حيث ستبدا اسرائيل في توجيه رسالة الى مصر بضرورة ضبط الحدود مؤكدا انه ليس من مصلحة مصر او اسرائيل خرق معاهدة السلام قائلا ما باليد حيلة يا عرب.
من ناحية اخرى حذر عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين من ان تكون الحملة الاسرائيلية على قطاع غزة بداية لتنفيذ المخطط الاسرائيلي للضغط على اهالي قطاع غزة لاجبارهم على ترك غزة والفرار الى سيناء لتنفيذ مخطط الوطن البديل واتهم البعض الجماعة بعقد اتفاق سري للاخوان مع الادارة الامريكية لتنفيذ مخطط الوطن البديل في سيناء مقابل وصولهم الى السلطة وردا على تلك الانباء نفى يحيى عقيل عضو مجلس الشورى عن حزبة الحرية والعدالة هذه الانباء نفيا قاطعا واصفا تلك الانباء مسلسل رديء اطلق منذ فترة تحت مسمى اتفاقية الاستبدال بمعنى ان يحصل الفلسطينيين على جزء من اراضي سيناء مقابل مساحة تعطي لمصر في صحراء النقب.
من ناحية اخرى تسببت الغارات الاسرائيلية على غزة في نزوج اهالي منطقة رفح عن مساكنهم بسبب اصوات الانفجارات التي ادت الى تهدم عدد من مساكنهم واصابت الاطفال بالرعب.
على صعيد آخر تنطلق صباح اليوم عدد من القوى السياسية على رأسها الاخوان والتيار الشعبي الى قطاع غزة محملة مساعدات لاهالي القطاع. على صعيد اخر تم تنصيب تواضروس الثاني البابا الجديد للاقباط الارثوذكس في مصر، اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط، امس في مقر الكاتدرائية المرقصية في حي العباسية في وسط القاهرة.
وجرت مراسم تجليس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية للاقباط الارثوذكس اثناء حفل ديني في حضور رئيس الوزراء المصري هشام قنديل.
وكان الرئيس المصري محمد مرسي الذي دعي الى الحفل ابلغ انه لن يحضر حفل تجليس البابا الجديد تواضروس الثاني وسيرسل ممثلا له للمشاركة في الحفل.
واختير الانبا تواضروس 60 عاما في 4 تشرين الثاني الجاري ليصبح البابا الـ 118 خلفا للبابا شنودة الثالث الذي رحل في اذار الماضي بعد ان قضى اربعين عاما على راس الكنيسة القبطية في مصر، علما بان الاقباط يمثلون ما بين 6 الى 10 بالمائة من التعداد السكاني المقدر بـ 83 مليون نسمة.
ونصب الانبا تواضروس بحضور عشرات من رجال الكنيسة القبطية الذين ارتدوا ملابس مطرزة. وقد سلم الرموز الكنسية المخصصة له من تاج وصليب وسط تصفيق حار من الشخصيات الحاضرة والمؤمنين الذين اكتظت بهم الكاتدرائية.
ونقل المهام اليه الانبا باخوميوس الذي كان قائما لمقام البابا منذ وفاة شنودة الثالث.
وبعد ذلك جلس على كرسي القديس مرقص المزين باسدين من الخشب ليتلقى التهاني من عدد كبير من الشخصيات الدينية والمدنية وخصوصا رئيس الحكومة هشام قنديل.
وقد اختير الانبا تواضروس في الرابع من تشرين الثاني من بين ثلاثة مرشحين اثناء سحب بالقرعة تولاه طفل تم اختياره خصيصا لذلك اثناء حفل ديني.
وصرح عند اختياره ان البابا انسان خادم في المجتمع المصري يحمل مسؤولية الحب والسلام لكل فرد على ارض مصر ، مؤكدا ان مصر وارضها ارض مقدسة وزيارة العائلة المقدسة باركت ارض مصر .
وياتي تنصيب البابا الجديد في اجواء من القلق بالنسبة لمسيحيي مصر مع تنامي التيار الاسلامي الذي ترجم بانتخاب رئيس من الاخوان المسلمين في حزيران الماضي.
والانبا تواضروس كان اسقف محافظة الحيرة شمال . وصيدلي في الستين من عمره تدرج تدريجا في السلك الكنسي.
ولد الأنبا تواضروس في الرابع من تشرين الثاني 1952 باسم وجيه صبحي باقي سليمان، وحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975.
وقد حصل على بكالوريوس الكلية الاكليريكية وزمالة الصحة العالمية في انكلترا عام 1985، وظل يعمل مديرا لمصنع ادوية تابع لوزارة الصحة بدمنهور، حتى ذهب في 20 اب 1986 الى دير الانبا بيشوي بوادي النطرون وظل طالب رهبنة حتى ترهبن في 31 تموز عام 1988.
ورسم قسا في 23 كانون الاول 1989، ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 15 شباط 1990، ثم نال درجة الأسقف في 15 حزيران 1997.
ويشكو الاقباط منذ زمن طويل مما يعتبرونه تمييزا ضدهم وضعفا في تمثيلهم داخل الحكومة وفي ادارات الدولة.
ويمثل الاقباط ما يراوح بين ستة وعشرة بالمائة من عدد سكان مصر البالغ 83 مليونا ويشكلون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط.
ومن المقرر ان تصوت اللجنة التأسيسية للدستور، المنوط بها صياغة الدستور الجديد والمكونة من 100 عضو ينتمي معظمهم الى التيار الاسلامي، على مسودة الدستور الاحد المقبل.
وسيحل الدستور الجديد محل دستور 1971 الذي تم تعليق العمل به من قبل المجلس العسكري الذي تولي قيادة البلاد بعد رحيل الرئيس السابق حسني مبارك في شباط 2011.
وينص دستور 1971 ومسودة الدستور الجديد على ان مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
ويعترض السلفيون على كلمة مبادىء ويريدون ابدالها بكلمة احكام الشريعة او فقط الشريعة الاسلامية بدون تحديد.
ويحق للمسيحيين واليهود الاحتكام لشرائعهم الخاصة في ما يتعلق باحوالهم الشخصية، وفقا لمسودة مبدئية للدستور نشرتها وكالة الانباء الرسمية.
AZP02