تمضون ونبقى
بتلك الكلمات الراسخة اخاطب كل من لديه عقل ناضج ويرى الى ما هو ابعد من قدميه ، واقول .. الا تخشى من المستقبل وغضب الشعب وما تخبئه الايام ، فاذا دامت لغيرك ما وصلت اليك. لا اعرف ماذا ينتظر سياسيونا ليعيدوا حساباتهم ويغلبوا مصلحة المواطن على مصالحهم الانوية الفئوية الضيقة التي تكاد ان توصلهم الى مزبلة التاريخ الذي لا يرحم كل من سرق خيرات شعبه واستساغ الاساءة الى ابناء جلدته . لا ابتغي من كلماتي هذه سوى العبرة ، فهل من معتبر ليدرك ان الايام تمر كالبرق وان الوقت سيدركه لا محال ولن يبقى امامه الا القليل القليل ليصحح مساره ويعيد حساباته الخاطئة ويدرك انه اخطأ بحق هذا الشعب الجريح ، وقد آن الاوان ان يبذل قصارى جهده ليمنحه بعض حقوقه التي سلبت منه على مدى سنين طوال. انتم ايها السياسيون ماضون والشعب باق لا محال ، وهو مصدر جميع السلطات وانطلاقا من قول الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي (اذا الشعب يوما اراد الحياة .. فلا بد ان يستجيب القدر) احذركم من غضب الشعب وهيهات هيهات من تجاهل رغباته ان كنتم تريدون الاحتفاظ بمناصبكم التي منحها اياكم .
اما انتم ايها الفاسدون المفسدون ممن وهبتكم الحياة فرصة لتكونوا بشرا ، لكن دون جدوى بل على العكس من ذلك فانكم لم تنفكوا تتمادون في غيكم وضلالكم المعهود حتى اوصلتم البلد بشعبه الى الهاوية وعدتم به الى القرون السحيقة ، ودمرتم العراق بلد الخير والعلم والثقافة والعمران ، فخسئتم وخسىء كل من سار على نهجكم وزين لكم طريق الظلم والطغيان.
اليوم نناشد الاخيار من سياسيينا الشرفاء ممن مايزال متمسكا بالاخلاق والقيم الانسانية النبيلة ، الوقوف سدا منيعا امام سراق المال العام والمعتاشين على خلق الازمات في البلد لغرض العودة به قرونا الى الوراء ، ان يأخذوا به الى بر الامان بعدما انهكه الجهل والجهلاء والفساد.
لمياء العامري