شخص واحد من بين 13 يعاني ويلات الهجرة والدقيقة تشهد لجوء 24 مواطناً
تقرير دولي: العراق ثالث عالمياً بعدد النازحين داخلياً وسوريا ثانياً
بغداد – عبد اللطيف الموسوي
دمشق – أ ف ب
احتل العراق المرتبة الثالثة عالمياً في عدد من النازحين داخلياً بـ 4.4 ملايين، وفق أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي اشارت الى احتلال سوريا المركز الاول في الهجرة الخارجية والثاني في النزوح الداخلي ، فيما بلغ النزوح القسري في العالم أرقاماً غير مسبوقة حيث بلغ عدد النازحين والمهاجرين 65 مليوناً و300 الف نصفهم من الاطفال وغالبيتهم من الشرق الاوسط . ويأتي الكشف عن هذه الارقام المثيرة للقلق، فيما احيا العالم امس اليوم العالمي للاجئين وسط تزايد اعداد اللاجئين في العديد من دول العالم وسوء اوضاعهم في مخيمات اللجوء والايواء في الداخل والخارج. واليوم العالمي للاجئين الذي يحتفل به في 20 حزيران من كل عام، يخصص لعرض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين ومن تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء على معاناتهم وبحث سبل تقديم المساعدة لهم برعاية من مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم في العام 2000 إثر قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من كانون الاول من السنة المذكورة، نوه في حينه الى أن عام 2001 كان سيوافق الذكرى الخمسين لاعلان اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، واحتفل به للمرة الأولى في العام 2000 . وجرى اختيار يوم 20 حزيران لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئين الأفريقي الذي تحتفل به بلدان أفريقية عدة. وعزت المفوضية في تقرير (الاتجاهات العالمية) الذي اصدرته أمس بالمناسبة تصاعد الهجرة القسرية العالمية بشكل حاد في عام 2015 لتصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق الى(الصراع والاضطهاد) ، وقالت ان هذا الأمر يمثل ( معاناة إنسانية هائلة). وأشار التقرير الذي يصدر عن المفوضية سنوياً ويقيس الهجرة القسرية في جميع أنحاء العالم استناداً إلى بيانات من الحكومات والوكالات الشريكة، بما في ذلك مركز رصد النزوح الداخلي والتقارير الصادرة عن المفوضية، إلى أن ( 65.3 ملايين شخص نزحوا حتى نهاية عام 2015 مقارنةً بـ 59.5 ملايين قبل 12 شهراً، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجاوز عتبة الستين مليوناً)، موضحاً ان النازحين توزعوا بواقع 3.2 مليون في الدول الصناعية كانوا حتى نهاية عام 2015 ينتظرون قراراً بشأن اللجوء ، وهو أكبر مجموع سجلته المفوضية، و 21.3 ملايين لاجئ في جميع أنحاء العالم وهو أكثر بـ1.8 ملايين مقارنةً بعام 2014 وأعلى عدد للاجئين منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، و40.8 ملايين أجبروا على الفرار من منازلهم لكنهم بقوا ضمن حدود بلدانهم ،بارتفاع قدره 2.6 مليون مقارنةً بعام 2014 وهو الأعلى على الإطلاق). ويمضي التقرير قائلاً انه (قياساً إلى عدد سكان الأرض البالغ 7.349 ملياراً، فإن هذه الأرقام تعني أن شخصاً واحداً من أصل 113 على المستوى العالمي هو الآن إما طالب لجوء، وإما نازح داخلي وإما لاجئ. مايمثل مستوى من الخطر لم تعرفه المفوضية سابقاً)، لافتاً الى ان(عدد النازحين قسراً يبلغ اليوم أكثر من عدد سكان المملكة المتحدة أو فرنسا أو إيطاليا). ومن بين الدول التي شملها التقرير تبرز سوريا التي أفرزت 4.9 ملايين لاجىء الى الخارج بحلول نهاية العام 2015 وأفغانستان 2.7 مليون والصومال 1.1 مليون شخص، وهي تستأثر مجتمعة بأكثر من نصف اللاجئين تحت ولاية المفوضية في العالم فيما سجل العراق نحو ربع مليون لاجىء الى الخارج. و سجلت كل من كولومبيا 6.9 ملايين نازح داخلياً، وسوريا 6.6 ملايين، والعراق 4.4 ملايين، وهي الدول التي تضم أكبر عدد من النازحين داخلياً. اما اليمن فكانت أكبر منتج للنازحين داخلياً في عام 2015 بـ2.5 ملايين شخص بنسبة 9 بالمئة من سكانها. وافاد التقرير بتصاعد النزوح القسري منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين في معظم المناطق ، عازياً ارتفاع معدلاته طوال الأعوام الخمسة الماضية لثلاثة أسباب؛ الأول هو أن الحالات التي تسبب تدفقات كبيرة للاجئين تدوم لمدة أطول ،في سبيل المثال، النزاعات في الصومال وأفغانستان وهما الآن في العقدين الثالث والرابع على التوالي، والسبب الثاني هو وقوع أحداث جديدة أو تجددها في كثير من الأحيان وأكبرها اليوم في سوريا، وكذلك ايضاً في جنوب السودان واليمن وبوروندي وأوكرانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وغيرها)، والثالث هو أن المعدل الذي يتم فيه إيجاد حلول للاجئين والنازحين داخلياً في اتجاه تنازلي منذ نهاية الحرب الباردة. ومنذ 10 أعوام، أي منذ نهاية عام 2005 سجلت المفوضية نزوح 6 أشخاص كل دقيقة في المتوسط. لكن هذا المعدل اصبح اليوم 24 شخصاً في الدقيقة. واحيت الامم المتحدة اليوم العالمي للاجئين في سوريا التي برغم نزوح ملايين من سكانها ، لكنها لا تزال تضّيف الاف اللاجئين العرب الذين اختاروا البقاء فيها رغم ظروف الحرب.وقال ممثل المفوضية في سوريا سجاد مالك ان (سوريا كانت عبر التاريخ تضيف اللاجئين ولا تزال مستمرة في سياسة الحدود المفتوحة حيث استقبلت في الحسكة مؤخرا اربعة الاف و200 لاجئ من نينوى)، مستدركً(لكن في الشق الثاني هناك سوريون يتركون منازلهم بسبب النزاع، وهذا هو الوضع الذي نواجهه الآن).
وبهذه المناسبة، نظمت المفوضية فعاليات شارك فيها اللاجئون بهدف (زيادة الوعي)، بحسب مالك الذي اوضح ان (غاية الحملة اطلاق رسالة مفادها أن اللاجئين هم أشخاص مثلي ومثلك، أجبروا على الفرار .(ومن هذه الفعاليات اقيمت مبارة كرة قدم ودية بين فريق مثَل اللاجئين العرب المقيمين في سوريا وفريق من موظفي وكالات الامم المتحدة العاملة في البلاد اغلبهم من مفوضية شؤون اللاجئين. ورغم ان المبارة انتهت بالتعادل بخمسة اهداف لكل فريق الا ان المفوضية عدّت فريق اللاجئين فائزاً .وعلق مالك (ليس مهما من يفوز بالمباراة ،لأن النصر سيكون حليف اللاجئين فالمباراة استقطبت اهتمام الناس بقضيتهم) .على صعيد متصل، نجحت القوات الامنية المشتركة والحشد الشعبي في اجلاء اكثر من 300 اسرة نازحة من قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين الى مناطق آمنة. وقال القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري في تصريح أمس إن (اكثر من 300 اسرة نزحت من الشرقاط عبر ممرات آمنة وضعتها القوات المشتركة والحشد الشعبي، وقد جرى اجلاؤها خلال اليومين الماضيين الى مناطق آمنة)، موضحاً ان (الاسر النازحة واغلب افرادها من الاطفال والنساء في حالة مأساوية ووضع انساني صعب للغاية). وبحسب المعموري، فقد (تحدثت الاسر المذكورة عن مآسٍ تعرضت لها على يد تنظيم داعش تمثلت بأبشع الجرائم من قتل وخطف وانتهاكات)، موضحاً ان (داعش حاول منع المدنيين من مغادرة الشرقاط بأساليب متعددة منها تفخيخ الطرق ونصب الكمائن ونشر القناصة، ما ادى الى سقوط ضحايا بين الاطفال والنساء ، بعد ان كان يسعى لتحويلهم الى دروع بشرية امام تقدم القوات الامنية والحشد الشعبي).