تقاليد بغدادية
أثار انتباهي صورة لأناس تنام على سطح المنازل في بغداد في السبعينات
وهنا رجع خيالي للوراء كثيراً
ألى بيت جدي واهلي في الكرخ في محلة الشيخ علي والرحمانية وسوق حمادة
حيث المنازل متاخمة لبعضها بعضا والسطوح متلاصقة في بينها
ولا يعزل منزل عن منزل سوى حائط بسيط او ستار قماش بعض الاحيان
وتجد العوائل طوال الصيف تفترش السطوح فلا يجرؤ احد كبير او صغير أن يسرق نظرة او لمحة من نوم جاره
عندما كان الكل اهل واخوة
وشرف واحد
وعرض واحد
واغلبها تأكل بقدر واحد
وماعون واحد
ومن يجد بابه مغلقاً يمر من باب جاره ليصل لبيته
ولم تكن العوائل تعرف مذهب هذا ولادين هذا ولاعشيرة هذا
وتمدد السكان في بغداد
وتحولنا الى حي الشرطة ونفق الشرطة واستمر النوم على السطح
وكان في كل سطح من سطوح المنازل البغدادية أسرة خاصة للصيف وللسطح ونضد فرش خاص
يكون دائما قريباً من باب السطح
واغلب العوائل تعمد في الصيف لرش السطوح بالماء وخاصة وعاء الفخار ( التنكة ) واخذ الفواكه والكرزات للسطح وتتم السهرة فوق سطح المنزل تحت النجوم وفي سماء صافية حيث لاجدران ولامكيفات ولا تلفونات ولاانترنت ولاغرف مغلقة
والكل يصحو الصبح مجبرا وهربا من اشعة الشمس التي تضرب العيون
حيث الامن والامان ولاتخاف من رصاصة طائشة يطلقها فرحان او سكران
حتى الاصوات كانت خافتة وهادئة لان الكل على السطح وعيب يطلع صوتك
عادات تلاشت وغادرها الزمن للابد مع انها كانت الاجمل والانقى
يزي قهر
احمد ثامر الجبوري- بغداد
