تغريدات عبد الخالق عبد الله عن اليمننة – لطفي نعمان
يثير أستاذ العلوم السياسية د. عبدالخالق عبدالله جدلًا كبيرًا بتغريداته حول الأوضاع في الجمهورية اليمنية. يربطه كثير من المتابعين بموقف دولة الإمارات العربية المتحدة. ويمنحونه شرفًا لا يدعيه كما يقول، أي وظيفة “مستشار الشيخ محمد بن زايد”، وكم أعلن نفيه ذلك مرارًا وتكرارًا.. منها لموقع جريدة إيلاف الالكترونية سبتمبر 2018م.. مؤكدًا أنه حاليًا أكاديمي متقاعد يطرح آراءه باستقلالية، يعبر في قضايا محددة عن وجهة نظر مختلفة مراعيًا قرارات قيادة بلاده دون أن يتجاوز خياراتها.
هذا الأكاديمي الإماراتي المتقاعد مغرد متفرد بدفاعه عن بلده الذي يعتز به ولا يملك أي عربي وخليجي إلا أن يعتز بتميز هذا البلد العربي وكل بلد عربي يتطور للأفضل من اعتزازنا ببلداننا وتاريخنا متطلعين وساعين إلى الخروج من حاضر المأزق الراهن إلى رحاب المستقبل الواعد.
للدكتور عبدالخالق عبدالله قراءة خلاقة عن “لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر”، تستبشر بثنائية المحمدين، قاصدًا رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد وولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان. وإذ ينوه بمزايا اللحظة الخليجية فهو يقر بحتمية تناوب لحظات أخرى تكمل لحظة الخليج هذه التي جاءت مكملةً لحظات سابقيها من المحيط حتى الخليج. كلٌ بما أوتي من إمكانيات نهوض وحضور وقوة وتأثير يرجى أن يمتد إلى خارج النطاق المحدود ليعتد به منتجًا لا مستهلكًا فقط. مزودًا للعالم بتجاربه لا مجرد متزود من تجارب العالم.
أما عن لحظة “اليمننة” فيُختلف مع الرجل أكثر مما يُتفق معه، يغرد الرجل ويحلق في الأجواء اليمنية حتى وصل سقطرى غير مبالٍ بمنتقديه والمختلفين معه. ليت الاختلاف دون إسفاف. إن القضية العادلة لا يخدمها إسراف الهجوم والدفاع العشوائي. للإنصاف تفضل يومًا باعتذار عن تعليق ما عندما صُحِحَ له ما التبس عليه.
انفصال الجنوب
الآراء الخاصة بأحكام قطعية للدكتور عبدالخالق، مأخوذة بتفاعلات اللحظة اليمنية جنوبًا وشمالًا لا تلزم حكومته بموقف مغاير لموقفها المحدد بعلاقتها مع اليمن الواحد وقد أوضح هو نفسه ذلك في حديث لقناة بي بي سي، ايار 2017: “إن دولة الإمارات لا تؤيد أي توجه انفصالي لجنوب اليمن”. مهما أعجب رأيه من “يسكرون بزبيبة” كما يقال. وأي تغريدة لا تغير في الواقع شيئًا، ولا تنفي وتلغي وجود واسم وحضور وحدود “الجمهورية اليمنية” من المهرة إلى صعدة.
إن استمرار الدندنة وتكرار العزف على وتر أي قضية يلقى آذانًا سامعة دون استجابة وبغير تجاوب تام كون بعض عازفي النشاز الصغار ضمن أوركسترا اليمننة المعقدة وبوضعية محددة يهم اللاعبين الكبار معالجتها، والعلاج يفرض التعاطي مع أدق التفاصيل لا التغاضي عنها.
نتفهم هذه الحالة وما تثير من جدل محموم ومحمود لعله يشيع قاعدة “جادلهم بالتي هي أحسن” بالحوار وتبادل الرأي، وليس “المجادلة” أي الرمي بالحجارة والقذف بالشتائم (انظر المعجم اليمني، مطهر علي الإرياني).
وندعوكم إلى إدراك أن رجلاً يحكي عن السياسة، ويكتب “حكاية السياسة” يتابع كل الأخبار والتفصيلات الجارية في بعض الشؤون فيتفاعل معها ويغرد عنها، ليس للتسلية بل ليستكشف جديد الحكاية، وما يمكن أن يخلص إليه من نتائج كأستاذ علوم سياسية يأخذ بظواهر الأشياء أما خفاياها العظمى فلا يدركها جيدًا حتى من يغوصون فيها أو من أوتي خيرًا كثيرًا.
وقف الحرب
وتعالوا لمراجعة تغريداته التي تواتس بها وفسبك وغرد وهلل أهل بيت التواصل الاجتماعي. سنرى كم تغريدة له من عام 2016م ومن قبل توقعت أو حملت بشارة وقف حربٍ لم تقف نهائيًا حتى الآن 2023م. وكم مرة قال “إن الحرب انتهت فعليًا” منذ أعرب عن اعتقاده بتمديد مشاورات الكويت لشهر آخر قبل آخر أسبوع للمشاورات هناك.
يخيب توقع الأكاديمي المتقاعد أكثر مما يصيب، وهذا نقص اعتيادي يستولي على جملة البشر، فمن أوتي مَلكةً غابت عنه أخرى. ومن عرف شيئاً غابت عنه أشياء. فخذوا ما يفيد ودعوا ما لا يفيد.
كم يُغرق البلاد والعباد الجهل وتوهم المعرفة وافتعال خصام يفوت فرص التفهم الواعي والتآخي والتعايش مع الأشقاء والأصدقاء. ليكن منا جميعًا ما يليق بأولي الحضارة والتاريخ وكل المتطلعين للمستقبل وتحقيق #السلام_لليمن.