تعلم العيش معاً (2)
ان الملف الاخر والمهم الذي يجب ان يعالج بوضوح وجراءة هو الملف القومي ولاسيما العلاقة مع الاخوة الاكراد، ان بقاء العلاقات حسب المزاج وبوس اللحي! ما هو الا دعما لحالة اللاسلم الاجتماعي اضافة الى انها حالة قلق للمواطن والوطن ايضا، لهذا ليس من المعقول، ان تتصاعد التصريحات ذات الطابع الشوفيني من بعض احزاب الحكومة واعضاء البرلمان والتي تنادي بعدم دستورية مشاركة ممثلي الاقليم في الحكومة الاتحادية او المماطلات حول الميزانية او لغة التهديدات بكل الوانها والتي انبرى لها الكثير من اعضاء البرلمان ، حتى اصبح البرلمان مركز اعلامي اكثر مما هو سلطة تشريعية، عليها ان توقف هذا الاحتقان وهذا التسابق نحو سفك الدماء!! كما انه ليس من المعقول ان يوضع فيتو على دخول الجيش العراقي للاقليم او المناطق الاخرى، ان كان لهذا العمل ما يستدعية من الضرورات الامنية والذي يجب ان يكون ضمن التنسيق المرن والهاديء وليس الزعيق والتطبيل للحرب!! هناك الكثير من القضايا التي يجب التعامل معها من جميع الاطراف بروح تحترم الوطن الواحد المشترك، وباخلاق تعكس احترامنا للانسان ايا كان جذره ، البلد ليس شركة استثمار لها فروع دولية!! هذا وطن وهناك شعب يجب ان تحترم حقوقه ومستقبلة في حياة امنة وسلمية دون اي عودة لصراعات الماضي ّ او اعلاء الرغبات والمصالح الشخصية فوق مصالح البشر ، ناهيك عن ان للدولة شخصيتها المعنوية التي يجب ان تتمثل بوحدة اراضيها وامنها واستقلالها، ودون ذلك يكون الحديث عن الدولة والشراكة شيء من الهرطقة والجنون ، ومشروع لاعداد الضحايا الجدد من قبل المهيمنيين على القرار السياسي ايا كان انتمائهم! وعليه على الجميع حسم خياراتهم دون اي استهتار بمصلحة الوطن العليا اولا والحياة الامنة وتجنيب البشر اي نزاعات وماسي جديده يدفع ثمنها الفلاح والمواطن البسيط ويتمتع بها القادة بجوازات دبلوماسية ورعاية دول اخرى كملوك مخلوعين!!. ان لغة الحرب ومن يقف خلفها ويتغنى بها، يعد جريمة حرب بحق امن وسلم، المجتمع العراقي، الذي يحتاج لجهود كبيرة من اجل استقرارة اصلا.
ان ابقاء المواطن تحت رحمة التفجيرات اليومية والبطالة وانعدام الخدمات وتزايد ظاهرة الفساد وثلم اسس الدولة، في بلد يعد من البلدان التي تمتلك ثروات هائلة، ماهو الا دليل على سوء واستهتار وجهل من يديرون تلك الثروة والقرار اليومي واستخفافهم بمصلحة الشعب .
ويبقى الخيار امام جميع النشطاء من اجل حياة كريمة لابناء العراق على اساس صيانة واحترام الحقوق وروح المواطنة دون اي تمييز، العمل بجدية من اجل فضح السياسيات الطائفية والشوفينية المتعصبة لانها ستكون الارضية والحاضنة للانتهاكات لحق الانسان في حياة امنة كريمة وايضا الارضية لتبديد الثروات الوطنية التي هي ملكنا وملك الاجيال المقبلة ايضا.
ان العمل على فتح تلك الملفات، وتوعية الناس لمخاطر ما يفرزه سرطان الطائفية والقومية وشوفينيها، ما هو الا عمل سيحاصر تلك الامراض ويضعف مخاطرها على حياة المواطن والوطن، وهذا سيكون حقا انتصار لارادة العمل المدني السلمي ولمستقبل الاجيال، ان كان الهدف الذي نصبوا اليه هو شراكتنا في هذا الوطن واحترامنا للحق المتكافيء للجميع في التطور والعيش الكريم.
ان هزيمتنا ستكون بصمتنا وخوفنا من مواجهة تلك الملفات والمتسترين بها باستخدامهم عباءة الماضي، والذين علقوا ولا زالوا ما اصابنا من كوراث على شماعة التمييز الطائفي والقومي، وهذا الحكم ماهو الا وضع العراقي باسفل السلم ،على اساس اننا مجتمع لم يرتق بعد للعلاقات السياسية وانما مازلنا في الحضيض وبهذا استهانة حقيقة بعقول ابناء العراق ، وعليه فان استمرار هذه الثقافة هو نجاح خيار خيمة العشيرة وشيخها وعلمه وليس الوطن الذي يبنى على اساس حق المواطنة . ان دحض هذه الثقافة يجب ان يترافق بعمل دؤوب ايضا يلازمه احداث تعديلات دستورية تضمن تجاوز العديد من الثغرات والمواد الفضفاضة في دستور 2005 .
نعم نقولها كفى والف كفى لكل من يريد ان يحقق رغباته ويزيد من حساباته على حساب ابناء الشعب حيث لازالت اثار المجازر بحقنا قائمة على ارض العراق من زاخو وحتى التنومة.
نعم ليعتلي صوت الحق والعدل والحكمة ونصرخ جميعا عاليا لا لطبول الحرب ، لا لاحقاد الماضي ، لا لمجازر جديدة لا لمقابر جماعية جديد .
*مارتن لوثر كنج قس وناشط سياسي أفروأمريكي
كريم الربيعي – بغداد
AZPPPL