تظاهرات بدرعا واللاذقية وبانياس في جمعة روسيا تقتل أطفالنا

تظاهرات بدرعا واللاذقية وبانياس في جمعة روسيا تقتل أطفالنا
الدبابات تقصف بابا عمرو وتقتحم حي الإنشاءات في حمص ومقتل 28 بتفجيرين في حلب

عمان ــ «رويترز» — باريس ــ «يو بي اي» — بيروت ــ «ا ف ب»: احتشدت الدبابات السورية خارج أحياء المعارضة في مدينة حمص امس بعد أن قصفت القوات السورية لليوم الخامس وقال سكان انهم يتوقعون هجوما كبيرا لإخضاع مركز الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد. فيما حمل نشطاء النظام السوري مسؤولية التفجيرين ,حمل الجيش السوري الحر النظام السوري المسؤولية عن الانفجارين اللذين وقعا امس في مدينة حلب. واسفر عن مقتل 28 وقال المتحدث باسم الجيش الحر الرائد ماهر النعيمي في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية ان “النظام القاتل يقتل اطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الانظار عما يرتكبه”. وتعد حلب، المدينة الصناعية والتجارية الأولي في سوريا، ولم تشهد احتجاجات رغم دخول الاضطرابات في سوريا شهرها الحادي عشر. من جانبها اقتحمت القوات السورية بالدبابات حي الانشاءات في مدينة حمص «وسط» ليل الخميس الجمعة بعد تعرض احياء عدة من المدينة للقصف العنيف لايام ما اوقع مئات القتلي، بحسب ما ذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس. فيما خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية امس في ما اطلق عليه ناشطون سوريون اسم جمعة “روسيا تقتل اطفالنا”، ترافقت مع انتشار كثيف لقوات الامن، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان ان تظاهرات خرجت في حي الوعر في حمص بعد صلاة الجمعة واجهتها قوات الامن باطلاق الرصاص. وفي محافظة درعا «جنوب»، اقتحمت دبابات مدينة داعل وعملت ناقلات الجند المدرعة علي ملاحقة المتظاهرين في شوارع المدينة. وفي اللاذقية الساحلية سجل “اطلاق رصاص كثيف من قوات الامن علي المتظاهرين في حي السنكتوري، وانتشرت قوات الامن في محيط المساجد في معظم احياء المدينة لمنع خروج تظاهرات”، بحسب المرصد. وفي بانياس، سجل انتشار امني كثيف في محيط المساجد في الاحياء الجنوبية للمدينة، واشار المرصد الي ان “عدد قوات الامن يفوق عدد المصلين في بعض المساجد”. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ من لندن مقرا في اتصال هاتفي مع الوكالة ان “العملية العسكرية مستمرة والدبابات دخلت الحي وتقوم بالتنكيل بالاهالي”. وذكرت صفحة “تنسيقية الثورة السورية في حمص” علي موقع فيسبوك الالكتروني ان هناك “حملة مداهمات وتفتيش شرسة يشهدها الحي للمرة الثالثة” منذ بدء الحملة علي حمص السبت الماضي. كما تحدثت عن “انتشار مكثف للدبابات والمصفحات وسط اطلاق نار كثيف وعشوائي وسماع دوي انفجارات من جانبها اعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 25 شخصا واصابة 175 آخرين بجروح في الانفجارين اللذين وقعا صباح الجمعة في مدينة حلب «شمال»، بحسب ما نقل عنها التلفزيون السوري. وقال التلفزيون في شريط اخباري عاجل نقلا عن وزارة الصحة ان “عدد الشهداء الذين وصلوا الي المشافي الوطنية في حلب حتي الان بلغ 25 شهيدا و175 جريحا نتيجة التفجيرين الارهابيين”.
بينما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان الذي ينتمي للمعارضة عن سكان قولهم ان ثلاثة انفجارات وقعت في المدينة من بينها انفجار قرب مبني تابع لقوات الامن. كما تحدث السكان عن سماع اطلاق نيران. وقال أحد السكان اتصلت به رويترز ان المنطقة المحيطة بمجمع للمخابرات الحربية في حلب الجديدة اغلقت عقب الانفجارات. وتجاهل الأسد المدعوم من روسيا نداءات زعماء العالم لوقف المذبحة. وصرح مسؤول كبير في جامعة الدول العربية بأن وزراء خارجية دول الجامعة التي علقت الشهر الماضي بعثة مراقبة كانت قد أرسلت إلي سوريا بسبب تصاعد العنف سيناقشون اقتراحا بإرسال بعثة مشتركة من الامم المتحدة والجامعة عندما يجتمعون في القاهرة يوم الأحد. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون “الوحشية المروعة” للحملة التي تستهدف القضاء علي الانتفاضة المناهضة للأسد وحذر سفير تركيا لدي الاتحاد الاوروبي من انزلاق سوريا الي حرب أهلية قد تشعل المنطقة. وأدان دبلوماسيون من دول غربية وعربية -يعقدون اجتماعات ربما تخرج ببعض القرارات قريبا الأسد بلهجة قوية. لكن مع استبعاد التدخل العسكري فانهم يجاهدون لايجاد سبيل لاقناعه بالتنحي. وقالت روسيا الحليف القوي لسوريا انه يجب ألا يتدخل أحد في شؤون دمشق. وقال نشطاء في حمص ان تعزيزات الدبابات التي أرسلت في اليومين الماضيين تثير احتمال وقوع هجوم كبير لاقتحام المناطق السكنية الكبيرة للسنة التي يعيش فيها مئات الآلاف.
ويستعد المنشقون الأقل تجهيزا وعتادا الذين ينضوون تحت لواء الجيش السوري الحر لصد الهجوم.
وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر انه من الصعب التنبؤ متي سيقع هجوم كبير لكنه زعم أن الأسد ليس لديه قوات موالية كافية للسيطرة علي المدينة. وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا “قوات الأسد تعتمد علي القصف لأنه ليس لديهم الأعداد الكافية. نحن نتحدث عن مناطق سكنية كبيرة فيها أعداد كبيرة من السكان”. وقال النعيمي ان الجيش السوري الحر سيدافع عن المدينة “حتي آخر قطرة من دمه”. ورفض ان يذكر تفاصيل عن ميزان القوة العسكرية لكنه قال ان القوة المقاتلة الأساسية للأسد تشكل نسبة صغيرة من قواته في حمص. واضاف النعيمي قوله “الانشقاقات في الجيش كان لها أثر واضح. ولهذا نري أعدادا كبيرة من الشبيحة وقوات الأمن بين قواته في حمص”. وفي حمص قال النشط محمد حسن ان فترة هدوء قصيرة في القصف مكنته من مغادرة الطابق الأرضي لمنزله وتفقد مدي الأضرار التي وقعت. وقال حسن عبر هاتف يعمل من خلال الاقمار الصناعية “ليس هناك شارع واحد ليس فيه مبنيان أو أكثر تعرضت لأضرار شديدة من جراء القصف”. واضاف قوله “نسمع من الثوار ان هجوما كبيرا قد يحدث قريبا ربما يوم السبت”. وقال ان هجمات المدفعية كانت موجهة الي احياء بابا عمرو والانشاءات والخالدية ومناطق أخري من المدينة يتحصن فيها المنشقون ويشنون منها هجمات كر وفر علي مؤخرة قوات الأسد. وقال حسن “اربع دبابات أو مركبات مدرعة دمرت امس علي اطراف بابا عمرو وبعض الخبز والمؤن الطبية تم تسليمها هناك للمرة الأولي منذ ايام علي ايدي نشطاء جاءوا من شارع البرازيل”. وقال وليد عبدالله وهو نشط آخر في المدينة ان المليشيات العلوية تلعب دورا داعما حيويا للقوات المهاجمة. واضاف قوله “حمص اصبحت عاصمة الانتفاضة. واخشي ان يستمر النظام في قصفها حتي تتحول إلي حماة أخري”. وكان يشير بذلك الي الالاف الذين قتلوا في قصف مدينة حماة واجتياحها في عام 1982 في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وقال عبدالله “الجيش السوري الحر يستعد لصد هجوم بالشراك المفخخة … وقد امتد مستوي عال من التكافل الاجتماعي ايضا خلال الانتفاضة في احياء مثل بابا عمرو والخالدية وما وراءها وتعهد الناس بمقاومة ما يرون أنه هجوم طائفي”. وقال شهود عيان في مدينة حمص ان المستشفيات الميدانية في مناطق المعارضة المحاصرة تغص بالقتلي والجرحي بعد نحو أسبوع من قصف القوات الحكومية والقناصة للمدينة. وقاربت الامدادات الطبية والغذائية علي النفاد في حين ينزف بعض المصابين في الشوارع حتي الموت في ظل خطورة عملية إنقاذهم ونقلهم لأماكن آمنة. وقدرت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة معارضة في حمص اجمالي عدد قتلي يوم الخميس فقط بما يصل الي 110 اشخاص بحلول المساء. لكن من المستحيل التحقق من مثل هذه الأرقام. وفي تصوير فيديو بث علي الانترنت ناشد طبيب سوري يكافح من أجل علاج المصابين في مستشفي ميداني بمسجد العالم وقف القتل وارسال مساعدات. وقال الرجل واسمه محمد وهو يقف الي جانب جثة ملطخة بالدماء علي طاولة وينظر الي الكاميرا “نناشد المجتمع الدولي مساعدتنا في نقل الجرحي. ننتظر هنا موتهم في المساجد. أناشد الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية وقف قصفنا بالصواريخ”. وتنامي القلق بسبب محنة المدنيين. وقالت الولايات المتحدة إنها تفكر في طرق لنقل الغذاء والدواء إليهم في خطوة ستعمق دور العالم الخارجي في صراع سبب انقساما بين القوي العالمية.

/2/2012 Issue 4119 – Date 11- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4119 – التاريخ 11/2/2012

AZP02