تظاهرات التأييد

تظاهرات التأييد
سعد عباس
بعد سقوط صدام حسين في العراق وحسني مبارك في مصر، لم تسقط مشاهد التأييد المفبركة، فها هي تهجم علينا بالصوت والصورة بآليات جديدة أكثر بشاعة واستفزازاً، لأنها تُصنع هذه المرة في كواليس الاستقطاب الديني والطائفي. تظاهرات تأييد الحاكم توكيد لنهج استبداد حتى لو قفز هذا الحاكم الى السلطة عبر صناديق الاقتراع، لأن الأعراف الديمقراطية استقرت على أن المعارضة هي من تتظاهر وتحتج، وليس للحاكم المنتخب وسيلة لتوكيد شرعيته إلا في الوفاء بما وعد به الجمهور والالتزام الرصين والدؤوب بما أقسمه من يمين.
حقّ التظاهر مكفول للمعارضة وليس للحاكم.
ماذا يفعل الحاكم إذاً للبرهنة على أنه يحظى بتأييد مماثل أو يفوق ما يواجهه من معارضة؟
الديمقراطية لا تمنحه حقّ إخراج مسيرات مؤيدة، بل تلزمه حماية معارضيه واحترام حقهم في التظاهر ضدّه وتلبية مطالبهم التي لا تتعارض مع الدستور أو القانون.
ما يجري في العراق ومصر من مسيرات تأييد للمالكي ومرسي تقوّض شرعيتهما الانتخابية وتؤكد اتهامات معارضيهما لهما بالاستبداد بغضّ النظر عما إذا كانت شعارات المعارضين كلام حقّ يراد به حق أم كلام حقّ يراد به باطل.
تظاهرات التأييد بدعة غبية وخبيثة في آن معاً، وتنطوي على كوارث كبيرة على البلاد.
تظاهرات المعارضة لا تقسّم المجتمع حتى لو كانت هذه المعارضة فاسدة ومتآمرة، إذ يمكن مواجهتها بالقانون، أما تظاهرات التأييد فإنها تضع فريقاً من الشعب في مواجهة فريق آخر منه.
تظاهرات المعارضة تقوّي مناعة البلاد، ويمكن التعاطي معها وفقاً للقانون إذا خرجت عن سلميتها، أما تظاهرات التأييد فإنها شهادة وفاة للقانون وإعلان لا يقبل التأويل للحرب الأهلية.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول أمينيموبي إذا رأيت إنساناً يغش وجب عليك أن تبتعد عنه بعيداً ؟
جواب جريء
ــ قول جورج إليوت العواقب لا ترحم .
AZP02
SAAB

مشاركة