إستنباط العناوين من المسلسلات والمشاهير
تشويه شوارع بغداد بأسماء غريبة للشركات والمحال التجارية
بغداد- داليا احمد – شيماء عادل
عجائب وغرائب اجتاحت اللوحات الدعائية لبعض المحال التجارية منهم من يقتدي بأشهر شخصيات المسلسلات ومنهم من يدون أسماء اعز الابناء لكن عدم مراعاة الذوق العام بأختيار الالوان والاحجام وطريقة التنصيب مما ادى الى تشويه المدينة ومضايقة المارة في الوقت الذي يرى البعض ان غرابة اسم المحل قد يكون احد الاسباب التي تجلب النظر وتثير الانتباه مما يقود الزبون حتى ابواب المتجر. استطلعت (الزمان ) اراء المواطنين عن من يختار تلك الاسماء والالوان والالقاب وعن مدى تأثيرها على الزبائن .
اذ يقول المواطن أبو منتظر صاحب محل لبيع الملابس النسائية أن (أسماء المحال يعد رغبة لصاحبه فضلا عن ان حب الزبائن وتقبلها لتلك الأسماء أذ انه يمكن القول هي أختيار الأثنين معاّ لكن يبقى المسؤول عنها هو راعيها أذ أطلقت على باب رزقي أسم النمارق معزة بأبنتي برغم انها الوسطى فهناك من تكبرها ومن تصغرها الكثير لكنها منذ الصغر تعودت على مساندتي في العمل أذ تصطحب معها الكتب المدرسية وتكمل مناهجها الدراسية الأبتدائية وهي تستقبل الزبائن مما دفعني الى تسمية المحل بأسمها وهي مازالت حتى اليوم تساندني في العمل ولاسيما أثناء ترتيب وعرض البضائع الجديدة التي أجلبها من التجار برغم انها أصبحت الأن اكاديمية تربوية فهي تزيدني فخرا ومعزة يوما بعد أخر). وأضاف (برغم مرور سنوات عدة وعرض خلالها أسماء وشخصيات كثير لكن المحل قد حصل على زبائن منذ زمن طويل فضلا عن ان رزق الله كان له دور في توسيع المحل الى أسواق كبيرة واصبحت نقطة دالة للمواطنين لذلك لا أرغب بأستبدالها مهما كانت الأسباب).
العلامات التجارية
بينما تقول المواطنة أم حاتم أن (منظر العاصمة هو من أهم ما يجب ان تعمل به الأمانة وللعلامات التجارية تأثير كبير منها ما يخترق الرصيف من أجل جذب وأستقطاب المواطنين نظرا لأن الشارع مكتظ بتلك الدعايات وكل واحدة ترغب أن تبرز أكثر من الأخرى من اجل التميز وعدم الأندثار بين تلك اللوحات فضلا عن أن الكثير من أصحاب المحال هم شركاء ويضعون اسماءهم كلافتة لمشروعهم وفيما تنتزع تلك الشراكة ويستقل كل منهم على حدة يضطر أحدهم الى شطب اسم الشريك بالأحبار والأصباغ وبالتالي ستشوه تلك الطريقة المنظر وتضيف نوعا من القدم لذلك المحل). وأوضحت أن (الدعايات المنتشرة تبعد مسافات طويلة عن نقطة المحل ومنها ما يكون بالقماش ويربط بحبال بين عمود وأخر وبالتالي يسبب ضيقاً للمارة وأصطدامه بها وانحائه من أجل المرور ولاسيما إذا كانت مكتظة فهي تشويه للعاصمة بسبب اهمال الرقابة والثقافة المتدنية التي يتمتع بها المواطن فكل منهم يبحث عن مصالحه الشخصية من دون ان يبالي بأي أهتمام للطرف الأخر)
أما المواطن أبو أيمن فيقول ان (لوحات المحال التجارية تعد علامة أستقطاب كبيرة للزبائن أذ أن المسلسلات التركية كانت لها ادوار في تقبل مزاج المواطنين ومنها مسلسل مهند ونور إذ هناك الكثير من محال الحلاقة كانت قد غيرت أسماءها أو أفتتحت محال جديدة بأسم حلاقة مهند ونور التي جذبت الكثير من الشباب لأنها ستكون أكثر معاصرة للموضة أو ربما يجد بها التقليد سواء بقصة الشعر أو بتسريحته للشخصية التي يحبها بتلك المسلسل وشخصية الممثلة التركية لميس في مسلسل سنوات الضياع هي الأخرى أحتلت أسماء محال الملابس النسائية للأناقة التي تمتعت بها وحب الشباب لمن تقلدها فضلا عن المسلسل السوري باب الحارة الذي أحتل الكثير من محال النجارة والأنشائية والمقاهي لوجود تقارب بينهما)، وأضاف أن (المسلسلات العراقية القديمة كانت عناوينها هي السائدة في الثمانينيات والتسعينيات من الزمن الماضي على عناوين الشوارع والمحال التجارية كما كان المسلسل الكبير النسر وعيون المدينة فضلا عن شخصيات ذات تأثير كبير ومنها أبطال مسلسل هستيريا سجاد وغسق التي جسدت دورها الفنانة تمارة محمود كانت لها تأثير كبير على المشاهد لكن لكل زمن لمسة خاصة به يسقطب محبيه). وأوضح (لكن على المواطن أو أصحاب المحال التجارية أن لا يسمح لتلك العولمة أن تجتاح العقول بالتخلي عن العلامات التراثية البغدادية التي يجد بها المواطن لمسة عراقية جميلة تعود به الى أيام الزمن الجميل في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي فهي أيام لا يمكن محوها من الذاكرة وأذا أستمرت في هذا العصر برغم إنفتاحه ستترك لدى الشاب لمسة اللون والأصالة بعيدا عن التقليد والعولمة فكثيرا ما احن وأرغب بمجالسة المقاهي التي تحمل عناوين ليالي بغداد على سبيل المثال وألف ليلة وليلة ومنها الكثير). فيما يقول الشاب حسن علي أن (أغلب الشوارع تعاني من فوضى في اللافتات الدعائية الدالة على المحال والشركات ولاسيما شركات السياحة والسفر التي تتجاوز أرصفة الشوارع والتقاطعات أذ يعتمدون وضعها في منتصف العمود الكهربائي أو مصباح الأنارة للتقاطعات وبالتالي يسبب المضايقات للمواطنين) وأضاف ان (الأزدحامات المرورية تجبر المواطن على التخلي عن السيارات وتكملة طريقهم الى المكان المقصود سيراّ على الأقدام وهذا ما أفعله دائماّ إذ فضلت العودة الى المنزل ذات ليلة سيرا سالكا طريق الجزرة الوسطية فأذا بي وأصطدم رأسي بأحدى اللافتات الدعائية فلو كانت الدوائر المعنية تعتني بتلك الأمور وتفرض شروطا على المخالفين دفع غرامات لما كانت شوارع العاصمة فوضى وضيقا للمواطن).
ضوابط الدعايات
وأوضح أن (الأمانة أو مجلس المحافظة يضع شروطا لكن من دون تنفيذ فهي غير جادة في عملها كما كانت شروط المفوضية المستقلة للأنتخابات والدوائر المعنية في الحملة الأعلانية للمرشحين في الدورة الإنتخابية الأخيرة والتي شهدت فوضى كبيرة إذ منعت الملصقات بواسطة الصمغ منعا باتا لكن شهدتها العاصمة وبكثرة فضلا عن بقائها لمدة مابعد الإنتخابات من دون تحرك لتلك الجهات لولا المواطن الفقير الذي يبحث عن لقمة العيش الذي باشر برفعها من أجل أن يحصل على مبلغ معين وهناك الكثير من المواطنين حملوها من أجل بناء سقف يحميهم من برد الشتاء وأشعة الشمس صيفا سواء كان بيتا ام أكشاك للرزق)، من جهتها دعت لجنة الثقافة والاعلام النيابية وضع قوانين تنظم الاعلانات الدعائية وتحديد احجامها والوانها حرصا على صحة المواطنين. وقالت عضو في اللجنة بتول فاروق لـ(الزمان) امس ان (اللوحات الدعائية الموجودة حاليا في الشوارع وعلى المحال التجارية تعد تشوها كبيرا على مظهر الشوارع اضافة الى الاخطاء اللغوية التي تشوب هذه اللوحات والاسماء الاجنبية المستخدمة لاتناسب الذوق العام ولا تدل على المضمون اما الوانها واحجامها في تعد مشكلة كبيرة تعوق الشوارع والاشارات المرورية وتؤثر على المواطنين عند النظر اليها). واضافت ان (هذه اللوحات الاعلانية تحتاج جهات معينة تقوم على تنظيمها وتحديد الوانها واحجامها وكيفية وضعها واستخدام العبارات التي تناسب الذوق العام كون وضع الشوارع الان يدل على مدى افتقار المحال للذوق في اختيار عباراتهم والوان اعلاناتهم وكيفية وضعها بصورة عشوائية ) داعية ( الجهات المسؤولة في وزارة الثقافة وامانة بغداد رفع توصياتها بشان ظاهرة الانتشار العشوائي للوحات الاعلانات وكثرة الاخطاء التي تحتويها ومطالبة مجلس النواب بتشريع قانون يمنع اصحاب المحال من وضعها بصورة عشوائية وتحديد الوانها واحجامها وفرض غرامات على المحال التي تخالف القوانين للحد من مشكلة انتشارها في الاماكن غير المناسبة لها والوانها التي تضر بالنظر ). من جانبها أشارت الاكاديمية التربوية فوزية العطية الى دور الجهات المعنية في أزالة تلك التجاوزات ورصد المخالفات فضلا عن دور الثقافة والتوعية التي يجب تزويد المواطن بها وتغريسه بالمفاهيم والقيم الأخلاقية التي تتناسب مع المجتمع العربي. وقالت العطية لـ(الزمان) أن (دور الجهات المعنية يتغيب في رصد الحالات المخالفة والتي تشوه منظر العاصمة بغداد إذ تضع شروطاً يجب تنفيذها ولكن من دون أن تتلقى أي تنفيذ يذكر) وأضافت أن (المواطن هو الأخر يعد من أكبر الأسباب التي تؤدي الى عرقلة الشوارع أذ أنهم يفتقرون الى الثقافة الذاتية والوعي لأدراك الامور ومراعاة الطرف الأخر في تغييب القيم والأعراف في الجانب الأنساني وكل منهم يسعى الى الربح لذاته ويتعدى على الأرصفة التي تعد ملكا للجميع من أجل لفت الإنتباه الى نقطة معينة) وأوضحت أن (لوسائل التطور التكنولوجي دوراً كبيراً في إنتشار العولمة وتخديرها للعقول فالكل يبحث اليوم عن تلك الشخصيات التي برزت في معظم المسلسلات لتقليدها أو لجعلها علامة تستقطب المواطنين والزبائن) ودعت العطية الجهات المعنية الى (النظر بأمور البلاد التي هي من أهم الواجبات التي يجب القيام بها وعمل حملات تثقيفية لتوعية المواطن وتمشية أموره بالشكل الذي يرضي الجميع).