تشديد معايير الالتزام بمستويات الجسيمات الدقيقة في الهواء 

واشنطن‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬الأميركية‭ ‬أنها‭ ‬ستفرض‭ ‬معايير‭ ‬أشدّ‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الهواء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغيير‭ ‬مستويات‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬البشر‭.‬

وكشفت‭ ‬وكالة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬عن‭ ‬نيتها‭ ‬تقليل‭ ‬المستوى‭ ‬المسموح‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬PM 2,5‭ (‬لا‭ ‬يتعدّى‭ ‬قطرها‭ ‬2‭,‬5‭ ‬ميكرومتراً‭) ‬من‭ ‬12‭ ‬ميكروغراماً‭ ‬لكل‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬ميكروغرامات‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭.‬

ويُفترض‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬المعيار‭ ‬الجديد‭ ‬لفترة‭ ‬يبدي‭ ‬خلالها‭ ‬الأميركيون‭ ‬بتعليقاتهم‭ ‬في‭ ‬شأنه،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعتمد‭ ‬رسمياً‭.‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬وكالة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬مايكل‭ ‬ريغان‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إنّ‭ “‬جهودنا‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬جو‭ ‬نظيف‭ ‬للجميع‭ ‬هي‭ ‬أولوية‭ ‬لنا‭”‬،‭ ‬مضيفاً‭ ‬انّ‭ “‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬سيتيح‭ ‬للأحياء‭ ‬كلّها‭ ‬وتحديداً‭ ‬تلك‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفاً،‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬التعرض‭ ‬للتلوث‭ ‬الضار‭”.‬

وقد‭ ‬تكون‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬متأتية‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬عدة‭ ‬بينها‭ ‬مواقع‭ ‬البناء‭ ‬والحرائق،‭ ‬أو‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬تفاعلات‭ ‬معقدة‭ ‬لمواد‭ ‬كيميائية‭ ‬منبعثة‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬أو‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬أو‭ ‬المواقع‭ ‬الصناعية‭.‬

وأثبتت‭ ‬دراسات‭ ‬عدة‭ ‬مخاطر‭ ‬هذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬البشر،‭ ‬إذ‭ ‬قد‭ ‬تتسبب‭ ‬بالإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭.‬

وأوضحت‭ ‬وكالة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬أنّ‭ ‬المعايير‭ ‬الجديدة‭ ‬ستمنع‭ ‬تسجيل‭ ‬4200‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬مبكرة‭ ‬سنوياً،‭ ‬وستساهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬حوالى‭ ‬43‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2032‭.  ‬وتعود‭ ‬آخر‭ ‬مرة‭ ‬أُعيد‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭ ‬بهذه‭ ‬المعايير‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2012‭. ‬وأعرب‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ “‬أمريكن‭ ‬لانغ‭ ‬أسوسييشن‭” ‬هارولد‭ ‬ويمر‭ ‬عن‭ ‬شعوره‭ ‬بـ‭”‬خيبة‭ ‬أمل‭ ‬كبيرة‭” ‬إزاء‭ ‬الاقتراح‭ ‬الذي‭ ‬أفادت‭ ‬به‭ ‬وكالة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة،‭ ‬معتبراً‭ ‬أنّه‭ ‬ليس‭ ‬كافياً‭.‬

وقال‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إنّ‭ “‬العلم‭ ‬يؤكد‭ ‬وجود‭ ‬حاجة‭ ‬طارئة‭ ‬لفرض‭ ‬معايير‭ ‬أشدّ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭”.‬

ووصف‭ ‬بيتو‭ ‬لوغو‭ ‬مارتينيز‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ “‬كلين‭ ‬إير‭ ‬ناو‭” ‬الاقتراح‭ ‬بأنه‭ “‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬جيدة‭”‬،‭ ‬لكنّه‭ ‬اعتبرها‭ ‬غير‭ ‬كافية‭.‬

وأكّد‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أن‭ “‬هذه‭ ‬التوصيات لن‭ ‬تحدث‭ ‬فرقاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬استشعار‭ ‬موضوعة‭ ‬بشكل‭ ‬استراتيجي‭ ‬لقياس‭ ‬مستويات‭ ‬التلوث‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وفي‭ ‬غياب‭ ‬الإرادة‭ ‬على‭ ‬تغريم‭ ‬الجهات‭ ‬الملوّثة‭ ‬التي‭ ‬تتخطى‭ ‬المعايير‭ ‬الموضوعة‭”.‬

مشاركة