تسواهن عروس ميسان
إمرأة من الهور
منذ نعومة أظفاري وانا ارى عروس ميسان الشامخة وقد عرفت قصتها التي لاجلها ارتفع تمثال تسواهن شامخا وسط مدينة العمارة وتحديدا في محلة الماجدية وعلى ضفاف نهر الكحلاء .
هو تمثال المرأة الميسانية والذي قام بتشييد التمثال ا لفنان الراحل احمد البياتي ويرمز التمثال الى المرأة العراقية الميسانية وقد صورها البياتي وهي تقف شامخة تجسد حب الوطن والتضحية من اجله لكن الذي لا اعرفه هل هي ما زالت على قيد الحياة ام في ذمة الخالق لكن الذي عرفته انه تحول الى رمز للمراة الميسانية يعبر عن صبرها وجلدَها وكبريائها وَلمَ لا وهي بنت السومريين وبنت القصب والاهوار والكرم وطيب النفس وقد جعلها البياتي تحمل بإحدى يديها حمامة السلام وعجلة التقدم وعلى رأسها تاج الامومة وقد اتشحت باللون القهوائي وهو لون عباءة الرجل وكأن البياتي يشير الى ان الرجل هو ستر المرأة كما هو معروف في الاعراف العراقية ان هذا اللون يجسد لون الارض والصحراء والقهوة والخيول العربية .
وقد عانت المرأة العراقية الكثير من المعاناة وصبرت على أقسى الظروف التي مر بها البلد واذا أردنا ان نتحدث عن نساء جنوب العراق بالتحديد فقد عاشت الظلم والاضطهاد منذ زمان بعيد إبان الاحتلال العثماني والاحتلال البرطاني والاقطاع الذي حكم الريف والاهوار …هذه المعاناة التي عاشتها المرأة كانت وما زالت هي رجل البيت في غياب زوجها مع المحافظة على انوثتها وجمالها واناقتها وهي المربية الفاضلة التي انجبت قادة وعلماء وابناء اجسادهم حاضرة للتضحية من اجل الوطن
لقد انجبت ميسان للعراق المع الشخصيات العلمية والادبية كعالم الفيزياء الشهير الدكتور عبدالجبار عبدالله احد الاربعة الذين تتلمذوا على يد اينشتاين وكالدكتور عبدالجليل الطاهر عالم الاجتماع الكبير بل مؤسس علم الاجتماع في العراق وتلميذ مانهايم وزميله فيما بعد وكالاديبة الشاعرة اللامعة لميعة عباس عمارة وغيرهم كثير مما تحفظه ذاكرة التاريخ وان تناسته ذاكرة البشر .
يقول السيد باسم الهاشمي التدريسي في جامعة ميسان قسم التاريخ( ان هذا التمثال سرق من حقيقته واشيع انه يمثل اسطورة تسواهن وهي من اساطير حرب الثمانينات والتي تتحدث عن امرأة من اهل الريف قاتلت الجنود الايرانيين في منطقة شرق دجلة وتلتزم بعضهم و، وهذه من اساطير الحرب ومن الاساليب الاعلامية التي تستخدمها الحكومات العسكرية بدافع معنوي حتى ان اسم تسواهن اسم غير مستخدم في بيئة ريف العمارة وقد حاولت الحكومة انذاك وضع نصب يمثل اسطورة تسواهن غير ان ذلك النصب كان من الجبس قد سقط وتهشم اثناء وضعه في المكان المخصص له عند باب موقع العمارة العسكري .
وقد شاع او اشيع ان تمثال المرأة الميسانية هو تمثال تسواهن والى يومنا هذا يطلق عامة الناس على هذا التمثال اسم ( تسواهن ) والمرأة الميسانية وتمثالها واحمد البياتي براء من تسواهن ومن الحرب واكاذيبها ، وهذا التمثال يجب ان يستعيد هويته الاصيلة كرمز ، للمرأة الميسانية الام والاخت والزوجة والبنت ، التي تحمل معاني الامومة والسلام ولنزهه من اسم تسواهن ومن رموز الحروب الحمقاء )
وتبقى تسواهن إمرأة بسيطة من اهوار ميسان لا تقرأ ولا تكتب ولا تحسن الكتابة بالحروف بل تحسن النقش بالخلق والمثل العليا في قلوب وعقول من يعرفها
ولا تعرف قواعد الحضارة ولا تحسن البهرجة والتشدق في الكلام ، حصتها من الحياة أن تجيد المثل العليا بالاخلاق ، فهي تحسن الحرية وان الحرية ثوب جميل تلبسه لتتباهى به بين النساء و هي تعرف حقوق الله كاملة وحقوق الوطن ولا اريد ان ابالغ في الكلام جميع المواصفات التي ذكرتها شاهدتها وعشتها في المرأة الميسانية .
حيدر جاسم الرحماني – ميسان