تسميـة مـلـعب دولــي  بـأسـم  (الأساطير): وفاء لمن خدم الرياضة العراقية – علي كريم خضير

تسميـة مـلـعب دولــي  بـأسـم  (الأساطير): وفاء لمن خدم الرياضة العراقية – علي كريم خضير

بعد أن إجتاحت جائحة كورونا الوسط الرياضي، وغيبت عن أنظارنا ثلة كريمة من رموز الرياضة العراقية، وأبرزهم اللاعب الدولي أحمد راضي، و المدرب علي هادي وغيرهما. وجد الشارع الرياضي أن الوقت قد حان لتخليد إنجازات الأبطال العراقيين في معلم حضاري يبرز مواقفهم الوطنية، ويعزز قدرة الرياضي العراقي في قابل الأيام، من أن هناك مؤسسات حكومية، وشخصيات وطنية، وجمهور وفي يدعمه، ويخلد إنجازاته، ويؤشر على مستويات التقدم، والتطور في الرياضة العراقية،  ولاسيما أهم الرموز التي أسهمت في صنع هذا التقدم سواء أكانت رياضية، أو إدارية قد وضعت الأسس المنهجية العلمية في السير على طريق النجاح والتفوق. فلاشك أن عمل الواحد منهما كان مكملا للآخر.

والمرء يصبح (أسطورة) ليس في ساحة الملعب حسب، وانما يحمل معاني هذا الوسام المشرف في كل الميادين التي تضع بلده، وأمته في مصاف الدول المتقدمة، والقادرة على مجاراة الأمم الاخرى في تطورها ، وعلى كافة الصعد.

إذن، إحياء هذه الرموز يدفع عمل الأمة الى الأمام، لان الأمة التي لاتخلد رجالها، هي أمة غير حية كما يقولون.. ويحضرني بالأمس غير القريب مشاهدة لقاء متلفز لأحد لاعبينا الدوليين (المرحوم علي كاظم)، هذا الأسطورة الكبير الذي وجه العتب الشديد بمرارة الى إتحاد الكرة، واللجنة  الأولمبية التي يرأسها زميله في اللعبة السيد رعد حمودي، الذين لم يبادروا قط الى زيارته للإطمئنان على صحته على أقل تقدير، وهو على فراش المرض. والحقيقة، إن كلماته لم تكن موجهة من أجل تقديم المعونة المادية التي ستسهم حتما في شفائه، وهو واجب انساني، وأخلاقي يفرضه العرف والقانون، وإنما هو شعور معنوي يضيف الى الانسان قوة يتغلب فيها على سطوة ما يعانيه من الوهن بسبب المرض.  وهكذا رحل اللاعب علي كاظم وكأن شيئا لم يكن… وأعتقد أن قصصا كثيرة تشاكل قصة الكابتن المرحوم علي كاظم في العراق، وفي جميع الميادين كافة، قد حصلت ومرت مرور الكرام!!.

واليوم وبعد أن تعالت أصوات الجمهور العراقي المطالبة بحقوق الأبطال في الرياضة.  وبعد أن تشرفت الرياضة العراقية بتسلم رمز من رموزها الكبار، وهو الكابتن الغيور عدنان درجال وزارة الشباب والرياضة. فقد أضيفت الى عوامل الاحساس بالأمل كثيرا من نسب النجاح والتحقق الإيجابي التي كانت تشكو منها الرياضة العراقية في الفترات الماضية بسبب الإهمال، وعدم وجود الشخص المناسب في المكان المناسب، هذا طبعا ماخلا السيد عبدالحسين عبطان الذي قدم للرياضة العراقية بعض الانجازات الملحوظة، ومن أبرزها رفع الحظر عن الملاعب العراقية.  ومن أجل أن تؤتي عملية تخليد الأساطير أكلها، ينبغي أن يكون ذلك عبر تسمية ملعب دولي خاص بهم. شريطة أن تنفذ هذه المبادرة بمنهجية، ودقة عالية لايغبن فيها أحد، ولايتساوى في الأستحقاق من قدم للعراق، ومن لم يقدم.

إذ يجب أن يحدد أولا مفهوم شخصية (الأسطورة)، بمستوى من الأنجاز، وفي نقاط واضحة.  ويمكن الإفادة من تجارب الإتحادات العالمية، وتقييمات الفيفا، وذلك من خلال تشكيل لجنة خاصة برئاسة وزارة الشباب والرياضة وعضوية كل من إتحادات الألعاب الرياضية كافة، وبعض الشخصيات الأكاديمية المختصة، والمعروفة بتأريخها العلمي والأنساني المشرق، وقاض من المحكمة الرياضية، و عضوية رئيس رابطة الرواد الرياضيين.

إذ يقدمون توصياتهم إلى السيد وزير الشباب والرياضة من أجل مصادقتها والعمل بموجبها.

وبعد تحديد الشخصيات الرياضية (الأساطير) ، الذين فارقوا الحياة لأي سبب كان، يباشر بوضع صورهم على منصة الملعب الدولي الذي يطلق عليه ( ملعب الأساطير). لتظل العملية تسري دواليك مع الأحياء الذين تنطبق عليهم شروط الأسطورة تباعا بتعليق صورهم على واجهة الملعب بعد أن يحين أجلهم لاسمح الله تعالى، لنكون بذلك قد قدمنا جزءاً من الوفاء لهذه القامات الوطنية التي طالما رفعت علم العراق في الميادين الرياضية الدولية، ولاشك أنه أقل امتياز نقدمه إليهم.

مشاركة